الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

أجهزة تساعد ضعيفي البصر على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي

استمع على ساوندكلاود 🎧

نظارةٌ فريدةٌ من نوعها قد تساعدُ الأشخاصَ العاجزين عن القراءة و تمييزِ الوجوهِ على تجاوز مشاكلهم، كما قد تساعدهم على إنجازِ مهامهم اليومية بشكل فردي وبكفاءةٍ أكبرَ من أجهزة المساعدة على القراءة الاعتيادية، وهذا ما تم طرحه في دراسةٍ عُرضت في الاجتماع السنوي المئةِ والعشرين للأكاديمية الأميركية لطب العيون.

يوجد حوالي 246 مليونَ شخصٍ حول العالم يعانون من ضعفِ البصر، وهذا الضعف في البصر يحدُّ من قدرة الإنسان على إنجاز مهامه اليومية البسيطة بشكلٍ مناسب. إنّ أجهزةً بصريةً وإلكترونية مثلَ العدساتِ المكبرة اليدوية، والنظارات المجهرية التي تعمل عن بُعدٍ ومكبرات الفيديو والكمبيوتر يمكنها المساعدة، ولكن بشكلٍ عام فإن هذه الأجهزة كبيرةُ الحجم وصعبةُ الحمل.

اليومَ وفي ظلِّ التطور الكبير في الأجهزة الإلكترونيةِ القابلةِ للارتداء وفي تقنياتِ التعرفِ البصري على الحروفِ التي تحول الصورة إلى نصٍ مقروءٍ بواسطة أجهزة الكمبيوتر، قام فريقٌ من الباحثين في جامعة كاليفورنيا بافتراض أنَّ هذه التقنيات الجديدة قد تساعد على التحسين من قدرة المرضى على القيام بمهامهم اليومية، ولاختبار هذه النظرية طلبوا من مجموعةٍ من المرضى المتضررين في الرؤية ارتداء جهاز رؤيةٍ صناعي للتعرف على تأثيره، فلاحظوا أن هذه الأجهزةَ قد ساعدت المرضى على تحسين إنتاجيتهم اليومية بشكل كبير.

قام فريقُ الباحثين باستخدام جهاز Orcam My Eye في دراستهم وهو جهازٌ فريدٌ يمكنُ ربطُه مع النظارات مما يوفرُ عناءَ حملِه، وهو مزودٌ بكاميرا ترى وتميزُ ما يشاهده المستخدمُ سواءَ أكان نصاً مكتوباً أو وجهاً وبعدها تقوم بقراءة ما تراه وتحوله إلى نصٍ سماعي يصل إلى أذنِ المستخدم عبر سماعة أذن، ويقوم المستخدم بتفعيل الجهاز عبر الإشارة بإصبعه بكل بساطةٍ على الشيء أو النص أو عبر الضغط على زر التشغيل.

وقد قام الباحثون باختبار الجهاز على اثني عشر شخصاً مصاباً بالعمى القانوني (حدة الإبصار عنده أقل من 200/20)، وقد تم استخدامُ عشرِ أدوات اختبارٍ تحاكي النشاطاتِ اليومية بما فيها التعرفُ على المنتجات وقراءة الإيميلات والرسائل والكتبِ والمجلات والإشارات، وقد حصلوا على نقطةٍ واحدةٍ عند كل إجابةٍ صحيحةٍ وصفر لكل إجابةٍ غير صحيحة أو لم يتم الإجابة عليها والمجموعُ النهائي كان من عشر نقاط، وقام الباحثون بدراسة المشتركين على ثلاث مراحل: أولاً يقومون بمشاهدة المشتركين يقومون بالاختباراتِ من دون الجهاز، ثم عند ارتدائه بعد الحصولِ على جلسةِ تدريبٍ لمدة تسعين إلى مئة وعشرين دقيقةً وأخيراً بعد ارتداءِ الجهاز لأسبوعٍ كامل.

وكانتِ النتائجُ التي توصلَ إليها الباحثون على الشكل التالي:

• دونُ ارتداءِ الجهاز: حصلَ المشتركون على متوسطِ نقاطٍ يُقدَّرُ 2.5 من 10.

• بعد ارتدائه للمرة الأولى: وصل متوسط نقاطهم إلى 9.5 من 10.

• بعد استخدامه لأسبوع كامل: تحسن أدائهم حتى وصلوا لمتوسط نقاط 9.8 من 10.

• قام سبعةٌ من المشتركين باستخدامِ الأدواتِ المساعدةِ للرؤيةِ الضعيفةِ (دون استخدام الجهاز) مثلَ العدساتِ المكبرة: فحصلوا على متوسط نقاط 6 من 10.

• عندما قام السبعةُ بتجريبِ الجهاز القابلِ للإرتداء: حصلوا على متوسط نقاط 9.7 من 10.

يقولُ الطبيبُ إيلاد مويسيف " Elad Moisseiev" وهو جراحٌ مختصٌ بالشبكيةِ وقائدُ هذه الدراسة في جامعة كاليفورنيا: "بينما هنالك الكثيرُ من التطورِ بمجالِ رعاية الأعين، فإن خياراتِ المساعدة لا تشمل إنجازَ المهامِ اليومية والمضنية، وهذا يقدم هنا خطوةً جديدة في تطويرِ أجهزة المساعدة للمصابين بضعف الرؤية مما يعطيهم الأملَ في تحسينِ أدائهم واستقلاليتهم و سوية حياتهم".

ويضيف الدكتور مويسيف: "كانت هذه الدراسةُ التجريبيةُ الأولى من نوعها لتقييمِ تأثيرِ الجهازِ على المرضى الذين يعانون من ضعف الرؤية، وقد أظهر فعاليته وسهولة استخدامه وأثبت قدرته على تحقيق فروقٍ هامة إحصائياً في نتائج الاختبار. وينبغي القيام بدراساتٍ أخرى على المزيد من المرضى مقسمين بشكلٍ مناسبٍ من ناحية مستوى ضعف البصر".

ساعدت هذه الأجهزةُ وغيرُها الكثيرُ المرضى على إنجازِ مهامهم اليومية ونتمنى أن تستمرَ مثلُ هذه الدراساتِ حتى نصلَ إلى نتائجَ مشرقةٍ أكثرَ وتقديمِ المساعدةِ إلى كلِّ من يحتاجها دون إشعارِه بأنه مقيدٌ أو ذو حاجة معينة.

المصدر:

هنا