الفنون البصرية > أصل الحكاية والاسم

جاك وساق الفاصولياء

استمع على ساوندكلاود 🎧

لطالما كانت الرغبةُ بالعثورِ على وسيلةٍ للوصولِ إلى السماءِ قديمةً قِدمَ برجِ بابلَ و سُلَّمِ يعقوب. حتى قارةُ آسيا كان لها حصةٌ بتلكَ الغايةِ متمثلةً بغصنِ شجرةِ بوذا الذي يسمو نحو السّماء بسرعةٍ بمجرّدِ غرسِه. رغم أنّ قصةَ المحتالِ الصغيرِ متسلقُ ساقِ الفاصولياءِ ليست بقدَمِ هذه القصص إلا أنها أثبتت طموحَ الأنسانِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ببلوغِ السماءِ من خلالِ تداولِها لعدّةِ قرون.

يقولُ الزوجان أوبي، الباحثان في علمِ حياةِ الشعوب، أنّ أولَ نسخةٍ أدبيةٍ للقصةِ ظهرت في إنكلترا عامَ 1734 بعنوان "السّحرُ في قصّةِ جام وغُصيناتِ الفاصولياءِ المسحورةِ" على شكلِ مسرحيةٍ هزليةٍ قصيرةٍ في الطبعةِ الثانيةِ لكتابِ "جولةٌ حولَ موقدِ الفحم" أو كما كان يسمى عام 1970 "تسالي عيد الميلاد". يظهرُ تشابهُ هذه النسخةِ جلياً مع النسخةِ التقليديةِ الشعبيةِ للقصّة.

لم تظهر أيُّ نسخةٍ مطبوعةٍ للحكايةِ خلالَ السبعينَ عاماً التي تلت أوّلَ ظهورٍ لها في إنكلترا إلى أن جاءَ عامُ 1807 ليشهدَ ظهورَ طبعتين مختلفتين. حملت الأولى عنوانَ " قصةُ ثرثرةِ أمٍّ وإنجازاتُ ابنها جاك المدهشة" بقلم الكاتب بي اي تي، أمّا الثانيةُ فكانت بعنوان "قصةُ جاك وساق الفاصولياء" لـِلكاتب بنجامين تابارت وتحملُ تشابهاً كبيراً مع نسخةِ القرنِ الواحدِ والعشرين للحكاية. فالقصةُ الأولى عبارةٌ عن قصيدةٍ مقفاةٍ عن الحكايةِ تختلفُ عن النسخةِ الثانيةِ بالمادةِ والأحداث. ففي نسخة بي اي تي، تسقي الخادمةُ العملاقَ شرابَ الجعةِ وتسمحُ لجاك بالدخول للمنزل، ليقومَ الأخيرُ بقطعِ رأسِ العملاقِ عند نومِه. يتزوجُ جاك الفتاةَ ويرسلُ بطلبِ أمه.

عام 1890، دوّن جوزيف جايكوبز نسخةً مبنيةً على نسخٍ محكيةٍ كان قد سمعَها في طفولتِه وصرفَ النظرَ عن نسخةِ تابارت لكونِها تحملُ تمثيلاً ضعيفاً عن القصّةِ المحكية. في نسخةِ جاكوبز، يظهرُ جاك كصبيٍّ محتالٍ لاينفعُ لشيءِ في حين يبرّر تابارت إقدامَ جاك على قتلِ العملاق. لكن عندما قامَ اندرو لانغ بنشرِ سلسلتِه "كتابُ الجنيةِ الحمراءَ" في نفسِ العامِ اعتمدَ نسخةَ تابارت لسببٍ واحدٍ فقط ألا وهو حداثةُ نسخةِ جايكوبز.

تختلف أفكارُ الحكايةِ من بلدٍ لآخرَ لكن تبقى النسخةُ الإنكليزية "جاك وساق الفاصولياء" النسخةُ الأكثرُ شعبيةً وشهرةً على الإطلاق. فالأحداثُ التي تسببُ نموَّ ساقِ الفاصولياءِ والدافعُ وراءَ سرقةِ العملاقِ وقتلِه تختلفُ من نسخةٍ لأخرى، فالبعضُ يبرّرُ إقدامَ جاك على قتلِ العملاقِ كنوعٍ من الانتقام. يمكنُ القولَ أنّ أوّلَ ظهورٍ للحكايةِ كانَ في شمالِ ووسطِ أوروبا في حينِ أنّها اكتسبت شعبيةً في فنلندا والنروج وصولاً لـِ إسبانيا ورومانيا لكنها لم تصل قطّ روسيا والشرقَ الأقصى.

المصدر:

هنا