الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

هل يمكن لاستهلاكِ الفاكهة والخضراوات تخفيف أعراض التصلّب الجانبي الضموري

استمع على ساوندكلاود 🎧

التصلبُ الجانبيّ الضموريّ Amyotrophic lateral sclerosis (ALS) واحدٌ من أمراضِ الأعصابِ الحركية، يؤدي إلى ضمورٍ وشللٍ تدريجيين في الجهازِ العصبي ينتهيانِ بالفشلِ التنفسيّ والوفاة. ويبلغُ متوسطُ فترةِ التعايش مع المرض 20 إلى 48 شهراً، علماً أن 10-20% من المرضى يمكن أن يعيشوا لفترةٍ أطولَ من عشرِ سنواتٍ، ويُعتبرُ عالمُ الفيزياء ستيفن هوكينج أحدَ أشهرِ المصابين به في عصرِنا الحالي.

وبحسبِ بحثٍ أجري في كُلّيةِ الصحةِ العامةِ في جامعة Columbia، فإنّ استهلاكَ الأطعمةِ الغنيةِ بمضاداتِ الأكسدة والكاروتينوئيدات، مثل الفاكهةِ والخضراوات، يرتبطُ بأداءٍ وظيفيّ أفضل لدى مرضى التصلبِ الجانبي الضموري في الفترةِ المقاربةِ لتشخيصِ إصابتِهم بالمرض. وتُعد هذه الدراسةُ من أوائل الدراساتِ التي تُقيِّمُ ارتباطَ النظامِ الغذائي بحالةِ التصلب الجانبيّ الضموريّ، والأولى في بيانِ ارتباطِ العناصرِ الغذائيةِ الصحية ومضاداتِ الأكسدة بوظائفَ أفضل لدى المصابين. وقد تم نشر هذه الدراسة في مجلة JAMA Neurology.

خلال التجربة، تمّت متابعةُ أكثرَ من 300 مريضٍ ممن بدأت أعراضُ المرض بالظهورِ عليهم منذُ مدةٍ لا تزيدُ عن 18 شهراً، واختُبرَ خلالَ تلك الفترةِ الارتباطُ بينَ مدخولِهم الغذائيّ وحِدّةِ المرض، إذ تمّ تحديدُ المدخولِ الغذائيّ باستخدامِ استبياناتٍ غذائيةٍ، كما استُخدم لقياسِ حدّةِ المرض ووظيفةِ التنفس مقياسٌ مصادَقٌ عليه. وبحسبِ الباحثين، فإنّ التغذية تلعبُ دوراً في إثارةِ المرض وتفسيرِ السبب الكامن خلفَ تحسّن حالةِ المريض أيضاً، ولذلك كان على المصابينَ بالتصلب الجانبي الضموري تناولُ الأطعمةِ ذات المحتوى المرتفع من مضاداتِ الأكسدة والكاروتينوئيدات، بالإضافة إلى الحبوبِ الغنيةِ بالألياف، والسمكِ والدواجن.

من جهةٍ أخرى، وجدَ العلماءُ أنّ الحليب واللحومَ المتناوَلة على وجباتِ الغداء قد ارتبَطت بمستوياتٍ أقل لأداءِ المرضى، أي أن حدّةَ المرض قد ارتفعتَ نتيجةً لذلك، وقد أشارَ فريقُ الباحثين أيضاً إلى أنّ الغذاءَ والعناصرَ الغذائيةَ التي يمكن أن تُخفّفَ من حِدّةِ التصلب الجانبي الضموري مشابهةٌ إلى حدّ كبير لتلك المشارِ إليها في التوصياتِ المتعلقةِ بالوقاية من العديد من الأمراض المزمنة الأخرى.

ويختم الباحثون بأن دراستَهم – والتي كانت على شكلِ دراسةٍ مقطعية أو دراسة انتشار – قد اعتمدَت على استبياناتٍ غذائيةٍ، وهي طريقةٌ يُعرف عنها عدمُ التمثيل الدقيق للمدخولِ الغذائي اليومي، ومع ذلك فإنّه يجدرُ بالمسؤولين عن العنايةِ التغذوية بمرضى التصلب الجانبي الضموري تعزيزُ تواجدِ واستهلاكِ الفاكهةِ والخضراوات في نظامِهم الغذائي على اعتبار أنها مرتفعةُ المحتوى من مضاداتِ الأكسدة والكاروتينوئيدات، في إشارةٍ إلى الرغبةِ بإجراءِ دراسةِ متابعة لبياناتِ المدخول الغذائي ومدى تقدم المرض لدى المصابين.

المصادر:

1. هنا

2. هنا