الهندسة والآليات > أخبار هندسية

إيلون ماسك: مستقبل البشرية يعتمد على قدرتنا على الاندماج مع الآلات

استمع على ساوندكلاود 🎧

صرَّحَ Elon Musk المعروفُ بأفكارهِ المُستقبليّةِ مُنذُ فترةٍ قصيرةٍ في القمةِ العالميّةِ للحكوماتِ في دبي: "يزدادُ الاعتمادُ على الروبوتاتِ والذكاءِ الصُنعي بشكلٍ مطّردٍ في المجتمعات، ولذلك إحدى أهمّ الطرقِ لاحتواءِ هذا الاعتماد الزائد هو اندماجُ البشرِ فيزيائياً مع الروبوتات".

حيثُ يرى Musk أنّنا بالفعلِ بدأنا إحدى مراحلِ الاندماجِ مع الآلات، فاعتمادُنا اليوميّ على التكنولوجيا الشخصيّةِ - كالهواتف والحواسب المحمولة والتي تتصلُ بشبكةِ الإنترنت - سيستمر في الازدياد إلى نقطةٍ يَصعُبُ عندها التمييزُ بين الذكاءِ البشريّ وذكاء الآلة، وبالتالي نغدو وكأنّنا شيءٌ واحدٌ.

للتأكيد على منطقيةِ هذه التصريحاتِ ما عليكم إلّا تخيّل مقدارِ اعتمادِكم اليوميّ على الأدواتِ الرقميّة المحيطةِ بكم، كالهاتف المحمول وجهاز الحاسب، فمن خلال التطبيقاتِ التي تملكُها، يمكنك أن تسألَ أيّ سؤالٍ لتتلقى جواباً سريعاً عن طريق Google أو أي وسيلة أُخرى.[1] الطبقة الرقمية الثالثة:[1] أطلق Musk على هذه الزيادةِ في الاعتماد على التكنولوجيا الشخصية "بالطبقة الرقمية الثالثة"، وهذه الطبقة أصبحت بالفعل جزءاً من جهازِنا العصبيّ، مما يؤثرُ على الطريقة التي نفكرُ بها.

يقول Musk: "فكرْ في جهازك الحُوفِيّ (وهو جزء في الدماغ مسؤول عن الانفعالات والمشاعر) ويشملُ أجزاءً من الدماغِ والقشرةِ المخيّة، ومن ثمّ تأتي شخصيتُك الرقميّة كطبقةٍ ثالثة، فعندما تموتُ يبقى شبحُك الرقميّ يطوفُ في الأجواء، فكلّ رسائِلك الإلكترونيةِ وحساباتِك على مواقع التواصل الاجتماعي ستستمرُ حتى بعد وفاتك".

وعلى قدرِ ما تبدو الفكرةُ بسيطة، يبقى السؤالُ الأكثرُ أهميةً وإثارةً هو عن الحالة التي ستؤول وتتطوّر إليها الحياةُ البشرية مستقبلاً، وخاصةً بوجود روبوتات تقومُ مقامَ البشر في كثير من الوظائف وتتفوق عليهم.

إذًا ما الأفضل، الصدام مع الذكاء الصنعي أم الاندماج معه؟2 مع مرور الوقت تظهرُ أهميةُ اندماجِ الذكاءِ البيولوجي أكثرَ مع الذكاء الصنعي، على الأقل لتفادي صداماً اقتصادياً يسلب من خلالها الذكاء الصنعي يوماً بعد يوم مزيدًا من الوظائف التي كانت للبشر كالسيارات ذاتية القيادة. ومع تهديدات الذكاء الصنعي التي تزداد انتشاراً يصبحُ الإنسانُ عديمَ الفائدة، وهذا ما يفرض الاندماج مع الآلات. فالذكاء الصنعي والروبوتات أسرعُ بكثيرٍ من البشر في معالجةِ المعلومات، حيث تستطيع الحواسيب معالجةَ تريليون (ألف مليار) بت في الثانية الواحدة، وهذا الرقمُ مرشّحٌ للزيادة بالطبع. أما البشر فقد تصل سرعَتُهم في المعالجةِ في أحسن ِالأحوال إلى عشرة بتات في الثانية.

ليس هنالك صورةٌ واضحةٌ إلى الآن في كيفية الاندماج، ولكن يرى Musk أنّ الاندماجَ يمكن أنّ يتمّ بزراعةِ رقاقةٍ تكنولوجيةٍ في دماغ الإنسان، تجعلُ منه أذكى وأسرع في معالجة المعلومات . حسب تعبيره فإنّ الفوارقَ بين الذكاء البيولوجي والذكاء الرقمي آخذة في الانحسار. ما بعد الإنسانية Transhumanism:3 هي طريقةُ التفكيرِ حولَ المستقبلِ بالاعتمادِ على فرضيةِ أنّ محيطَ البشريّة في شكلها الحالي لا تُمثّلُ الشكلَ النهائي للتطور، بل تتعداه إلى مرحلة مبكرة نسبياً. وهي حركة قيد التطوير خلال العقدين السابقين، وتختصرُ هذه الحركة بالرمز Humanity+.

تدعو هذه الحركةُ والتي تعتبرُ من فلسفات الحياة إلى الاستفادة القصوى من العلوم والتكنولوجيا لتعزيزِ قدراتِ الإنسان على المستوى العقلي والجسدي، وزيادة قدرة التحمل. تهدف الحركة كذلك إلى التخلص من كلّ الصفاتِ البشرية غير المرغوبة كالشيخوخة مثلاً، بالإضافة إلى دراسةِ التداعياتِ والمخاطرِ المحتملةِ من التقنيات التي تُمكّننا من التغلبِ على مقدرات الإنسان المحدودة، بالإضافة إلى دراسةِ الأمور المتعلقة بالمسائل الأخلاقيةِ المشاركة في تطوير واستخدام مثل هذه التقنيات.

Musk يقوم بالخطوة الأولى: شركة لدمج الحاسوب بالدماغ: يثبتُ Musk لنا على الدوام أنّه ينفّذ ما يقول، هاهو يطلقُ شركته الجديدة Neuralink والتي سيكونُ هدفُها النهائي هو إنشاء جهاز (أو ربما سلسلة من الأجهزة) يمكن زرعُها في الدماغ البشري. هذه الأجهزة سوف تخدمُ العديدَ من الأغراض، أهمُها مساعدةُ البشرِ في مواكبة الذكاء الصُنعيّ حتى لا نتركه يتفوق علينا. من المرجح كذلك أن تساعد هذه الأجهزةُ المزروعةُ في تحسين ذاكرتنا من خلال إنشاء مكوّنات تخزين إضافية قابلة للإزالة. الشركة تمّ إطلاقُها في 27 آذار لذلك فهي مازالت حديثةَ العهد، ولا نعرف بالتحديد كيف ستُنفّذُ ما أُطلِقت من أجله، ولكن ما نعرفه أنّ المهمة لن تكون سهلة أبدًا.[4]

قد تبدو الأفكار السابقةُ متطرفةً وغريبةً بالنسبة إلى البعض، وقد تبدو عاديةً وسهلةَ التحقيق بالنسبة إلى البعض الآخر. لكن في نهاية الأمر نحن بحاجة إلى المزيد من الوقت، فلا التكنولوجيا الحالية تسمح لنا بالقيام بذلك ولا البشر جاهزون لمثل هذه الخطوة. المستقبل القريب سيحمل العديد من المفاجآت وما علينا إلا الانتظار.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا