الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

المحليات البديلة للسكر – تعريف بالمحليات البديلة

استمع على ساوندكلاود 🎧

مهما كان رأيك تجاه المحليات الصناعية، فإن تجنبها أمرٌ صعب. حيث أنها تتواجد في آلاف المنتجات، كالشرابات، والحلويات، والوجبات الجاهزة، والكاتو، واللّبان (العلكة) وحتى معجون الأسنان!

ولكن ما هي المحليات البديلة وما مواصفاتها؟ ولماذا ظهرت الحاجة لاستخدامها؟

هي مركبات كيميائية منخفضة أو عديمة السعرات الحرارية، يتم استخدامها كبديل عن السكر في الأغذية والمشروبات لخفض محتواها من الحريرات مع الحفاظ على الطعم المرغوب لهذه المنتجات. ولا بد للمادة المستخدمة في هذا المجال أن تتصف بالمواصفات التالية:

• يجب أن تكون المادة المحلية بنفس درجة حلاوة السكروز Sucrose (سكر المائدة) على الأقل، فكلما كان الطعم الحلو والأداء أقرب إلى السكروز كان تقبّل المستهلك للمادة المحلية البديلة أكبر. كما يجب أن تكون عديمة اللون والرائحة، وغير مسببة لتسوّس الأسنان Noncariogenic.

• يجب أن تكون المادة نظيفة، وذات طعم مقبول وتأثير واضح وفوري.

• يجب أن تكون المادة ذوابة في الماء وثابتة في الأوساط الحامضية والقلوية وفي مجال واسع من درجات الحرارة، حيث يؤثر طول مدة الثبات على مدة صلاحية المنتج النهائي.

• يجب أن تكون المادة آمنة، أي أنها غير سامة Nontoxic ويتم استقلابها إما بشكل طبيعي، أو تطرح من الجسم دون تغير Excreted unchanged.

• وأخيراً، يجب أن يكون سعر المادة البديلة منافساً لسعر السكر كي يتم تسويقها بشكل ناجح، وأن تتصف بسهولة التعامل معها بالتجهيزات المتوفرة، وتتوافق مع المكونات الأخرى في المادة الغذائية بشكل جيد مما يجعلها مرغوبة للمصنّعين.

وقد ظهرت الحاجة لاستخدام المحليات البديلة بهدف التحكم بالمحتوى الحريري والكربوهيدرات ومدخول السكريات، والمساعدة في المحافظة على الوزن أو تخفيضه، والتحكم بكل من داء السكري وتسوس الأسنان. كما أنها تلعب دوراً في تحسين قابلية استخدام المواد الصيدلانية والتجميلية.

يذكر أن جميع المحليات الصناعية يجب أن تحصل على موافقة الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء European Food Safety Association (EFSA)، أو اللجنة العلمية للغذاء Scientific Committee on Foods (SCF) قبل أن يسمح باستخدامها في الغذاء والمشروبات. وتحدد EFSA الحد المسموح يومياً ويسمى Acceptable daily intake (ADI) ويعرّف بأنه الحد الأعلى الذي يعتبر آمناً للاستهلاك كل يوم مدى الحياة.

وتقسم المحليات البديلة حسب حلاوتها النسبية مقارنةً بالسكر إلى:

• المحليات الشديدة منخفضة الحريرات Low caloric intense sweeteners: يكفي استخدام كميات ضئيلة من هذه المحليات للحصول على الطعم الحلو المطلوب، ويطلق عليها أيضاً اسم المحليات الصناعية Artificial sweeteners، وهذا يدل على أن أغلبها يحضّر بالاصطناع الكيميائي Chemical synthesis، في حين تتواجد المواد المحلية الأخرى كالسكروز أو الفركتوز وغيرهما في النباتات بشكل طبيعي. عملياً، لا تساهم المحليات الصناعية في مدخول الطاقة لأنها تستخدم بكميات منخفضة جداً. من أنوعها: السكرين Saccharin، والأسبارتام Aspartame، وأسيسولفام البوتاسيوم Acesulfame K.

• بدائل السكر ذات المحتوى الحريري المخفّض Reduced caloric sweeteners: وتتضمن السكريات الكحولية Sugar alcohol التي يتم تصنيعها عن طريق هدرجة بعض أنواع الكربوهيدرات. وهي تتميز بانخفاض حلاوتها مقارنة بالسكر (باستثناء الزايليتول الذي يوازي السكر تقريباً في حلاوته) إلى جانب منح المنتجات النهائية قواماً مرغوباً، الأمر الذي تفتقر إليه المحليات شديدة الحلاوة. ولذلك غالباً ما يستخدم هذان النوعان معاً للاستفادة من الخصائص الإيجابية لكل منهما. من أنواعها: السوربيتول Sorbitol، والمالتيتول Maltitol، والزايليتول Xylitol.

• بدائل السكر الطبيعية Natural substitutes: وهي مواد موجودة بشكل طبيعي في النباتات وتتميز بطعمها الحلو، مثل الفركتوز Fructose الذي يعرف أيضاً بسكر الفواكه، أو شراب الذرة عالي الفركتوز High fructose corn syrup (HFCS) وغيرها. وهي تدخل في المسارات الاستقلابية في الجسم وتساهم في مدخول الطاقة ولكنها تلعب دوراً مهماً لدى مرضى السكري مثلاً الذين لا يستطيعون استهلاك السكر التقليدي ويحتاجون إلى تناول أنواع أخرى تخفّض دليل سكر الدم Glycemic index لديهم.

تمت الإشارة فيما سبق إلى العديد من المخاطر الصحية المترافقة باستهلاك المحليات الصناعية (أي النوع الأول من بدائل السكر) كالسرطانات، والسكتات، والنوبات، وانخفاض أوزان المواليد الجدد، وارتفاع ضغط الدم، والتقيؤ، والدوار. إلا أن جميع هذه الادعاءات لم تكن كافيةً لثني المستهلكين عن تناولها حيث أنها لم تصمد أمام تزايد الطلب على المحليات الصناعية بسبب محاولات المستهلكين المستمرة تقليل مدخولهم من السكر الأبيض العادي إلى جانب إرضاء حبهم للطعم الحلو.

ومن ناحيةٍ أخرى توضح أخصائية التغذية Emma Carder أن الأبحاث حول المحليات الصناعية تظهر سلامتها التامة على جسم الإنسان عند تناولها في الطعام والشراب كجزء من النظام الغذائي اليومي. وتضيف بأنها بديل ممتاز ومفيد لمن يعانون من مرض السكري والذين يحتاجون لضبط ومراقبة سكر الدم لديهم باستمرار مع التمتع بالطعم الحلو لأطباقهم المفضلة. كما أثبتت الدراسات في مركز أبحاث السرطان في بريطانيا أن المحليات الصناعية لا تزيد من مخاطر السرطان بشكل خاص.

بالإضافة للرأيين السابقين، فقد كثر الجدل حول هذه المواد، حيث يدعي مصنعو الأغذية أن المحليات الصناعية تساعد في الوقاية من تسوس الأسنان، والتحكم بسكر الدم، وخفض المدخول من السعرات الحرارية. وقد أثبتت EFSA الادعاءات الصحية المتعلقة بصحة الفم والتحكم بسكر الدم بخصوص عدد محدود من السكريات الكحولية كالزايليتول Xylitol والسوربيتول Sorbitol والسكرالوز Sucralose. وعلى غرار السكر، تؤمن المحليات طعماً حلواً للأغذية والمشروبات، إلا أنها تتميز عنه بأنها لا ترفع مستويات سكر الدم بعد الاستهلاك.

ولكن بالمقابل، اقتُرح أن استخدام المحليات الصناعية يمتلك تأثيراً محفزاً على الشهية، وبالتالي فإنها تلعب دوراً في زيادة الوزن والبدانة. وعلى الرغم من الحاجة لمزيد من الأبحاث، ما زالت المحليات تتمتع بمكان لا يمكن نكرانه في غذائنا اليومي.

إذاً فهل هذه المحليات صحيةٌ أم لا، وما هي أخطارها المحتملة إن كان لها أخطار وهل تشمل الجميع أم فئاتٍ محددة.. للإجابة على ما سبق تابعوا مقالاتنا في الأسابيع المقبلة حيث سنتعرض لبعض أنواع المحليات البديلة لنتعرف عليها بشكل أكبر ونستنتج معاً في نهاية السلسلة ما هي أفضل بدائل السكر تأثيراً على الصحة..

المصادر:

1. هنا

2. O’Brien Nabors L. (2012). Alternative sweeteners, 4th ed., CRC Press.

3. Emerton V. and Choi E. (2008). Essential guide to food additives, 3rd ed., Leatherhead food international & RSC.

4. Internation Association for Stevia Research, (2004). World market of sugar and sweeteners.

5. Mortensen A. (2006). Sweeteners permitted in the European Union: safety aspects, Scandinavian Journal of Food and Nutrition 50 (3): 104 _116

6. هنا