الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة الحساسية الغذائية - حساسية الأسماك والمحاريات (الأسماك الصدفية)

استمع على ساوندكلاود 🎧

لوحظَ في الفترةِ الأخيرةِ تزايُدُ كميةِ المأكولاتِ البحريّةِ المتناولةِ حول العالم، ومن المحتملِ أن يعودَ ذلك إلى مجموعةٍ من العوامل، منها:

- توفّرُ الأسماكِ والمحاريّاتِ (الأسماكِ الصدفيّةِ) القادمةِ من العديدِ من الدّول ذاتِ المخزونِ الكبيرِ منها.

- سهولةُ توصيلِها للمتاجرِ والأسواق.

- غِناها بالعديدِ من الفوائدِ الصحيّةِ والقيمةِ الغذائيةِ، إذ تُمثّلُ مصدراً غنياً بالبروتيناتِ والفيتاميناتِ والمعادن.

- السفرُ وقضاءُ العطلاتِ في البلدانِ الغنيّةِ بالمأكولاتِ البحريّة والتي تُقدِمُها كجزءٍ من نظامِها الغذائي.

حساسيةُ الأطعمةِ البحرية Seafood Allergy:

- عادةً ما تظهرُ حساسيةُ الأطعمةِ في سنٍ مبكرةٍ عند الأطفال، إلّا أنّ الحساسيةَ تجاهَ السّمكِ تظهرُ في مرحلةِ البلوغ لدى العديدِ من الأشخاص. وقد بيّنَت إحدى الدراسات أنّ نسبَتَهُم لا تقِلُّ عن 40% من مجملِ الأشخاص الذين يعانون من حساسية السمك. ومع ذلك، فإنّه من المحتمل أن تظهرَ الحساسية في أي مرحلةٍ من مراحل عمر الإنسان، بل ويمكن أن تحصُل بسبب الأسماكِ أو المحاريّاتِ (الأسماك الصدفيّةِ) التي يُحتملُ أن تكون قد أكتلها سابقاً دون أدنى مشكلة أو أي علامةٍ مسبقة.

- وجودُ الحساسيةِ من الأسماك ذواتِ الزعانفِ (مثل التونة، والهَليبوت، والسلمون) لا يعني بالضرورةِ وجودَ الحساسيةِ من الأسماكِ الصدفيّةِ (مثل الروبيان، والسلطعونِ، وسرطانِ البحر). وفي حين يوصي الأطباءُ بتجنّبِ تناولِ جميعِ الأسماك لمن يعانون من الحساسية، إلّا أنّ تناول أحد أنواع الأسماك قد يكونُ آمناً على الشخص، وإذا كنت تعاني من الحساسية تجاهَ أنواعٍ محددةٍ فإن طبيبَك سيُساعدُكَ في تحديدِ أنواعٍ أخرى آمنةٍ لك.

- يمكن أن تستمر الحساسيةُ تجاه المحاريات (أو الأسماكِ الصدفيّةِ) وغيرِها من الأسماكِ مدى الحياة، ومن النادرِ التّخلصُ منها.

تشملُ الأسماكُ الصدفيّةُ Shellfish كلاً من القشرياتِ Crustaceans والرخويات Molluscs، وتُشكّلُ مع الأسماكِ ثلاثةً من أربعةَ عشرَ طعاماً من مسبباتِ الحساسية، والتي أدرَجتها وكالةُ معاييرِ الأغذية Food Standard Agency ويجبُ أن يَرِدَ ذكرُها على الملصقِ الغذائيّ.

ويُستخدمُ تعبيرُ المأكولاتِ البحريةِ Seafood كمصطلحٍ جامعٍ يتضمن كلَّ ما سبق، وفيما يلي تبسيطٌ لأقسام الأسماك الصدفية وذاتِ الزعانفِ:

الأسماك: وهي من الفقاريات (أي أنّها تمتلكُ عموداً فقرياً)، ومعظمها مغطاةً بحراشفَ وتمتلك زعانفَ على جسمِها.

القشريات: وهي من اللا فقاريات (أي لا تمتلكُ عموداً فقرياً)، جسمُها مقسّمٌ ومتصلٌ بالأرجل.

الرخويات: وهي من اللا فقاريات أيضاً، ولها جسمٌ لينٌ في الداخل، ويحملُ بعضها صدفاً. وتسمّى الأسماك التي لها صدفةٌ تُفتح وتغلق (بذوات المصراعين)، مثل بلحِ البحر أو سرطانِ البحر أو الاسكالوب.

الأسماكُ والمحارياتُ (الأسماك الصدفية) في النظامِ الغذائي:

تقليلُ مخاطر الانتقال أو التلوث:

غالباً ما تكونُ الأسماكُ أو ذواتُ الصدفِ مرئيةً في الطعام، إلّا أن بعض الأنواعِ قد تكون مخفيةً، أو غيرَ واضحةٍ للنظر أو الشم. وفيما يلي قائمةٌ من الأطعمةِ التي قد تحتوي على الأسماكِ أو المحاريات في أطباقٍ مختلفةٍ:

- الأطعمةُ الآسيويةُ قد تحتوي على الأسماكِ أو المحارياتِ مختلطةً مع أطعمةٍ أخرى (كالأرزّ المقلي مع القريدس) أو الأسماك بالمرَقِ أو الصلصة.

- أطباقُ الأرزّ مثل Paella، والأرزّ المقلي ولفائفُ السوشي.

- الأسماكُ التي تُطبخُ بالهرسِ أو تُغمّسُ بالخبز مثل Scampi، وأصابعُ السمكِ أو أعوادُ المأكولاتِ البحرية.

- السمكُ المطبوخُ في الشوربةِ أو الأطباقِ المحتويةِ على البحرياتِ مثل Chowder أو Bouillabaisse.

- التغميسُ Dipping أو المعجونُ الذي يحتوي على السمكِ مثل Taramasalata أو السلمون، والكافيارُ أو البطارِخُ (بيض السمك).

- قد يتواجدُ سمكُ الأنشوجة في سلطةِ القيصر Caesar salad أو الصلصةِ أو يضافُ للبيتزا.

- الصلصاتُ التي تحتوي على السمكِ، وتشمل Worcestershire وصلصةُ السمكِ والمحار التي قد تُضاف إلى العديدِ من الأطباقِ.

- إضافاتُ البيتزا كالقريدس، والأنشوجةِ، والكالاماري Calamari، وبلحِ البحر Mussels والأسماك.

- الأطعمةُ التي تُطبخ في نفسِ الزيتِ (مثل السمكِ والبطاطا في محلاتِ الوجباتِ الجاهزة).

هذه القائمةُ ليسَت مفصّلة، وتجبُ عليك دائماً قراءةُ الملصقاتِ الغذائيةِ بعنايةٍ والسؤالُ عن مكوناتِ الطعام إذا كنت تتناوله خارج المنزل. ويُفضّلُ أن تتجنّب جميع أنواع الأسماك والمأكولات البحرية إذا كنت تتناول طعامك خارجاً نظراً للمخاطرِ التي قد تحدثُ بسبب التلوث.

- إذا كنت في عطلةٍ لمنطقةٍ بحريةٍ، عليكَ أن تُدرك أن بعضَ البلدانِ تُطلق مسمياتٍ مختلفةً على الأسماك، مثلاً يسمى سرطان البحر Lobster أو Langoustine، ويسمى الحبار Squid وCalamari.

يمكن أن يحدُثَ تلوثٌ غيرُ مقصودٍ للأغذيةِ بهذهِ المواد وذلك عندما يختلطُ نوعان من الأطعمةِ أثناءَ التحضيرِ لقربِهِما من بعضِهِما أو لتلوثِ أدواتِ التحضير ببقايا أحد الأطعمة المسبّبةِ للحساسيةِ أو بروتيناتِها. ويمكن أن تظهرَ أعراضُ الحساسية حتى في أبسطِ حالاتِ التلوث لدى الأشخاص شديدي الحساسية، كما يمكن أن تحدثَ تظهرَ أعراضُ الحساسيةِ عبرَ الاستنشاقِ أو نقلِ أو مسكِ السمك في المنزل أو بيئةِ العمل خاصّةً وأن الموادَ المثيرةَ للحساسيةِ في السمكِ والقريدس عادةً ما تكونُ قويةً ويصعبُ تخريبُها بالحرارة أو الطبخ.

من جهةٍ أخرى، يمكن لبعضِ المكملات الغذائية أن تحتوي على السمكِ أو المحاريات (الأسماكِ الصدفيّةِ)، ومنها:

الغلوكوزامين Glucosamine: هو مركبٌ كيميائيٌ طبيعيٌ موجودٌ في الجسم، ويأتي أيضاً على شكلِ مكملٍ لصحةِ المفاصل يتناولُه الأشخاصُ المصابون بالتهابِ المفاصل. يستخلصُ هذا المركب من الغطاءِ الخارجيّ للأسماكِ القشرية. كما يمكن أن تُضاف لهذه المكمّلاتِ مادةُ Chondroitin وهي عبارةٌ عن سكرٍ معقدٍ يستخلص من غضاريفِ سمكِ القرش.

مكمّلات زيت السمك: تدخلُ أثناءَ صناعتِها في عمليةٍ طويلةٌ هدفُها إزالةُ الشوائب والقضاءُ على البروتينِ المسبّبِ للحساسية، ولكن هذا غير مضمونٍ، ولذلك يُستحسنُ تجنّبها في حال الإصابةِ بحساسيةِ الأسماك.

يُذكرُ أنّ المأكولاتِ البحريةَ تعتبرُ من أهم النواقلِ للعوامل الممرضة كالجراثيم والطفيليات والفيروسات، مما يمكنُ أن يسبب ردودَ فعلٍ غيرِ تحسّسة ولكنها مزعجة، كالإصابةِ بداء الليستيريات والتيفوئيد والكوليرا والديفتيريا والتهاب الكبد من النوع A وفيروس روتا وغيرها. كما يمكن أن تُسبّبَ التسمُّمَ الهيستاميني Scombroid fish poisoning الذي ينتجُ عن أكلِ الأسماكِ غيرِ المحفوظةِ أو المبردةِ بشكلٍ جيّد، وتتشابهُ أعراضُه مع الحساسيةِ إذ يُعاني الأشخاصُ المتضرّرون من احمرارِ الوجه، والحكّةِ، والغثيانِ، والتقيؤ، والمغصِ، والدوخة، والخفقان. ويمكن علاج الأعراضِ الخفيفةِ باستخدامِ مضاداتِ الهيستامين، أما الأعراضُ الشديدةُ فتحتاجُ لتدخلٍ طبيّ.

أعراضُ الحساسية تجاهَ الأسماك والمحاريات:

لحساسيةِ الأطعمةِ البحريةِ درجاتٌ متفاوتةٌ، فمنها ما يكونُ خفيفاً أو معتدلاً، ومنها ما يكون شديداً، وقد تُسبّبُ أحياناً حدوثَ حساسيةٍ مفرطة على شكلِ صدمةٍ تأقيّة Anaphylaxis، ويُذكر من الأعراض:

الأعراض الخفيفةُ إلى المعتدلة: طفحٌ جلديّ- وخزُ الفم- تورّمُ الشفتين والوجهِ واللِّسانِ أو الحلق- الغثيان- القيء- آلامٌ في البطن أو إسهال.

الأعراض الحادة: صعوبةٌ في التنفّسِ- الصفير- السعالُ المستمرّ- ضيقُ الصدرِ- صعوبةُ البلع.

أخيراً، يمكنكم قراءة مقالنا السابق عن الأوميغا-3 لمن يرغب بمعرفةِ مصادرها البديلة عن الأسماك وحبوب زيت السمك هنا

المصدر:

هنا