التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الخيالات الجنسية

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُعدُّ الخيالُ مساحةً جدَليةً لكثيرين، بمن فيهم العاملون في مجالِ الطب النفسي وعلمِ النفس لمعرفةِ سبب تحويل بعض الأفكار الغريبة لأفعالٍ حقيقية، في حينِ يستمتع آخرونَ بمخيلاتهم الحية والخلاقة والغريبة أحياناً بدون أن يتخذوا أيَّ قرارٍ حيال ذلك. وفيما يتعلق بالخيالات الجنسية فهل هي حقيقة؟ وكيف ترتبط مع حياتنا الواقعية؟ وهل علينا الخوف من الخيالات التي لا ترتبط مع رغباتنا في الواقع؟

تعدُّ الخيالاتُ الجنسية جزءاً طبيعياً من الكيانِ الإنساني. حيث أبلَغَ 95% تقريباً من الرجالِ والنساء عن وجودِ خيالاتٍ جنسيةٍ لديهم. تحدث هذه الخيالات أثناءَ الاستمناءِ وأحلامِ اليقظة وحتى أثناءَ النشاطِ الجنسي مع شريك. تخفّفُ الخيالاتُ من القلقِ في حين ترفع من الاهتمامِ والمتعة الجنسية. كما يمكنها أن تحرِّض الرغبةَ الجنسيةَ وتحسنَ الثقة بالنفس وتزيدَ الحميميةَ مع الشريك.

ما هي الخيالات الجنسية؟

تتضمنُ الخيالاتُ الجنسيةُ الجمعَ ما بين الدفعاتِ العصبية الجنسية والقصص الخيالية عن الجنس؛ تتنوع هذه القصصُ بشدةٍ وتتراوح ما بين تخيلِ خيانة الشركاء إلى تعدّد الشركاء، كما قد تشتملُ على أنماطٍ أخرى من الجنس، أو على الشعورِ بالخضوعِ أو القوةِ تجاه الشخص المُتخيَل أو سيناريوهات مُحَدَّدة.

يعتقدُ بعضُ الباحثين أن الخيالاتِ الجنسيةَ ترتبط بالضرورة مع نمط الشخصيةِ وطريقة التعامل مع الشريك، حيثُ تُظهِر الشخصياتُ القلقة التي تحتاجُ الآخرين والتي تستخدمِ الجنسَ في تحسينِ نوعية العلاقة مع الشريكِ خيالاتٍ أكثرَ خضوعاً من تلك التي تُشاهَد لدى الشخصياتِ التجنبيةِ التي تعتبر الجنسَ منفصلاً عن المشاعر وتتفادى التعلقَ بالشريكِ، حيث تكونُ الخيالاتُ أكثرَ سيطرةً على الشريك، مع عدم الوصولِ لنتيجة حاسمةٍ بشأن ذلك.

أظهرت الدراسات أن الرجالَ يستجيبون بشكلٍ أكثرَ إيجابيةً للمحرضات والأفكار الجنسيةِ ويتقبلونها بسهولةٍ أكثرَ من النساء. إلا أنه من الواضحِ أن ذلك ليس عاماً حيث أن بعض أنواع الخيالات تثبط الرغبات الجنسية كما هو الحال أحياناً عند وجودِ خيالاتٍ جنسيةٍ سادية أو مازوشية.

للنساء أيضاً خيالاتٌ مشابهة، وكلما زادت الخيالاتُ ارتفعتِ الرغبةُ الجنسية، إلا أن النساء يعانينَ من اضطراباتِ القلقِ أكثر من الرجال، الأمر الذي ربطته الدراسات مع انخفاضٍ في الرغبةِ الجنسية والخيالات الجنسية على حد سواء، كما هو معلوم فإنَّ القلق يؤثر على الوظيفةِ الجنسية.

ما هو السبب خلفَ الخيالاتِ الجنسيةِ التي تتضمنُ الاغتصاب؟

أوضحت دراساتٌ عديدةٌ وجودَ نسبةٍ من النساءِ اللواتي يحظين بخيالات جنسية تتضمن حدوث جنسٍ قسريٍّ أو اغتصاب. من الجدير بالذكر هنا أن هذا الربط لا ينمُّ عن سلوكٍ أو تصرفٍ حقيقي من قبل الرجل في الحقيقة، حيثُ تشعرُ المرأة غالباً بالانجذاب للشخص المُتخيَّل. وُضِعت عدةُ نظرياتٍ تفسر ذلك، منها الكبتُ الجنسيُّ و"تفادي الملامة الجنسية"، تقوم هذه النظريةُ على أن النساء اللواتي يجدن أنفسهن في مُجتمَعات لا تسمح لهن بالتعبير عن جنسانيتهم بشكلٍ حرٍّ لا يمكنهن تحمُّل المسؤوليةِ الجنسيةِ، ولذلك نجد في خيالاتهن حدوثَ الاغتصابِ لأن المرأة لا تكونُ مسؤولةً عن حدوث العمل الجنسي في هذا السياق: وهذا ما يسمى "تفادي الملامة الجنسية". عند هؤلاء النساء قد تُولَد خيالاتُ الجنس الذي يتضمن القبولُ لومَ النفسِ والذنبِ والقلق. وبذلك تؤمن الخيالاتُ الجنسية التي تَعرِض الاغتصابَ الرضا الذي تفتقر له السيناريوهات الأخرى.

أما في البلدانِ التي تحترم حقَّ المرأةِ في التعبير عن نفسها بالطريقةِ التي تختار والتي وُجِد فيها أيضاً ارتفاعُ نسبِ هذه الظاهرة، فقد تم ردّها لمفهوم "الانفتاح تجاه التجربة الجنسية" حيث ظهر ارتفاعُ نسب هذه الظاهرة مع وجود الموقفِ المتحرِّر المنفتِح المتخلِّص من عقدةِ الذنب تجاه الجنس، إلا أن هذا النمط من الخيالاتِ ترافق مع ارتفاعِ نسبة الخيالات التي تضمنت القبول أيضاً. من الجدير بالاهتمام أن الأمر تعدى ذلك إلى خيالاتٍ تضمنت إجبارَ الشريكِ الذكر جنسياً أيضاً.

تأتي أهميةُ الخيالاتِ الجنسية بأنها تُستخدَم في العلاجِ الجنسي لخفضِ مستوياتِ القلق من أجل تحريضِ نشاطٍ جنسيٍّ أو الوصول له، بعدَ نفي وجودِ اضطرابات عضوية (قلة الهرمونات، الاضطرابات الغدية، الخ).

وأخيراً من غير الضروروي أن تدل الصورُ التي تظهرُ في خيالاتنا على وجودِ اضطراباتٍ نفسية، على الرغم من كونِ الأحداثِ والتفاصيلِ التي نختارها قد لا نحتملها أو نختارها في الحالة الطبيعية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا