الغذاء والتغذية > الوزن واللياقة

الدهون المشبعة وغير المشبعة وتأثيرهما على تجاوب الدماغ مع الحميات الغذائية

استمع على ساوندكلاود 🎧

عندَ اتباع حميةٍ غذائيةٍ بهدفِ خسارة الوزن، فإنّ أولَ نصيحةٍ يُقابلُها الشخص هي وجوبُ تجنبِ الدهون في وجباتِ هذه الحمية. ولكنّ هذه المعلومةَ مغلوطةٌ وغيرُ دقيقةٍ في الحقيقة، فمن غيرِ الصحيّ تجنبُ تناولِ الدهونِ نهائياً لما لها من أهميةٍ ودورٍ أساسي في أداءِ الجسم لوظائفِه الحيوية. بل يجب على كل شخصٍ تناولُ النوعِ الصحي من الدهون، ويعود هذا بشكل رئيسيّ إلى عددٍ من العواملِ التي تتعلّقُ بالتأثيراتِ المختلفةِ لأنواعِ الدهون على مستوياتِ الكوليسترول والشحوم الثلاثية وطريقة استقلابها. فهل يمكن أن تؤثر الدهون المختلفةُ على وظائف الدماغِ المتعلّقةِ بالاستجابةِ للحمياتِ الغذائية، وبالتالي اختلافِ نتيجتِها وفعاليّتِها في خفضِ الوزن؟

في محاولةٍ للإجابةِ على هذا السؤال، أُجريت دراسةٌ جديدةٌ نُشِرت نتائجُها في مجلةFrontiers in Cellular Neuroscience، وتمّت فيها دراسةُ تأثيرِ الحميةِ الغنيّةِ بأحدِ أنواع الدهون المصنّفةِ كدهونٍ غير صحيةٍ على عملِ الدماغ، وقد وقع الاختيار بطبيعةِ الحالِ على الدهونِ المشبعة، ووجدَ في هذا البحثِ أنّ تناولَ الدهون المشبعةِ يجعلُ الدماغ يجتهدُ للبقاء متحكّماً بما نأكل.

وطبقاً لنتائجِ هذه الدراسة، فإنّهُ من المنطقي لنا أن نقول بوجوبِ تجنّبِ الشخص للدهونِ المشبعةِ إن كان يرغبُ بإنقاص وزنِه، إذ يؤثرُ هذا النوعُ من الدهون على منطقةٍ في الدماغ تدعى تحتَ المهاد Hypothalamus، وهي المنطقةُ التي تُساعد في تنظيمِ الشعور بالجوع. وقد تبيّنَ أن الدهون المشبعةَ تسبّبُ التهاباً يعيقُ قدرةَ الدماغِ على التحكّمِ بكميةِ الطعام المتناولة، ممّا يجعلُ الشخصَ غيرَ قادرٍ على التحكّمِ بالكميةِ التي يتناولُها أو نوعيةِ الطعامِ المتناول وقدرتِهِ على التوقف عن تناول الطعام، وهي نفسُ الأعراضُ التي تُلاحظ عند حدوث السمنة المفرطة.

كما وجدَت هذه الدراسة من خلالِ التجاربِ على الفئران أنَّ تناولَ وجبةٍ غنيةٍ بالدهون المشبعةِ يُخَفِض من القدرةِ الإدراكيةِ للشخصِ، مما يُصَعِّب عليه التحكّمَ بعاداتِ الأكل. ووفقاً للبروفيسورة Marianna Crispino والبروفيسورة Maria Pina Mollica من جامعة Naples Federico II، فقد ازدادَ الاهتمامُ اليوم بمدى تأثيرِ النظام الغذائي على رفاهيةِ الإنسان، وعلى الرّغم من دراسةِ تأثيرِ النظامِ الغذائي على عمليةِ الاستقلاب بشكلٍ واسع، إلا أنّه المعلوماتِ المتوفرةَ حول تأثيره على الدماغ ما زالت قليلة.

وبسببِ وجودِ أنواعٍ عديدةٍ من الدهون، فإنَّ الأنظمةَ الغذائيةَ المُتّبعةَ تختلفُ باختلافِ نوع الدهن، فالدهون المشبعةُ تتواجدُ في الزبدةِ وشحمِ الحيوانات والأطعمةِ المقلية، أما الدهونُ غيرِ المشبعةِ فتتواجدُ بكثرةٍ في السمك والأفوكادو وزيتِ السمك. وقد أظهرت الدراسةُ أنَّ تناول زيتِ السمكِ بدلاً من دهونِ الحيوانات يحافظُ على وظائفِ الدماغ بصورتِها الطبيعية، مما يُقلّلُ من تناولِ الطعام بكمياتٍ أكثرَ من اللازم.

يُذكر أن البروفيسورة Crispino أشارَت إلى وضوحِ الفرقِ بينَ وظائفِ الدماغ عند تناولِ الدهونِ المشبعة، ووظائفِه عند تناولِ الأنواعِ غيرِ المشبعة، كما أنّ تأثيرَ النظام الغذائيّ الغنيّ بالدهون على الدماغِ كان مثيراً، مما يستدعي الانتباهَ إلى نوعيةِ الدهون المتناولة في النظامِ الغذائي لما لذلك من فوائدَ في تقليلِ خطرِ الإصابةِ بالسمنة ومنعِ العديدِ من الأمراض الاستقلابية.

المصتدر:

1. هنا

2. هنا

الدراسة المرجعية:

Emanuela Viggiano, Maria Pina Mollica, Lillà Lionetti, Gina Cavaliere, Giovanna Trinchese, Chiara De Filippo, Sergio Chieffi, Marcello Gaita, Antonio Barletta, Bruno De Luca, Marianna Crispino, Marcellino Monda. Effects of an High-Fat Diet Enriched in Lard or in Fish Oil on the Hypothalamic Amp-Activated Protein Kinase and Inflammatory Mediators. Frontiers in Cellular Neuroscience, 2016; 10 DOI: هنا