الهندسة والآليات > الهندسة البحرية

السفينة تجرُّ مخاطفها، فما العمل؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

عندما يُقال آنّ سفينةً ما تجرُ مخطافها فهذا يعني بأنّ تلك السفينة تتحرّك بدون أن تتأثّر بقوّة تثبيت المخطاف. جرُّ المخطاف يكون واحداً من العوامل الأساسية للحوادث الخطيرة كالتصادم أو التأريض أو الجنوح.

في البداية علينا أن نتعرّف على بعض الحالات الّتي ترمي بها أيّة سفينة مخطافها:

1-انتظار إذن الدخول للميناء والمراصفة.

2-عمليات شحن وتفريغ البضائع.

3-القيام بعمليّات الصيانة، وتنظيف الفتحات.

4-انتظار التعليمات الّتي تُعطى مِن قبل مالك السفينة، أو الشاحن.

إنّ السبب الرئيسي الّذي قد يجعل السفينة تجرّ مخطافها هو الظروف الجويّة القاسية. في مثل هذه الحالات، يعتبر من الضروري أن يجمع الملاحون كلّ المعلومات الضرورية ليصبحوا متآلفين مع الحالة وليمنعوا سفينتهم من أن تجرّ مخطافها قدر المُستطاع. لذلك يجب أن تؤخذ بعض العوامل الهامة بعين الاعتبار وهي كالتالي:

-موقع آمن لرسوِّ السفينة.

-حالة الطقس السائدة في المنطقة المُراد رمي المخطاف فيها.

-الرياح والمد والجزر في تلك المنطقة.

-معلومات الاتّصال بسلطات الموانئ في حالة طلب المساعدة.

في معظم الموانئ يعتبر الانتظار في منطقة المخطاف (المنطقة الّتي يتم فيها رمي المخطاف) أمر لا مفرّ منه، ومدّة بقاء السفينة في هذه المنطقة قد تطول لأيّام أو حتى لأسابيع أحياناً. خلال هذا الوقت، يجب على قبطان السفينة وطاقمها تحديد المخاطر المحتملة الّتي قد تتعرّض لها السفينة والقيام بكلّ الاستعدادات اللازمة.

السفينة الّتي تجرّ مخطافها لا تشكّل تهديداً لنفسها فحسب، بل وحتى للسّفن الأخرى القريبة منها. غالباً ما يؤدّي هذا التهديد إلى مخاطر كما ذكرنا سابقاً وهذا يتوقّف على حالة مناورة السفينة.

في مثل هذه الحالات لا يمكن تحقيق تقييمٌ سريعٌ للوضع إلّا عبر يقظة ومتابعة الملّاح في برج القيادة بالإضافة إلى خطّة جاهزةُ لمواجهة أي ظرف طارئ واستجابة سريعة وحكم جيّد للحالة. قد تستغرق عملية سحب المخطاف من الماء وإعادة السفينة لوضع المناورة الكاملة بعضاً من الوقت ولكن مساحة فارغة كافية حول السفينة ووقت جيّد للقيام برفع المخطاف قد يكونان كافيين لمنع حصول أي حادث.

قبل عمليّة رمي المخطاف في البحر ينبغي النظر في عدة نقاط:

١) اتّزان السفينة وعمق المياه والحالة الجوية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

٢) رمي المزيد من سلاسل المخطاف (طول السلسلة الواحدة 27.5 متراً) اعتماداً على حجم السفينة والظروف الجوية.

٣) الحفاظ على مسافة آمنة من السفن الراسية المجاورة، وخاصة في المياه الضحلة، وترك مجال كافي للمناورة.

٤) رمي المخطاف وتحريك السفينة لمكان مختلف بعيداً عن السفن الأخرى بشرط الحصول على إذن مسبق من سلطات الميناء ومن قبل المالك.

٥) تحسين كفاءة فريق الملاحة في برج القيادة بإضافة مراقب بصري.

٦) الإبقاء على استعداد المحرّك الرئيسي للمناورة بسرعة.

كيف يمكن معرفة أنّ السفينة تجرّ مخطافها؟

تحديد موقع السفينة والتحقّق منه خلال فترات زمنية متقاربة للتأكّد ما إذا كانت السفينة خارج دائرة الدوران* وذلك باستخدام جميع الوسائل المتاحة سواء المعدّات البصرية أو الإلكترونية كالرادار ونظام تحديد المواقع وأجهزة الخرائط الالكترونية.

مقدّمة السفينة يجب أن لا تتوضّع في الاتجاه المعاكس لجهة الريح.

التحقّق من سلاسل المخطاف المنزلقة، يمكن وضع قطعة قماش صغيرة كالعلم على السلاسل لفهم حالة انزلاقها.

التحقق من أي اهتزازات إضافية وشد المخطاف للسلاسل.

التحقّق من السرعة الفعليّة للسفينة عند التأرجح. السرعة الفعلية هنا يمكن أن تزداد بشكل سريع ويجب الانتباه إليها بشكل جيّد.

التحقّق من الاتجاه المسجّل لمعْلَمٍ ما.

مراقبة موقع ومسافة السفن المجاورة.

ما هي الإجراءات الّتي يجب على طاقم السفينة اتّخاذها إذا بدأت السفينة بجرّ مخطافها؟

إخبار القبطان مباشرةً، وعدم التردّد في الاتّصال به في أيّ وقت، خبرته وقدرته على اتّخاذ القرار هو أمر حيوي وهام في هذه الحالة.

بعد ذلك يجب أيضاً إبلاغ غرفة المحرّكات وتشغيل المحرّك الرئيسي بعد الحصول على الإذن من قبل القبطان، وإعطاء الطاقة الكهربائية لمعدّات رفع المخطاف. وتجهيز السفينة بشكل كامل للمناورة.

كما يجب أيضاً إيقاف جميع عمليّات تحميل البضائع، وإبعاد رافعات الشحن والتفريغ عن السفينة.

كما يعتبر إخبار وتحذير نظام حركة مرور السفن وكلّ السفن المجاورة عن الحالة وعن الإجراء الّذي سيتمّ اتّخاذه أمرا غاية في الأهمية. كما ويجب الحصول على الإذن لرمي المخطاف من جديد في مكان آخر.

بعد ذلك يتم البدء بعملية سحب المخطاف ورفعه، وبمجرّد القدرة على استعادة مناورة السفينة يتم حريك السفينة إلى منطقة الانجراف (بدون مخطاف) أو الخروج بها إلى البحر المفتوح حيث يمكن أن يكون الوضع أكثر أماناً.

يمكن للسفن الصغيرة أن ترمي المخطاف الثاني وهذا قد يفي بالغرض بالنسبة لها.

يفضل استخدام الدافعات الأمامية، والمحرّك الرئيسي، ودفّة التوجيه لتحريك السفينة حيث يصبح الأمر صعباً أكثر إذا تمّ رمي المخطاف عندما تكون السفينة ضاغطة إلى الجانب المواجه للريح، وهنا يكون استخدام الدافعات الأمامية إن وجدت له دور كبير في الحد من قوة الرياح.

لا ينصح بإنزال المخطاف في المناطق الّتي تجري فيها الأعمال البحرية للنفط والغاز والّذي يمكن أن يؤدي إلى إتلاف خطوط الأنابيب المغمورة.

طلب المساعدة من قاطرات المرفأ إن كانت الظروف الجوية تسمح بذلك للمحافظة على ثبات السفينة.

يمكن القول أنّ الوقت يلعب دوراً أساسيّاً في عمليّة سحب المخطاف فكثير من حالات التصادم حدثت بسبب التأخر في إدراك الحالة وسحب المخطاف، ولهذا يكون من الضروري تعيين خطة طوارئ مثالية للحد من هذه الحوادث.

إن كنت عزيزي القارئ قبطاناً أو عاملاً على أحد السفن فلا تنسى التقيد بتلك التعليمات للحفاظ على سفينتك والسفن أو القوارب المجاورة.

..........

* دائرة الدوران: هي الدائرة الّتي يكون نصف قطرها طول السلاسل الموجودة في البحر بالإضافة إلى طول السفينة. فعلى سبيل المثال: لدينا سفينة طولها 100 متر قام القبطان بالطلب من البحارة برمي 6 سلاسل للمخطاف في البحر.

طول السلسلة الواحدة 27.5 متراً

فتكون دائرة دوران السفينة = (27.5 * 6) + 100 = 265 متراً = 0.14 ميلاً بحرياً.

ملاحظة: إنّ مركز دائرة الدوران يكون حيث يتوضع المخطاف في القاع.

المصادر:

هنا

هنا