الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة الحساسية الغذائية - حساسية السمسم

استمع على ساوندكلاود 🎧

لا تُعتبر حساسيةُ السّمسم Sesame seed allergy حالةً صحيةً حديثةً جداً ولا قديمةً أيضاً، إذ يعودُ أولُ ظهورٍ لها إلى العامِ 1950، ولكنّها أصبحت أكثرَ شيوعاً في وقتِنا الحاضر، حتى أنّها تعتبرُ حالياً واحدةً من الأسبابِ العشرةِ الأكثرِ تسبيباً بالحساسيةِ الغذائية، وتعتبرُ الأولى ضمن فئةِ البذور المسبّبةِ للحساسية، في حين تكونُ الحساسيةُ تجاهَ الأنواعِ الأخرى من البذور أقل شيوعاً ومنها حساسية بذورِ دوارِ الشمس وبذورِ الخردلِ وبذور الخشخاش.

يُعتبر كل من الحلاوةِ والطحينةِ والمسبَّحةِ (الحمّصُ بالطحينة) أكثرَ المأكولات الحاويةِ على السمسم شيوعاً، فضلاً عن احتمالِ استخدامِها كمكونٍ إضافيٍ في أطباقٍ أخرى. كما يمكن أن يتواجدَ السمسم أو آثارُه في منتجاتِ المخابز كالخبز والبسكويت وكيكِ الأرزِّ والفطائر والـmuesli (وهو مزيجٌ من الحبوبِ والفواكه المجففة)، فضلاً عن بعضِ الأطعمةِ المصنّعةِ والمعالجةِ مثل النودلز والسجق والشوربات واللحومِ المصنعة والبرغر النباتي والـ Chutney (وهو خليطٌ من الخضارِ والتوابل)، وبعضِ المشروباتِ العشبيّةِ مثل Aqua Libra والحلويات.

ويُفسّرُ تزايدُ نسبةِ الأطفالِ الذين يعانونَ من الحساسيةِ تجاه السمسم بازديادِ استهلاكِ السمسمِ ومنتجاته، وتكون أكثر انتشاراً في البلدانِ التي يعتبر السمسم فيها مادةً غذائيةً شائعةً، علماً أن المدةَ اللازمةَ للتخلصِ من هذا النوعِ من الحساسية ما زالت مجهولةً حتى اليوم.

غالباً ما تترافقُ حساسيةُ السمسمِ بحساسيةِ الفول السوداني والجوز، لذلك فإنّهُ من الضروريّ معرفةُ وجودِ حالاتِ حساسية أخرى عند تشخيصِ الحساسيةِ تجاهَ أحدِ أنواعِ البذور، ويُنصحُ باستشارةِ الطبيب لمعرفةِ الأطعمةِ التي يجب تجنُّبها في هذه الحالات.

ويستطيع الأشخاص الذين يعانون من الحساسيةِ الخفيفةِ تجاهَ السّمسمِ تناولَ كمياتٍ قليلةٍ منه، ذلك لأنَّ البروتينَ المُسبّب للحساسية لا يتحرّرُ إلا عندَ هرسِ وطحنِ البذور، أمّا عند تناولها بشكلِها الكامل فإنَّ هذا البروتين لا يتحرّر ولا يسبب أي رد فعلٍ تحسسيّ تجاهَه.

أما بالنسبةِ لزيتِ السمسم، فهو من الزيوتِ التي تُعصرُ على البارد ولا تخضعُ لعملياتِ التكرير – على عكس بعضِ الزيوت الأخرى كزيتِ الفستق – وهذا يعني أن البرتينات الموجودةَ فيه لا يتمُ نزعُها بل تبقى ضمنَ الزيت، الأمرُ الذي يُسبّبُ ردودَ فعلٍ تحسسيةً عند تناولِه من قِبل الأشخاصِ الذين يعانونَ من حساسيةِ السمسم. علماً أن زيت السمسم يتميز بخواصِهِ المقاومةِ للأكسدة وهو شائعُ الاستخدامِ في المطبخ الشرقي، فضلاً عن تطبيقاتِه في المستحضراتِ التجميلية والصيدلانية.

وعلى الرّغمِ من استخدامِ الشكل المُكرّرِ للزيتِ في صناعةِ هذه المستحضرات، إلا أن الاختباراتِ أثبَتت تسبُبَها بردِ فعلٍ تحسسيٍ شديد (يظهرُ على شكلِ شرى) عند تطبيقِها على الجلد، ولذلك فإنّ قراءة مكونات هذه المستحضرات قبل استخدامها أمرٌ ضروري.

تتمثّلُ خطورةِ حساسيةِ السمسم بشكلٍ خاص في المأكولاتِ المقدَّمةِ في المطاعم، خاصّةً وأن طاقمَ العملِ في هذه المنشآتِ لا يعيرُ أي اهتمامٍ لحساسيةِ السمسم الذي يُشاعُ استخدامُه كمكونٍ ضمن العديدِ من الوجبات وخاصةً المأكولاتِ الشرقية.

أمّا أعراضُ الحساسيةِ الغذائيةِ تجاه السمسم فهي:

صعوبةُ التنفس - السعالُ – انخفاضُ معدلِ نبضاتِ القلب - غثيان - قيء - حكة داخل الفم – ألمٌ في البطن - احمرار في الوجه - شرى.

يُذكر اخيراً أن فحوصاتِ الدمِ والبشرة تعطي نتائجَ سلبيةً لدى المرضى الذين يعانونَ من ردّاتِ فعلٍ تحسسيةٍ متكرّرةٍ تجاهَ السمسم، والسببُ غيرُ معروفٍ حتى الآن، لذلك من الضروريّ استشارةُ الطبيبِ المختصّ عند ظهورِ من الأعراض سابقةِ الذكر بعد تناول السمسم أو أحد المنتجاتِ الحاويةِ عليه.

المصدر: هنا

.................................................

للمزيد حول أنواعٍ أخرى من الحساسية الغذائية:

- مقدمة حول الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام: هنا

- حساسية البيض: هنا

- حساسية فول الصويا: هنا

- حساسية الفول السوداني والمكسرات: هنا