الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال

بدانة الأبوين وتأخر نمو الأطفال

استمع على ساوندكلاود 🎧

إنَّ زيادةَ الوزن والسمنة لا تؤثران على صحتك فحسب، بل على تطورِ ونمو طفلك في المستقبلِ أيضاً، فقد تظهرُ صعوبةٌ في استخدام العضلات أو فشلٌ في الأنشطة الشخصية والاجتماعية، وهو ما أوضحَتْهُ دراسةٌ جديدةٌ نُشِرت في مجلة طب الأطفال The journal Pediatrics.

تعدّ السمنة صفةً شائعةً في فترةِ الحمل، وخلالَها يتجاوزُ مُؤشرِ كتلة الجسم BMI الـ 30 وما فوق، ومن هنا كان لا بدّ من البحث في تأثيراتِ هذه السمنة على الأبناء، وهو ما قام به فرقٌ مهتمٌ بصحة الطفل والتنمية البشرية من معهد يونيس كينيدي شرايفر الدولي Eunice Kennedy Shriver National Institute، حيثُ أجريت دراسةٌ هدفَت إلى إيجادِ العلاقة بين السمنة لدى الآباء ونمو الأطفال بعد الولادة.

الآثار تختلفُ بناءً على وزن الآباء

بدأ الفريق بإجراء الدراسة على أكثرَ من 4800 طفلٍ تتراوح أعمارُهم بين الأربعةِ أشهر والثلاثِ سنوات وذلك في الفرتةِ الممتدةِ بين عامَي 2008 و2010، ووُجدت خلالَها بعضُ الآثارِ على الأطفال اعتماداً على سمنةِ أحد الوالدين، إذ لوحظَ أن الأطفال المولودين لأمّهاتٍ بديناتٍ كانوا أكثرَ عرضةً للإصابةِ بصعوبة استخدام العضلات الصغيرة مثل عضلات الأيدي والأصابع مقارنةً بالأطفالِ المولودين لأمّهات ذواتِ وزنٍ طبيعيّ. كما ارتبطت سمنةُ الآباءِ بزيادةِ خطرِ الفشل في الأنشطة الشخصية والاجتماعية، مثلَ قدرتِهِم على تناولِ الطعام أو خلعِ الملابسِ بأنفسهم، واللعب.

من جهةٍ أخرى، استخدمَ الباحثون بياناتِ أكثرَ من 6000 طفلٍ مولودينَ في ولايةِ نيويورك، وتتبّعَ الفريقُ نمو وحركية الأطفالِ، بالإضافة إلى نموّهم الاجتماعي وعلاقة ذلك بعلاجِ العقم، والسمنة، ومضاعفاتِ الحمل لدى الأمهات. كما طُلِب من الآباءِ تعبئةُ استبياناتٍ معينةٍ لأطفالِهم خلالَ فترةٍ محدودة، وتضمّنَ الاستبيانات بعضَ الأسئلة الخاصةِ بالمهارات الحركيةِ الدقيقة كإمكانية قلبِ الطفل لصفحاتِ الكتابِ بنفسِه، إضافةً إلى حالةِ الأهل الصحية وأسلوبَ حياتِهمِ والذي سيسمحُ بتحديدِ إمكانيةِ ارتفاع وزنِ أحد الوالدَين قبل الحمل. كما أُخذت بعضُ العوامل بعين الاعتبار كانخفاض مستوى الدّخل والتعليم لدى الوالدين، والتدخين، وتعاطي الكحول.

وبالمقارنةِ مع بعضِ الدراساتِ السابقةِ على الحيوانات، فإنّ السمنةَ أثناء فترةِ الحمل يمكنً أن تُسبّبَ زيادةً في الالتهابات التي يمكن أن تؤثر على دماغِ الجنين. كما يمكن أن تؤثرَ على الهرموناتِ المسؤولةِ عن تنظيم الدهون والاستقلاب في الجسم. فضلاً عن بعض النظرياتِ التي تقول بأنّ هذه الهرمونات تؤثر على تطور دماغ الطفل أيضاً، في حين تشيرُ نظرياتٌ أخرى إلى تأثيرِ ارتفاعِ السكر في الدم أو نقص بعض العناصر الغذائية على نمو الدماغ.

لم تُقدّم هذه الدراسةُ الكثيرَ من المعلوماتِ عن علاقةِ سمنة الآباء بتأخّرِ النمو عند الأطفال، إلّا أنّها وجدت علاقةً بين بدانةِ الأُمّهات وخطرِ تدهوِ تطور الجنين. كما وضعت بعض الأُسسِ المتعلقةِ بالسمنة وعلاقتِها بالتعبييرِ الجينيّ في الحيوانات المنوية، والذي يمكن أن يكونَ من مُسبّباتِ التوحّدِ لدى الأبناء.

ومع ذلك، يبقى السبب وراءَ تأخر النمو لدى الأطفال المولودين لوالدَين بدينَين غيرَ واضحٍ بالضبط. ولا بدّ من إجراء مزيدٍ من الدراسات حول هذا الموضوع خاصّةً وأنّ البدانة تزيد من خطرِ الإصابة بأمراضِ القلب والسكري والسكتة الدماغية لدى الذكورِ والإناث على حدّ سواء.

المصدر:

هنا