الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

السبانخ.. هل يمكن أن يحميكَ من فقد السمع؟

باباي.. الشخصيةُ الكرتونية التي يحبّها الجميع، والبحارُ الشهير بتناولِ السبانخ لتزدادَ قوة عضلاتِهِ بلمحِ البصر.. قد يكون هو السببَ في تناول العديد منّا للسبانخ أثناء طفولتِنا، فجميعنا يرغبُ بالحصولِ على قوّةِ باباي.. وبالطبعِ فإن الحقيقةَ وراءَ ذلك هي في كونِ السبانخِ من أغنى الخضار بعنصرِ الحديد.. ولكن، هل يمكن لهذه الخضار أن تمتلك دورا ً في حمايتِك من فقد السمع!؟

بدايةً وبالحديثِ عن الحديدِ وفقرِ الدم، يتميّزُ فقرُ الدم الناتجُ عن نقصِ الحديد بعددٍ منخفضٍ من كُرياتِ الدمِ الحمرِ في الجسم، وذلك نتيجةً لعدمِ وجودِ المعادن الضرورية لتكوينها، ومنها الحديد. فقد تبيّن منذ فترةٍ بعيدةٍ أنّ الحديدَ هو العنصرُ الأساسي في تكوين الهيموغلوبين (ووي البروتينُ الذي يُشكّلُ خلايا الدمِ الحمرِ المسؤولةِ عن نقلِ الأوكسجينِ في جميع أنحاء الجسم).

يذكرُ هنا أن جسمَ الإنسان لا يستطيعُ صُنعَ الحديدِ من تِلقاء نفسه، ولا بدّ له أن يحصلَ عليه من الغذاء، وعند عدمِ حصولِهِ على المقدارِ الكافي منه، يكون غيرَ قادرٍ على صنعِ ما يكفي من كريات الدمِ الحمر التي تنقلُ الأكسجين O2 في أنحاءِ الجسم، مما يؤدي إلى التعب، وانخفاضِ المناعةِ، وضعف وظائفِ الدماغ وغيرِها.

ولمعرفةِ ما إذا كانَ فقرِ الدمِ الناتجُ عن نقصِ الحديد يسببُ فقدانِ السمعِ، أُجريَت دراسةٌ في كليةِ الطب بجامعةِ بنسلفانيا على أكثرَ من 300 ألفِ شخصٍ من مختلف الأعمار، وركزت على ثلاثةِ أنواعٍ من فقد السمع؛ (1) التوصيليّ Conductive hearing loss الناتجُ عن مشكلةٍ في الأذنِ الخارجيةِ أو الوسطى تمنعُ الصوتَ من الوصول بشكلٍ سليم، (2) والحسيّ العصبيّ Sensorineural hearing loss الناتجُ عن فقدِ أو تلفِ الخلايا الحسيةِ في قوقعةِ الأذن، (3) والمختلطُ، والذي يكون مزيجاً من فقدِ السمعِ الحسيّ والعصبي معاً.

وتوصّل العلماءُ إلى ارتباطِ فقرِ الدم الناتجِ عن نقصِ الحديد مع فقدِ السمعِ الحسيّ العصبي Sensorineural hearing loss والمختلط، إذ سبّبَ نقصُ كريات الدمِ الحُمرِ السليمةِ ضرراً في غِمدِ المايلين Myelin sheath والأوعيةِ الدمويّةِ الدقيقةِ التي تُغذّي الأذن، ممّا يؤدي إلى فقدِ السمعِ الحسيّ، كما لوحظَ تضاعفُ احتمالِ إصابةِ الأشخاصِ الذين يعانون من فقر الدم الناتجِ عن نقصِ الحديد بفقدِ السمعِ مقارنةً بالآخرين.

وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّ نقصَ الحديد يمكن أن يحدثَ نتيجةَ حدوثِ النزيفِ أو الحملِ أو نتيجة الخضوع لقيودٍ غذائيّةٍ معيّنةٍ Dietary restrictions كما في حالةِ الأشخاصِ النباتيين، أو عند الإصابةِ بعدوى الديدانِ الطفيليّة. أمّا الخبرُ الجيّدُ فهو أنّ نقصَ الحديدِ قابلٌ لمعالجةِ ببساطةٍ عبر تناولِ مكمّلاتِ الحديدِ، مما يفتحُ آفاقاً جديدةً لحلِّ مشاكلِ فقدِ السمع الناتجة عن نقصِ هذا العنصرِ من الجسم.

وتبقى الحاجةُ لإجراءِ المزيدِ من الأبحاثِ والدراسات حول هذا الموضوع قائمةً، وتهدفُ إلى التأكّدِ من الرابطِ بين فقرِ الدم الناتج عن نقص الحديد IDA وفقدِ السمع، ومدى فعاليةِ فحصِ وعلاجِ فقرِ الدم IDA في استعادةِ حاسّةِ السّمع أو تحسينِها.

المصدر:

هنا