الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

الاستجابة للوحام بطرقٍ متوازنةٍ وبدائلَ صحية

استمع على ساوندكلاود 🎧

أخبرتني والدتي مراراً وتكراراً أنها كانت توقظِ والدي أثناء حملِها بي ليأتيها بالأكّي دنيا الخضراء! من يعلمُ ما الذي كان يدور في خُلدِها كي تشتهيَ فاكهةً كهذه في منتصفِ فصل الشتاء!؟

إنّ أسبابَ الوحامِ غيرُ معروفةٍ حتى الآن، ولكننا سنتعرّف في مقالِ اليوم على بعضِ أساليبِ التخفيفِ من هذه المشكلة، إضافةً إلى شرحِ الحالات التي تشتهي في المرأة الحامل مواد لا تؤكل في الحالة الاعتيادية!

يظهرُ الوحام على شكلِ رغبةٍ ملحّةٍ فجائيةٍ لتناول نوعٍ معيّن من الطعام، وهي ظاهرةٌ حقيقة تُعاني منها أعدادٌ كبيرةٌ من النساءِ أثناء الحمل. ويكونُ الوحام عادةً تجاهَ أطعمةٍ عاديةٍ، مثل كعكةِ الشوكولا أو حتى بعضِ أنواعِ الفاكهةِ كالتفاح، ولكنّ بعض النساء يبدين رغبةً غريبةً في تناولِ مزائجَ غير اعتياديةٍ من الأطعمةٍ أو حتى بعض الأنواعِ التي لم تكن السيدةُ تُحبّها سابقاً (أشهر هذه الأطعمة تجدها في المقال التالي هنا). فلماذا تحدث كل هذه التغيرات أثناء الحمل؟

لا أحد يعلمُ السبب الفعليّ وراء حدوثِ هذه الظاهرة، إلّا أنّ التفكير غالباً ما يتّجهُ نحو تفسيرِها بنقصٍ في أحدِ المغذيات من الحمية الغذائية، أو زيادةِ الحاجةِ لأحدِ الفيتامينات أو العناصرِ المعدنية، ولكنّ هذا ليسَ الدافعَ الحقيقي، إذ يحدث أنّ تُحبّ السيدةُ أو تمقُت نوعاً غذائياً معيناً وبشكل فجائيّ تماماً.

ومن المُرجّح أن يرجعَ اشتهاء الأطعمة المختلفةِ أو كرهها إلى تأثيرِ هرموناتِ الحمل التي تستطيع تغيير طعمِ أو رائحةِ طعام ما بالنسبة للحامل.

ما العمل إذاً؟

لا بأسَ من انصياعِ المرأةِ الحامل للرغبة التي تتولد لديها في تناولِ بعض أنواعِ الأطعمة طالما أنّ هذه الأطعمةَ صحيّةٌ ومتنوّعةٌ وتشمل جميع المجموعات الغذائية. أمّا إذا رغبَت الحالمُ بتناولِ أطعمة غير صحية مثل الحلويات، فيُنصحُ بتجنّبها قدرَ الإمكان، خاصةً وأنّ تناولَ الكثيرِ من السكر قد يسبّب زيادة الوزنِ وتسوّسَ الأسنان. ويمكنكم قراءة مقالَيْنا السابقَين عن مقدار زيادة الوزن الصحية للمرأة الحامل هنا والوزن الطبيعيّ للمرأة الحامل، وكيفية المحافظة عليه هنا.

إليكِ سيّدتي بعضَ النصائحِ لتجنّبِ الرغبة بتناول الأطعمة غير الصحية:

• المواظبةُ على تناولِ وجباتٍ صحيّة منتظمة لتجنّبِ الشعورِ المفاجئ بالجوع.

• الاحتفاظُ بوجباتٍ خفيفةٍ صحيةٍ لتناولِها بين الوجباتِ الرئيسية.

• عدمُ الذهاب للتسوق أثناء الشعورِ بالجوع لتجنّبِ تأثيرِ ذلك على خياراتِك الغذائية.

• اختيارُ الأطعمةِ الصحيةِ ذات المؤشّرِ الغلوكوزي المنخفض Low glycaemic index مثل الحبوب الكاملة والفواكه الطازجة، والتي تحافظُ على شعورِ الشبعِ لفترةٍ أطول.

• الحصولُ على ساعاتِ نومٍ كافية، حيثُ بيّنت الدراساتُ أنّ الأشخاصَ الذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم يميلون إلى اشتهاءِ الأطعمة غيرِ الصحية.

يُذكر أن على المرأةِ الحاملِ تجنّبُ بعضِ أنواعِ الأطعمة نظراً لسهولةِ تلوّثها بالجراثيم الممرضة كالسلمونيلا والإيشريكية القولونية والليستيريا ومسبّبات داء المقوّسات الطفيليلة، ومنها الجبنة الطرية، والسوشي، والبيض النيّء، واللحوم غير المطهوة بشكل كافٍ (نصف الناضجة).

ويؤكّد الخبراءُ على ضرورةِ تمضيةِ بعضِ الوقت قبل الاستجابة لتلك الرغبات التي تتولد لدى المرأةِ الحامل بشكلٍ مباشر، وذلكَ في محاولةٍ لفهم الإشارات التي يرسلها الجسم وتحديد الاستجابةِ الأمثل. وعلى سبيل المثال، عندَ الرغبةِ بتناول المثلجات بنكهةِ الفريز، يمكن للحاملِ أن تكونَ بحاجةٍ لشيء بارد، أو شيء حلو المذاق، أو أن تكون راغبةً بتناولِ الفريز فحسب.

وللمساعدة في التفكيرِ ببدائلَ صحية، يُقدم الخبراء مجموعةً من الاقتراحات لتلبيةِ الرغبات مع المحافظةِ على الصحة في نفس الوقت:

إذا كنتِ ترغبين بـ: جربي تناول:

البوظةِ اللبنِ المجمد خالي الدسم

المياهِ الغازية المياهِ المعدنيةِ مع عصير الفواكه أو الليمون

الدونات (أو غيرِها معجنات) الخبزِ المصنوع من القمح الكاملِ مع المربى

حبوبِ الفطورِ المُغطاةِ بالسكر حبوبِ الفطور المصنوعةِ من الحبوب الكاملة أو الشوفان مع السكر البني

رقائق البطاطا (الشيبس) البوشارِ أو البسكويتِ المملح

الفواكهِ المعلّبةِ بالعصيرِ المُركّز الفواكهِ الطازجة، أو المعلّبةِ بالماء، أو عصيرِ الفواكه

رابط صورة الجدول: هنا

Translated by Syrian Researchers

متلازمةُ بيكا Pica syndrome والرغبة بتناول أشياء غير الأطعمة:

تظهرُ لدى بعض النساء الحوامل رغبةٌ بتناول بعض المواد غير الغذائية، كالطبشور، والتراب، والطين، ومساحيقِ الغسيل، وبقايا أعوادِ الثقاب المحترِقة، والحجر، والفحم، والصابون، والرمل، ورواسب القهوة، ورماد السجائر، وغيرِها الكثير. وترتبط هذه الحالةُ غالباً بفقرِ الدم، أو عوز العناصر المعدنية والفيتامينات، كما يمكنُ أن ترتبط أحياناً بأمراضٍ خفيّة.

وتعتبر هذه المتلازمةَ نادرةَ الحدوثِ لدى النساء ذواتِ التغذية الجيدة، إلا أنّها قد تُشكل خطراً على صحةِ الأم والجنين، حيث يمكن لهذه المواد أن تتداخل مع امتصاصِ العناصرِ الغذائية، كما يمكن أن تحتوي على موادَ سامةٍ أو طفيليات.

ولكن لا حاجةَ للذُعرِ، فهذه الحالةُ ليست أمراً غيرَ اعتياديّ لدى الحوامل، ولكنّها تتطلب إعلامَ الطبيبِ المختصّ، ومراجعةَ التحاليل قبل الحمل، إضافةً إلى مراقبةِ مستوى الحديد والمعادن والفيتامينات، كما تُنصحُ السيدات بأخذِ بعض التدابير الأخرى بعين الاعتبار مثل مضغِ العلكةِ الخالية من السكر.

أخيراً، يُذكر أن الشائعات التي تقول بظهور الوحمات والعلامات الولادية نتيجةَ عدمِ حصول المرأةِ الحامل على الطعام الذي رغبَت به أمرٌ غيرُ صحيح ولم تُثبت الأبحاث وجود علاقةٍ تربطُها بالطعام حتى الآن، علماً أن هناك نظرياتٍ متعدّدة لتكوّنها يمكنكم التعرّف عليها بالتفصيل بقراءة مقالٍ سابق هنا

كما يمكنكم قراءة المزيد عن متلازمة بيكا بالضغط هنا

المصادر:

هنا

هنا

هنا