الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

ماذا تعرف عن إدارة التوتّر؟

هالمقالة هي مقدّمة لسلة مقالات رح نحكي فيها عن إدارة التوتّر بس بالأول لنتعرف ع مفهوم التوتّر شو يعني:

لقد تم إجراء الكثير من الأبحاث عن التوتّر خلال السّنوات الماضية، بعض النظريّات تم قبولها و الاستقرار عليها، و بعضها الآخر ما يزال موضع الدّراسة و البحث

حاليّاً، هناك ما يشبه الحرب المفتوحة بين هذه النّظريات و التعاريف، و هناك من يتبنّى كل نظريّة و يدافع عنها بكلّ قوّة

ما يجعل الأمر بهذا التعقيد هو أن جميعنا لديه ذلك الشّعور بأنّه يعرف التّوتر و قد مرّ به كثيراً، و لهذا فإنّ إيجاد تعريف واضح للتوتّر لن يكون بالأمر الصّعب .. لكنّه في الحقيقة بالغ الصّعوبة ..

تعريفات :

هانز سايلي كان من المؤسّسين لأبحاث التّوتر، رأيه في العام 1956 كانت هي "التوتّر ليس بالضّرورة شيئٌ سيّئٌ، بل الأمر يعتمد على الطّريقة التي يصيبك بها، التوتّر النّاجم عن العمل الإبداعي النّاجح يكون مفيداً في هذه الحالة، بينما التّوتر الناجم عن الفشل، الإهانة أو العداوة يكون ضارّاً".

سايلي اعتقد أن الآثار الكيميائية الحيوية سوف تؤثّر فينا سواء كان الموقف إيجابيّاً أم سلبيّاً

منذ ذلك الوقت، تم إجراء كم كبير من الأبحاث، و مضت الأفكار قدماّ، التوتّر الآن يعبّر عنه بـ أنه " شيء سيّء " مع تفاعلات كيميائية حيويّة تدوم آثارها لفترة طويلة، هذه الآثار نادراً ما تمت مشاهدتها في المواقف الإيجابيّة

التعريف الأكثر قبولاً اليوم للتوتر لـ ريتشارد س. لازاروس " التوتّر هو حالة أو شعور يمرّ به الشّخص عندما يدرك أن الموقف يحتاج لموارد شخصيّة أو اجتماعية أكثر من المتوافر لديه "، أي بعبارة أبسط، عندما نفقد السّيطرة على الموقف

استجابة المواجهة أو الهروب :

بعض الأبحاث السابقة عن التوتر " و التي تم إجراؤها من قبل وولتر كانون في عام 1932 " أسّست لما يعرف اليوم باستجابة " المواجهة أو الهروب " ، و أظهرت أبحاث كانون أن الكائن الحيّ عندما يتعرّض لموقف مفاجئ أو يشعر بالخطر فإنه يقوم بسرعة بإفراز الهرمونات التي تساعده على البقاء حيّاً

ليست وحدها الأخطار التي تهدّد حياتنا يحدث بسببها ردّ الفعل هذا، نحن نخوض هذه التجربة في كل مرة تقريباً نتعرّض لحدث مفاجئ أو عندما يظهر شيء يثنينا عن أهدافنا، و تتناسب الاستجابة مع حجم الخطر، فعندما يكون الخطر صغيراً فإن الاستجابة تكون صغيرة لدرجة أننا قد لا نلاحظها في بعض الأحيان،

لكن و للأسف فإن هذا التكيّف من أجل البقاء له مساوئ و عواقب سلبية، ففي هذه الحالة نعاني من العصبيّة، سرعة الاهتياج، القلق و الغضب، و هذا ما يضعف من مقدرتنا على العمل بشكل فعال مع الناس الآخرين، و سيصبح أداء الإجراءات و الأنشطة التي تتطلب مهارات أمرا صعبا مع قلبنا الذي يرتجف و يخفق بسرعة ..

إن شدة رغبتنا في البقاء تتعارض مع قدرتنا على اتخاذ قرارات صائبة حيث لا نبحث عن المعلومات من أكثر من مصدر، فيحدث أن أننا نجد انفسنا أكثر عرضة للحوادث و أقل قدرة على اتخاذ القرارات الصائبة

هناك عدة مواقف في نمط الحياة الحديث يمكن أن تفيدنا فيه ردة الفعل تلك، و في أغلب الحالات يمكننا تجاوز هذه المواقف عبر انتهاج اسلوب هادئ و عقلاني و تحت سيطرتنا و مقبول اجتماعيا

في المدى القصير، علينا أن نبقي استجابة " المواجهة أو الهروب " تحت السيطرة لكي تكون مفيدة لنا في أعمالنا، على المدى الطويل يجب علينا أيضا أن نبقيها تحت السيطرة لتجنب الإرهاق و العواقب الصحية

مقدمة إلى " إدارة التوتر " :

هناك العديد من المهارات التي يمكننا استخدامها لنتمكن من إدارة التوتر و التي قد تم إثباتها فعليا، و هي سوف تساعدنا كي نبقى في حالة هدوء و فاعلية في المواقف الصعبة، كما أنها تجنبنا العواقب طويلة الأمد للتوتر

و سوف نتطرق لهذه المهارات في مقالات قادمة ..

تحذير : إن التوتر قد يسبب مشاكل صحية عديدة، و في بعض الحالات قد يسبب الموت، و التقنيات التي سنذكرها لاحقا سيكون لها أثر إيجابي في خفض مستوى التوتر، لكنها ليست سوى مجرد إرشادات، حيث أنه يجب استشارة الأخصائي في حال كان القارئ لديه أي شكوك أنه يعاني من مرض متعلق بالتوتر أو تبدو عليه آثار واضحة للاكتئاب، كما أنه يجب استشارة الاخصائيين قبل أي تغيير رئيسي في النظام الغذائي أو مستوى التمارين

مصدر المقال

هنا