الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

الفاكهة الملونة والأكثر لمعاناً هي الأفضل للمدخنين

استمع على ساوندكلاود 🎧

يحتلّ التدخينُ قائمةَ مسبّباتِ سرطان الرئة بلا مُنازع، إذ تشيرُ البيانات إلى أن احتمالَ تعرّض الرجال المدخنين لتطور سرطان الرئة أعلى بحوالي 23 مرةً مقارنةً بغيرِ المدخنين، في حين يبلغُ 13 ضعفاً لدى النساء المدخّنات. كما يُذكر أن التدخينَ السلبي يعدّ واحداً من أهمّ عواملِ الخطر مُتسبّباً بما يقارب 7330 حالةِ وفاةٍ سنوياً.

نُشِرَت حديثاً دراسةٌ في مجلة Cancer Prevention Research تشيرُ إلى أنّ الصبغةَ الكيميائية الموجودةَ في الفاكهةِ والخضار زاهيةِ الألوان يمكن أن تُقلّلَ من مخاطرِ الإصابةِ بسرطانِ الرئة الذي يُسبّبُهُ التدخين، الأمرُ الذي يمكن أن يُحدثَ تغييراً قابلاً للتطبيقِ في نمطِ الحياة نحو تقليلِ مخاطرِ هذا النوع من السرطانات، وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّ الإقلاعَ عن التدخين لا يزالُ أفضلَ طريقةٍ للوقاية من هذه النتائج غير المحمودة.

تحتوي بعضُ أنواع الفاكهة كالبرتقالِ والفريز، أو الخضارِ كالفليفلة الحمراءِ الحلوة والجزرِ على صبغاتٍ تُعرف بالكاروتينوئيدات Carotenoids. ينتجُ اللونان الأصفرُ والأحمر في هذه الثمار عن أحد نُسخِ هذه المركبات، والذي يُعرف باسم بيتا - كريبتوكزانثينBeta-cryptoxanthin (BCX) ، والتي يُفترضُ أن تقمعَ وتُقلّلَ نمو الأورام. ويعتقدُ الباحثون في جامعة Tufts University أن مادة BCX قادرةٌ على تقليلِ عددِ المُستقبلات الرابطةِ للنيكوتين، ممّا من شأنِه قمعُ نموِ السرطان في الرئتين.

يتحد النيكوتين – وهو واحدٌ من آلافِ المركبات الموجودةِ في دخانِ التبغ – مع مستقبلاتٍ متوضّعةٍ على سطحؤ الرئتين، تُسمّى مستقبلات أستيل كولين نيكوتينيك ألفا-7 Acetylcholine receptor α7 (α7-nAChR). وعند استنشاق النيكوتين تُبتَدَأُ سلسلةً من الأحداثِ التي تسبب نمو الخلايا وتكاثرها – وهي بدايةُ السّمةِ المُميّزةِ للورم. ويرى الباحثون أنّ مركب بيتا-كربتوكزانثين BCX يُقلّلُ من كميةِ مستقبلاتِ أستيل كولين نيكوتينيك ألفا-7، مما يمكن أن يمنعَ تشكّلَ سرطانِ الرئة الناجمِ عن النيكوتين.

اختبرَ الفريقُ تلك الفرضيّةَ عبرَ تعريضِ فئران التجربة للمادةِ المسرطنةِ المُستمّدةِ من النيكوتين، ثمّ عولِجَت بعضُ الفئران بمركبِ BCX فكانت أورامُ الرئة أقلّ عندَ مقارنتِها مع تلك التي لم يتمّ علاجُها بالمركبِ المذكور. ويبدو بذلكَ أنّ هذا المُركّب يعملُ على وقفِ انتشارِ السرطان، مما يدلّ على إمكانيةِ إيقافِه للنموِ الثانويّ لسرطانِ الرئة.

لم تكُنْ الجرعةُ التي استخدمَها الفريقُ لتحقيقِ التأثيرِ المُضادِ للسرطانِ كبيرةً، إذ تبلغُ الجرعةُ اليوميّةُ للإنسان من هذا المركّب حوالي 870 ميكروغرامٍ، أي ما يعادلُ حبةَ فلفلٍ أحمرٍ تقريباً أو حبّتين من اليوسفي في اليوم.

وتشيرُ النتائجُ إلى أنّ الإقلاعَ عن التدخين لمدةٍ قصيرةٍ يجب أن يترافقَ مع تناولِ الفاكهةِ والخضار وبشكلٍ خاص تلكَ الغنيةِ منها بالألوان الزاهيةِ.

وبحسبِ الدكتور Wang المشرفُ على الدراسة، فإنّ نتائجَ هذا البحثِ توفرُ دليلاً تجريبياً على قدرةِ الأطعمةِ الغنية بمركب BCX على خفضِ خطرِ الإصابةِ بسرطان الرئة لدى المدخنين، ومستخدمي منتجاتِ التبغ أو الأشخاصِ المعرَّضينَ لدخانِ التبع بشكلٍ ثانويّ.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا