الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الحمية الفقيرة بالمنتجات الحيوانية والولادات المبكرة.. الخضريون الأكثر عرضةً للإصابة!

استمع على ساوندكلاود 🎧

تطرقنا في العديد من مقالاتنا السابقة للحديث عن أهمية الفيتامينات المختلفة، ومصادِرها وفوائدها التغذوية، إضافةً إلى الأدوار المَنوطة بكلٍ منها. واحدٌ من هذه الفيتامينات المهمة هو الكوبالامين أو فيتامين B12 الذي لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعَه ويحصل عليه من المصادرِ الغذائية الحيوانية، (للمزيد عنه اضغط هنا). وفي دراسةٍ شاملةٍ ومفصلةٍ لأكثرَ من 11 ألفَ حالةِ حملٍ من 11 بلداً، توصّل العلماء إلى نتيجةٍ مفادُها أن المستوياتِ المنخفضةَ من فيتامين B12 ترتبط بارتفاعِ خطرِ حدوث الولادة المبكرة.

السببُ وراء نصف حالات الوفاة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتسبّب الولادات المبكرة وانخفاضُ وزنِ المولود على مستوى العالم بنصفِ حالاتِ وفاة الرُّضع خلال الثماني والعشرينَ يوماً الأولى بعد الولادة. ويُعد النظام الغذائي للمرأة الحامل ذا أهميةٍ حيويةٍ بالغةٍ للجنينِ والحمل، وبشكلٍ خاص مستوياتِ الفيتامين B12 الذي يُعد عنصراً غذائياً ضرورياً يلعب دوراً هاماً فيما يتعلق بوظائف الجسم الحيوية، كإنتاجِ خلايا الدم الحمراء والطاقةِ الاستقلابيةِ الخلوية، ونظراً لعدم قدرةِ الجسمُ على إنتاجِ هذا الفيتامين بنفسه، فإنّه لا بدّ من الحصول عليه من المصادر الغذائية الحيوانية كاللحوم، والحليب، والبيض.

ويؤدي استهلاكُ المرأة الحامل لكمياتٍ قليلةٍ جداً من الأغذيةِ حيوانية المصدر إلى ارتفاعِ خطر تطويرِهِنّ لحالةِ عوَزِ فيتامين B12 التي تسبّبُ الأنيميا والتلف الشديد للجهاز العصبي، أما البلدانُ التي يستهلك الناس فيها مستوياتٍ مرتفعةً من الأغذية الحيوانية كالنرويج وغيرها من البلدانِ الغربية، فتعاني نسبةٌ قليلةٌ فقط من النساء من عوز فيتامين B12.

النتائج ذاتُها في جميع البلدان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تضمنت الدراساةُ 94% من حالات الحمل لسيدات شارَكن مسبقاً بدراسةٍ حول مستويات الفيتامين B12، ولم يَظهرُ تأثيرٌ لانخفاض مستويات الفيتامين B12 لدى النساء الحوامل على وزنِ الأطفال حديثي الولادة. إلّا أن الباحثين وجدوا أن عوزَ الفيتامين B12 خلال فترة الحمل كان مرتبطاً بتزايدِ خطر حدوث الولادة المبكرة بنسبة 21%. ولم ترتبطِ النتائجُ بمستوى دخل الأفراد في هذه البلدان فيما إذا كان مرتفعاً أو متوسطاً أو منخفضاً. ولكن الباحثين لم يتوقّفوا عن هذا الحدّ، بل كان لا بدّ من المزيد من التمحيص لمعرفة تفاصيل هذا الارتباط.

ربما لأسبابٍ أخرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحسب الدكتور Rogne، يمكن لتراكيزِ الفيتامين B12 المنخفضةِ في الدم أن ترتبطَ بعواملَ أخرى منها سوء التغذية، والفقر، والتي يُحتمل أن تؤثر في وزن الجنين وطول فترة الحمل أيضاً. وبالرغم من ارتباطِ عوز هذا الفيتامين بارتفاع خطر حدوث الولادة المبكرة، إلا أن المعلومات المتوفّرةِ حول تأثير تناول مكملات فيتامين B12 خلال الحمل ما زالت ضئيلةً حتى الآن، إذ اقتصرَ الأمرُ على دراسَتين صغيرتين بحثتا في تأثير تناولها من قِبل مجموعةِ من النساء الحوامل، في حين تناولت المجموعةُ الأخرى دواءً وهمياً. ولم تجد هاتان الدراستان رابطاً حاسماً بين تناول مكملات الفيتامين ووزن المولود. ومن هنا أكّد الدكتور Rogne على ضرورةِ إجراء المزيد من هذه الأبحاث قبل حسم الأمر فيما يتعلق بتناول مكملات الفيتامين خلال فترة الحمل. ويأمل بأن يشجع مقالُهم الناس على أخذ هذه الدراسات بعينِ الاهتمام حتى يمكنَهم تقديمُ نصائحَ مُثبتةٍ وقويةٍ للنساء الحوامل اللواتي لا يتناولن كمياتٍ كافيةٍ من الأطعمة المشتقة من الحيوانات.

الخضريون Vegans يطورون حالة عوز فيتامين B12 بدون تناول المكملات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا بدّ أولاً من التمييز بين الخضريين Vegans وغيرِهم من النباتيين Vegetarians عند تقييم الحميات الغذائية النباتية واستهلاك فيتامين B12، فالأشخاص الخضريون لا يتناولون أطعمةً حيوانية المصدر على الإطلاق، لذا فإنّهم معرّضون للإصابةِ بعوز الفيتامين B12 إن لم يستخدموا مكملاتِ هذا الفيتامين، وذلك بغضّ النظرِ عن عمرهم وجنسهم واحتمالية حدوث الحمل، إذ تتجاوز نسبة الإصاباتِ بعوز الفيتامين B12 في البلدان التي تهيمن فيها الحميات النباتية – كالهند مثلاً – ثُلثَي العدد الإجمالي للنساء. بينما لا ينتشرُ عوز الفيتامين B12 بين النباتيين الذين يتناولون منتجات الألبانِ أو البيض، لأنه قادرون على تلبيةِ المدخولِ الموصى به من الفيتامين B12 من خلالِ هذه الأطعمة (وللمزيدِ عن الحمية النباتية والخضرية اضغط هنا).

وهنا يجدرُ بنا السؤال: ما هي احتياجاتُ المرأة النباتية من مشتقاتِ الألبان خلال فترة الحمل؟

عادةً ما تكون 300 ميليليتر من الحليبِ و50-75 غراماً من الجبن (ما يعادل 5 إلى 8 شرائح) كافيةً خارج فترة الحمل. ويمكن استبدالُ مقدارِ الجبن المذكور بـ 80 غراماً (4 ملاعقِ طعام) من جبن القريش. بينما تحتاجُ النساء الحوامل إلى كميةٍ أكبر قليلاً وذلك بإضافة كوبٍ من الحليب أو حصةٍ جيدةٍ من اللبن أو 3-4 شرائحَ إضافيةٍ منه إلى نظامها الغذائي اليوميّ، مما يؤمن حاجتها إلى حدٍ جيدٍ.

كيف يمكن للخضريين تجاوز مشكلة عوز هذا الفيتامين؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تزايدت في الفترةِ الماضية أهميةَ الفيتامين B12 وأصبحت معروفةً بشكلٍ واسعٍ لدى النباتيين الذين أصبحوا متحمّسين لنشرِ المعرفة حول الفيتامين B12 بين جموع الخضريين الذين لا يتناولون اللحوم، أو منتجات الألبان أو البيض، الأمرُ الذي لا يُعد مشكلةً كبيرةً لدى النباتيين الذين يتناولون منتجات الألبان والبيض. ويُنصَحُ الخضريون بالحصولِ على الفيتامين B12 عن طريق شربِ حليب الصويا أو حليب الأرزّ المدعمِ بالفيتامين B12، أو بتناولِ مكملات هذا الفيتامين (وللمزيد عن محاذير الحمية النباتية والخضرية اضغط هنا).

المصادر:

هنا

هنا

هنا