الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

وجبةٌ سريعةٌ واحدةٌ كافيةٌ لإتلاف معدل الاستقلاب في جسمك!

استمع على ساوندكلاود 🎧

عادةً ما يرتبطُ استهلاكُ الدهون المشبعةِ بتزايدِ أعدادِ الأشخاصِ البدينين وذوي الوزنِ الزائد وأولئكَ المصابين بالسكري من النمط الثاني. وقد وجدَ بعضُ العلماء من مركزِ السكري الألماني ومركز Helmholtzبمدينة ميونيخ أنّ تناولَ كمياتٍ كبيرةً من زيت النخيل – ولو لمرةٍ واحدةٍ- يقلّلُ من حساسيةِ الجسم للإنسولين ويتسبّبُ في تزايدِ تراكمِ الدهون فيه، فضلاً عن تغيير معدّلِ طاقةِ الاستقلاب للكبد. وتقدّمُ نتائجُ هذه الدراسةِ معلوماتٍ حولَ التغيّراتِ الأوليّةِ في الاستقلابِ داخلَ الكبد، والتي تؤدّي على المدى الطويل إلى الإصابةِ بمرض الكبدِ الدهنيّ Fatty liver disease لدى الأشخاصِ ذوي الوزنِ الزائد، والأشخاصِ المصابين بداء السكري من النمط الثاني.

وقد نشر الباحثون من المركَزين المذكورَين مع مجموعةٍ من الباحثين في البرتغال تحقيقاً علمياً نُشرَ في مجلةِ التحقيقات السريرية Journal of Clinical Investigation، أُجريَ على رجالٍ أصحاء ورشيقين، تم إعطاؤُهُم وبصورةٍ عشوائيةٍ كأساً من الماء كعينةِ شاهد، أو مشروباً منكَّهاً يحتوي على زيتِ النخيل يحتوي على كميةٍ من الدهون المشبعةِ تُعادلُ تلكَ الموجودةَ في شطيرتَين من البرغر مع الجبن واللحمِ المقدد وحصةٍ كبيرةٍ من البطاطا المقلية، أو قطعتَين من البيتزا بالسجق البقريّ. وقد بيّن العلماء أنّ هذهِ الوجبةَ مرتفعةَ الدهون كانت وحدَها كافيةً لخفضِ نشاطِ الإنسولين (وذلك عن طريقِ التسببِ بحدوث مقاومة الإنسولين وزيادةِ محتوى الكبد من الدهون).

وزيادةً على ذلك، تبيّنَ حدوثُ تغيراتٍ في توازنِ الطاقة في الكبد تماثلُ التغيّراتِ الملحوظةَ لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النمط الثاني، أو مرضِ الكبد الدهنيّ غيرِ الكحولي Non-alcoholic fatty liver disease (NAFLD)؛ والذي يُعدّ أكثرَ أمراضِ الكبدِ شيوعاً لدى سكّانِ الدولِ الصناعيّة وارتباطاً بالسمنة، مما أكسبَه تسميةَ المتلازمةِ الأيضية Metabolic syndrome، والتي تترافقُ بمعدلاتٍ مرتفعةٍ للإصابةِ بالسكري من النمط الثاني، إضافةً إلى التسبّبِ بتلفٍ حادٍ في الكبد في مراحِلِها المتقدمة.

وقد كانت تلك النتيجةُ مفاجئةً جداً للبروفيسور الدكتور ميكائيل رودِن Michael Roden، إذ لم يكن من المتوقّعِ أنّ جرعةً واحدةً من زيتِ النخيل ستمتلك هذا التأثيرَ السريعَ والمباشر على الكبدِ لدى إنسانٍ معافى تماماً ويتمتّعُ بصحةٍ جيدة.

يُذكرُ أن تحفيزَ حالةِ مقاومة الإنسولين يؤدي إلى تزايدِ تشكّلِ السكر في الكبد بالتزامنِ مع تناقصِ امتصاصِهِ في العضلات الهيكلية، وهي آليةٌ تؤدي إلى ارتفاعِ سكرِ الغلوكوز لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النمط الثاني والمراحل السابقةِ له. إضافةً إلى ذلك، فإنّ مقاومةَ الإنسولين في النسيجِ الشحميّ تتسبب بزيادةِ تحرّرِ الدهون في مجرى الدم، الأمرُ الذي يُتابع تحفيزَ حالةِ مقاومة الإنسولين من جديد.

كما يزداد العبء على عاتقِ مصانع الطاقة الخلوية في الميتاكوندري نتيجةَ ارتفاع الدهون المتحرّرة، ممّا يمكن أن يؤدي إلى إرهاقِها على المدى الطويل، ويسهِمَ في نشوءِ أمراض الكبد. وهو تأثيرٌ يصعبُ التحكّمُ به بعد تناولِ الأطعمةِ الدسمة التي يؤدي الاستهلاكُ الطويلُ لها إلى نشوءِ مشكلاتٍ صحيةٍ مستقبليةٍ صعبةِ العلاج.

المصادر:

هنا

هنا