التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات ووقائع تاريخية

اكتشاف قصر آشوري عمره 2600 عام تحت مرقد النبي يونس المحطم في الموصل

استمع على ساوندكلاود 🎧

"لم أرَ سابقاً شيئاً كهذا على حجر بهذا الحجم، ما وجدناه لا يطابق ما كنا نعتقد أنه موجود في الأسفل، لذلك فإن الدمار قادنا إلى اكتشافٍ رائع" هذا ما قالته البروفسورة البريطانية إليانور روبسون حول الاكتشافات الأخيرة في الموصل.

حيث قادت أنفاق حُفرت تحت مرقد النبي يونس المحطم إلى الوصول إلى قصر أشوري طاعن في القدم. أعلنت الحكومة العراقية عن عزمها على إعادة بناء مرقد النبي يونس مما أثار حفيظة مراقبين عراقيين طالبوا بالتريث أو تغيير مكان المرقد لكي يتسنى لمنقبي الآثار التنقيب واكتشاف أسرار هذا المكان.

فما هو رأيكم أنتم؟ هل تؤيدون:

١-قرار إعادة بناء المرقد على الفور في مكانه الحالي

٢-التريث إلى حين إجراء عمليات تنقيب عاجلة

٣-تغيير مكان المرقد للحفاظ على الموقع الأثري وإجراء التنقيبات اللازمة

معلومات مفصلة عن الموضوع تجدونها ضمن مقالنا الآتي...

أعلن علماء الآثار المختصون بتوثيق تدمير مرقد النبي يونس بأن هناك اكتشافاً كبيراً غير متوقع قد يساعد على فهمٍ أفضلَ لأحد أقدم إمبراطوريات العالم. مرقد النبي يونس والذي يُظن أنه مكان دفن النبي المعروف في القرآن بـ "يونس" والمعروف في الكتاب المقدس بـ "جونا"، دمِّر في 24 تموز/يوليو عام 2014م بسبب الحروب القائمة.

يقع المرقد فوق تل في الجانب الشرقي من مدينة الموصل، هذا التل هو واحد من تلين يمثلان مدينة نينوى الأثرية القديمة.

تاريخياً، نقب العثمانيون تنقيباً محدوداً في هذه المنطقة عام ١٨٥٢م وأعيدت التنقيبات من الحكومة العراقية في خمسينيات القرن الماضي، لكن من دون الوصول إلى نتائج.

وجدت الآثارية العراقية ليلى صالح في أحد الأنفاق نقشاً مسمارياً على لوح رخامي يشير إلى الملك الأشوري أسرحدون، ويُظن أنه يعود إلى الحقبة الآشورية من عام ٦٧٢ ق.م. ومع أن اسم الملك غير واضح على اللوح إلا أن المؤرخين أشاروا إلى أن العبارات الموجودة لا تصف أحداً سواه وبالتحديد إعادة بنائه لبابل بعد أن دمرها والده سنحاريب.

بني القصر من الملك سنحاريب ثم جدد ووسع من الملك أسرحدون (٦٨١-٦٦٩) ق.م ثم جدد مجدداً في عهد الملك آشوربانيبال (٦٦٩-٦٢٧) ق.م وقد تعرضت بعض أجزائه للتدمير عند سقوط نينوى بيد البابليين والميديين عام ٦١٢ ق.م.

هناك عدد قليل من الألواح السومرية المفيدة الناجية من هذه الفترة، وأغلبها قد حُصل عليه من التل الثاني الذي يقع شمال مرقد النبي يونس.

في جزءٍ آخر من الممر اكتشف حجر أشوري رُسمت عليه منحوتة لنصف آلهة، تصور رش "ماء الحياة" لمباركة البشر وحمايتهم.

الشكل (1): الحجر الآشوري الذي رُسمت عليه منحوتة لنصف آلهة

"لم أرَ سابقاً شيئاً كهذا على حجر بهذا الحجم" هكذا وصفت البروفسورة اليانور روبسون عضو المعهد البريطاني للدراسات العراقية الحجر. وتعتقد البروفسورة بأن هذا الحجر استعمل لتزيين جناح النساء في القصر. وتضيف أيضاً: "ما وجدناه لا يطابق ما كنا نعتقد أنه موجود بالأسفل"، "هناك حجم كبير من التاريخ تحت هذا التل، وليس فقط أحجار للزينة، إنها فرصة لاستكشاف القصر المهم من الإمبراطورية الكبرى الأولى في العالم، وفي زمن نجاحها الأعظم".

السيدة صالح المسؤولة السابقة عن متحف الموصل والتي تقود فريقاً من خمسة أشخاص لإجراء توثيقٍ طارئ، قالت بأنها تعتقد أنه جرت سرقة مئات القطع مثل الفخار والقطع الصغيرة من المكان قبل سيطرة القوات العراقية عليه. كما وحذرت بأن الأنفاق معرضة للانهيار خلال أسابيع بسبب طريقة الحفر غير المحترفة، مما سيؤدي إلى دفن وتدمير محتمل للاكتشاف الجديد.

وتقوم فرق مؤلفة من خبراء دوليين بتقديم الفرصة لمساعدة علماء الآثار المحليين على تأمين وتوثيق الموقع. ثم أن اليونسكو أعلنت عن اجتماع في باريس نهاية شهر آذار/مارس من العام الحالي ٢٠١٧م لتقرير البعثة التي سترسل.

نهايةً، فقد أعلن الوقف السني يوم ١٨/٣/٢٠١٧م عن وضع حجر الأساس لإعادة بناء مرقد النبي يونس، مما أثار قلق مراقبين عراقيين بأن الآثار المكتشفة ستختفي مجدداً، وربما للأبد.

المصادر:

هنا

هنا