الفيزياء والفلك > علم الفلك

بوصول الأشعة تحت الحمراء NIRC اكتمال تجميع الأجهزة الرئيسية لتلسكوب جيمس ويب الفضائي

اكتمل يوم الاثنين في مركز غودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا تجمع المعدات الأساسية لتلسكوب جيمس ويب الفضائي وذلك بوصول كاميرا الأشعة تحت الحمراء والتي تم تصميمها في جامعة إريزونا. حيث من المرتقب أن يحلّ تلسكوب جيمس ويب الفضائي محل تلسكوب هابل في نهاية العقد الحالي والذي سيمكن العلماء من النظر في ماضي الكون أبعد من أي تلسكوب سابق.

وستكون وظيفة الكاميرا ضمن التلسكوب كوحدة التصوير المركزية وقد رشح مشروع جيمس ويب ليكون أحد المشاريع الثلاثة على رأس أولويات ناسا. ويتمّ هذا المشروع بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأوربية ووكالة الفضاء الكندية .

تمت صناعة كاميرا المجال القريب من الأحمر (اختصارا NIRC) واختبارها في جامعة إريزونا بالاشتراك مع مركز لوكهيد مارتن لتكنولوجيا الأنظمة الفضائية المتقدمة وبمشروع تكلفته 400 مليون دولار. وتستخدم الكاميرا مصفوفة من مرشحات الأشعة تحت الحمراء ضمن أنظمة التصوير المتبعة فيها .

ويقول جيف فيندين مدير مشروع NIRC في لوكهيد " إننا متحمسون لأن كاميرا NIRC على وشك أن يتم تجميعها مع بقية أجهزة التلسكوب. والخطوة التالية هية فحص توافق هذه الأجهزة في العمل كوحدة متكاملة.

ويعتبر جورج ريكي البروفيسور في جامعة أريزونا ضمن قسم الفلك والكواكب السيارة بأن الوصول إلى هذه المرحلة يبقي المشروع على جدوله للبدء بعمله أواخر العام 2018 .

وبصفتها الكاميرا الأساسية فستجعل كاميرا NIRC من تلسكوب جيمس ويب من أقوى التلسكوبات الفضائية التي تم صنعها وتخوّله استكشاف مناطق أكثر عمقا داخل الفضاء وبواسطة مرآته التي يبلغ قطرها 6.5 متر فانه سيكشف لنا عن أبعد الأجسام في الكون .

تلتقط الكاميرا الأطوال الموجية الأطول بعشر مرات من الضوء المرئي ما يمكّنه من البحث عن أول المجرات التي تشكلت في الكون،وذلك أن الضوء الصادر من المجرات البعيدة يزداد طوله الموجي فيما يعرف بالانزياح نحو الضوء الأحمر. وهو المجال الذي تبحث فيه الكاميرا عن المجرات الملائمة. وتقوم بعدها الأجهزة الأخرى في التلسكوب بفحص وتدقيق تفاصيل المعلومات والتأكد إذا ما كنّا فعلا قد تمكنا من الحصول على معلومات عن مجرات عندما كانت لا تزال فتيّة.

ومن الجدير ذكره بان أجهزة التلسكوب يمكنها الاستكشاف خلال سحب الغاز والغبار والتي تخفي عادة المراحل الأولى لنشوء الكواكب والنجوم،حيث تقدم رؤية واضحة لأنظمة الكواكب السيارة وحركة النجوم البعيدة وكيفية تشكلها وتطورها.

وتضمنت كاميرا الأشعة تحت الحمراء العديد من التقنيات المتطورة مثل مصفوفات كواشف الأشعة تحت الحمراء،وكذلك نظام بصري معقد يعتمد على عدسات بدلا من المرايا المستعملة في معظم أجهزة الأشعة تحت الحمراء، ويتضمن أيضا أدوات لقياس الأداء البصري لتلسكوب جيمس ويب وتسمح بإعادة ضبط تشغيله والحفاظ على عمله بصورة صحيحة.

ويرأس جورج ريكي الفريق العلمي المسؤول عن جهاز آخر يستعمل ضمن تلسكوب جيمس ويب وهو جهاز التصوير بالأشعة تحت الحمراء المتوسطة ( MIRI ) والذي تم صنعه بالتعاون بين عدة دول أوروبية ومراكز بحثية تابعة لناسا،وسلّم ذلك الجهاز لمركز غودارد في عام 2012.وقد تم تركيب كاميرا MIRI الآن ضمن تلسكوب جيمس ويب و تشغيلها مؤخرا وبدون أي مشاكل تقنية وتم اختبارها ضمن درجة حرارة منخفضة تحاكي الظروف الطبيعية الموجودة ضمن مناطق عميقة في الفضاء و هي مناطق عمل التلسكوب. ويوسع جهاز التصوير MIRI من مدى الأطوال الموجية الملتقطة في التلسكوب إلى أطوال موجية أكبر بخمسين مرة من الطول الموجي للضوء المرئي ما يعني إمكانية رصده للعديد من الكواكب الموجودة خارج نظامنا الشمسي وكذلك رصد تشكل النجوم اللامعة في المجرات.

ضمن كل هذه القدرات المدهشة للكشف عن أعماق كوننا والبحث عن الكواكب الجديدة والمجرات التي تشكلت في البداية لابد أن نتوقع كم سيغير مشروع تلسكوب جيمس ويب من نظرتنا للكون قريبا جدا.

المصدر: هنا

الصورة لمجسم بالحجم الطبيعي لتلسكوب جيمس ويب بنته Northrop Grumman إحدى الشركات المتعاقدة لبناء بناء التلسكوب

حقوق الصورة: EADS ASTRIUM