الكيمياء والصيدلة > صيدلة مجتمع

الاستخدام غير المبرّر للصادات الحيوية لا يزال مستمراً

استمع على ساوندكلاود 🎧

لا يزال استخدام الصادات الحيوية شائعاً جداً، خاصةً الصادات الحيوية ذات الفعالية الأكبر، والتي باتت توصَف بازديادٍ مستمر من قبل الأطباء. ولأن الاستخدام غير المناسب للصادات الحيوية يزيد خطورة حدوث المقاومة الجرثومية وغير ذلك من التأثيرات الجانبية، فإن الاستمرار باستخدام الصادات بهذه الطريقة يُعدّ خطيراً تجاه التحسينات المستقبلية في المجال الصحي.

وعلى الرغم من تزايد القلق حول ظهور المقاومة لدى الجراثيم تجاه هذه الأدوية، فإن الوصف الزائد للصادات الحيوية في مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية لم ينخفض بين عامي 2006 و2012، تبعاً للتقارير الفيدرالية الجديدة. وخلال ذلك الوقت، فقد تناول 55% من المرضى جرعةً واحدةً على الأقل من الصادات الحيوية خلال إقامتهم في المستشفى، سواء كانوا بحاجة إليها أو لا، وهذا ما قاله الباحثون في مراكز الولايات المتحدة الأميركية للعلاج والوقاية من الأمراض (CDC).

لقد عرفنا لعقود طويلة أن هنالك الكثير من الصادات الحيوية المستخدمة، لكن لا تزال الكثير من الصادات توصَف للمرضى دون الحاجة لها، والسبب هو سهولة وصفها، حيث يعتقد أغلب الأطباء أنها إن لم تنفع المريض فإنها لن تضرّه، لذا يصفونها بشكلٍ احتياطيٍّ، مما يقود إلى استخدامٍ كبيرٍ لها، حيث وُجد أن ثلاثون بالمئة على الأقل من الصادات الحيوية الموصوفة في أميركا ليست ضرورية، وذلك تبعاً لبيانات حديثة تم نشرها في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA).

ومن خلال تقييم الاحصائيات الوطنية للمرضى المعالَجين بالصادات الحيوية في مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 2006 و2012، وُجد أن المعدلات الكلية لاستخدام الصادات الحيوية في مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية لم تزدد بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، إنما تزايد استخدام مجموعاتٍ محددة من الصادات الحيوية بما فيها الغليكوببتيدات، المشاركات بيتا لاكتام \مثبطات البيتا لاكتاماز و الكاربابينيمات.

ولكن هل ندرك حقيقةً، ما هي التأثيرات المنتظرة والنتائج الوخيمة التي ستواجهنا نتيجة هذا الإسراف في استخدام الصادات الحيوية؟

الصادات الحيوية هي أدويةٌ منقذةٌ للحياة، و إذا استمرّينا باستخدامها بشكلٍ غير مناسب فسوف نخسر الأداة الأكثر طاقةً التي نملكها في مواجهة الأخماج المهددة للحياة، إن خسارة هذه الصادات سوف يقوّض قدرتنا على معالجة المرضى الذين يعانون من الأخماج المميتة، مرضى السرطان، المرضى الذين هم بحاجة لزراعة أعضاء، و إنقاذ مرضى الحروق والصدمات.

وقد وُجد أن أغلب هذه الصادات غير الضرورية توصَف لحالاتٍ تنفسيةٍ مسببة بالفيروسات بما فيها الزكام (الرشح)، التهاب الحنجرة الفيروسي، التهاب القصبات و أخماج الجيوب والأذن، وهي لا تستجيب للصادات الحيوية. وتُعرّض الـ 47 مليون وصفة الزائدة سنوياً، المرضى لخطرٍ لا داعي له كردّات الفعل التحسسية والإسهال القاتل احياناً.

ماذا يمكن أن نفعل تجاه هذه المبالغة في وصف الصادات الحيوية؟

يمكن على سبيل المثال الطلب من الأطباء تبرير استخدام الصادات الحيوية في السجل الطبي، وهذا قد يساعد على التوقف والتفكير قبل وصف الصاد الحيوي، كما يمكن للمرضى السؤال عن سبب وصف الصادات الحيوية، وما إذا كانت ضروريةً حقاً.

ويمكن لمقدمي الرعاية الصحية في العيادات الخارجية تقييم عادات وصفهم للصادات الحيوية وإدخال ممارسات كالانتظار الحذر أو تأجيل وصف الدواء عند الإمكان.

كما يجب الوصول إلى وسائل تشخيص حديثة، وصاداتٍ جديدة، ومواصلة العمل عبر كافة مستويات الرعاية الصحية للتأكد من أن الصادات الحيوية توصَف عند الحاجة فقط، وأنه يتم اختيار الصاد المناسب، وتحديد الجرعة والمدة المناسبتين.

ويمكن للأنظمة الصحية أن تحسّن من طريقة وصف الصادات الحيوية من خلال تزويد مقدمي الرعاية الصحية بمهارات التواصل، دعم القرار السريري، تثقيف المريض ومقدم الرعاية الصحية، و أخذ البيانات الراجعة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرضى أن يتحدثوا إلى مقدمي الرعاية الصحية خاصتهم حول الوقت الذي نحتاج فيه الصادات والوقت الذي لا نحتاجها فيه، وهذه المحادثات يجب أن تتضمن معلومات حول خطورة إصابة المرضى بأخماج جرثومية مقاومة للصادات.

المصادر:

هنا...

هنا

هنا