التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

هل تقول حبة التروفادا وداعاً للايدز؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

وافقت منظمةُ الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على ترخيصِ استخدام دواء Truvada في وقايةِ الأشخاص ذوي الخطورة العالية من الإصابة بالإيدز. وكان هذا الدواءُ قد حصلَ على ترخيصٍ كجزءٍ من خطة العلاج للأشخاص المصابين بالإيدز، لكنها المرةُ الأولى التي توافق فيها الـ FDA على استخدامه في الوقاية ما قبلَ التعرض أو (pre-exposure prophylaxis) PrEP، وبذلك أصبح أولَ دواءٍ مرخصٍ استخدامُه في هذا المجال. أظهرت دراستان أساسيتان أن الوقايةَ ما قبل االتعرضِ باستخدام Truvada قد تعمل كما هو مرجوّ:

1. أظهرت دراسة iPrEx التي تضمنت 2499 مشاركاً من الرجال سلبيي الـ HIV والنساء المتحولات جنسياً، الذين يمارسون الجنس شديد الخطورة مع رجالٍ، أن نسبةَ الإصابةِ بالـ HIV كانت أقلُّ بنسبة 42% عند أولئك الذين تناولوا Truvada منها عند الذين لم يتناولوه. وعلى الرغم من أن المشاركين في الدراسة لم يكونوا على علمٍ فيما إذا تم إعطاؤهم Truvada أو دواءً وهمياً غير فعال، لم يكن هناك أي دليل على أن تناول Truvada قد زاد من حدوث الجنس غير الآمن.

2. تضمنت دراسة PrEP Partners 4758 زوجاً متغايرَ الجنس، أحدهما مصابٌ بنقص المناعة المكتسب والآخرُ غيرُ مصاب، قام Truvada بإنقاص خطر الإصابة بنقص المناعة المكتسب بمقدار 75%.

ما هو Truvada؟

هذا المنتجُ عبارةٌ عن مزيجٍ لدوائين مختلفين: Emtricitabine المُصنَّف من ضمن مثبِّطات أنزيم النسخ العكسي للنكليوزيد، وTenofovir من مثبطات أنزيم النسخ العكسي للنكليوتيد. لاينبغي أن يُستخدَم هذا المركب لوحده في العلاج وإنما بالمشاركة مع بقية الأدوية المضادة للإيدز.

ما هي استخداماته؟

يُستخدَم هذا المنتَج مع بقية الأدوية الأخرى المضادة لنقص المناعة المكتسب للمساعدة في ضبط الخمج. فهو يساعد في إنقاص كمية فيروس الإيدز في الجسم، وبالتالي تحسين عمل الجهاز المناعي. الأمرُ الذي يُنقص من احتمالِ الدخول في مضاعفات الإيدز، كالإنتانات الجديدة والسرطان، ويحسن من جودة نمط الحياة.

سُمِح مؤخراً باستخدام هذا الدواء في الولايات المتحدة لوقايةِ الأشخاص ذوي الخطورة العالية للإصابة بالفيروس. حيث أن هناك عدداً من الممارسات التي تزيد من خطورة التعرض للخمج بفيروس الإيدز مثل كون الشريكِ مصاباً بالإيدز أو ممارسة الجنسِ غير الآمن أو تعدد الشركاء الجنسيين أو الخمج بإحدى الأمراض المنتقلة عبر الجنس أو استهلاك ومعاقرة الأدوية أو الكحول.

يمكن استخدام هذا المنتج أيضاً للتقليل من خطرِ الإصابة بالمرض بعد احتكاكٍ مع الفيروس (بسبب حقنة إبرية على سبيل المثال)، وذلك بعد استشارة الاختصاصي المقدم للرعاية الصحية.

كيف يستخدم؟

يُحفَظ الدواء في درجةِ حرارةِ الغرفة وبعيداً عن الضوء والرطوبة. يُستخدَم هذا الدواءُ عن طريقِ الفمِ حسب توجيهات الطبيب، جرعةٌ واحدةٌ يومياً بغض النظر عن الطعام. ترتكز الجرعةُ على وظيفةِ الكلية والظروف الصحيةِ والاستجابة على العلاج، كما تعتمد على الوزن عند الاطفال.

لا تتناولْ أكثرَ من الجرعةِ الموصوفةِ ولاتنقِصْها أو توقِفْها (أو حتى توقف أدوية نقص المناعة الأخرى) حتى ولو لفترةٍ قصيرةٍ دونَ توجيهات الطبيب. قيامُك بذلك يعرضك لزيادةٍ في عدد الفيروساتـ وبالتالي يجعل معالجة الإصابة أصعبَ (تتطور مقاومة) أو تزدادُ الآثارُ الجانبية سوءاً.

يجب الاتصال بالإسعاف فوراً عند ظهورِ أيٍّ من أعراض فرط الجرعة كالسبات أو اضطراب التنفس. في حال نسيت تناولَ جرعةٍ ما فعليك بتناولها فورَ تذكرك لها ، فإن كان ذللك قريباً من موعد تناولِ الجرعة التالية فاستبعد الجرعةَ المنسيةَ واستمرّ في برنامج التجريع المُعتمَد. لاتقم بمضاعفة الجرعة!.

تجب مراقبةُ الإصابةِ بالإيدز كلَّ 3 شهور على الأقل، نظراً لأن الشخصَ المصاب بالفيروس والذي يتناول الدواء قد يؤدي لحدوثِ سلالاتٍ مقاومة للدواء، مما يؤدي إلى خطرٍ على مستوى الصحة العامة.

فعالية الدواء والسلوك الجنسي

يعد Truvada فعالاً بشكل جزئي فقط في الوقاية من الإصابة بالإيدز، حيث بينت نتائج دراسةِ iPrEx المذكورة سابقاً أن فعاليةَ الدواءِ ترتبطُ بشكل واضحٍ بالالتزام بتناول الدواء، لذلك يجب أن تتضمنَ ممارساتٌ آمنةٌ للجنس واستشاراتٌ طبية وإجراءُ اختبارات الإصابة بالإيدز بشكل متكرر. مع ذلك، تعد نسبة 42% التي تم تحقيقها في خفض العدوى كنتيجةٍ كليةٍ فائدةً واضحةً في سياق الانتشار المرتفع والشبكات الجنسية.

في الحقيقة، تعرضَ من بدأ بتناولِ الدواء للنقد وللاضطهاد من قبل أقرانهم، لأن الدواءَ يمكن أن يسمح بتعددِ العلاقات الجنسيةِ، الأمرُ الذي تم إلحاقه بمتناولِ الدواءِ كوصمة عار، كما هو الحالُ مع كلِّ وسيلةٍ وقائية جديدة للأمراض المنقولة بالجنس. إن السلوكياتِ الجنسيةَ غيرَ الآمنة قد تكون في ازديادٍ حول العالم، وهذا يجب التعامل معه والتخطيط لحله بغض النظر عن استخدام هذا الدواء.

نظرياً يمكنُ لارتفاعِ نسب الجنس غيرِ الآمنِ أن تنقص من الفعالية في الممارسة، إلا أنه لم تتم ملاحظةُ تثبيطِ التحكمِ بالسلوكيات الجنسيةِ في الدراسات السريرية. كما أنه يلزم حدوثُ زيادةٍ كبيرة في الجنس غير الآمن حتى تعادل فوائد الدواء الوقائي قبل التعرض على المستوى السكاني.

يؤثر الدواء بشكلٍ مباشرٍ وإيجابيٍّ على المتعة والصحة الجنسية، من خلال تمكنِ الأزواجِ الملتزمين بعلاقةٍ أحاديةِ الشريك على ممارسةِ الجنس مع الآخرِ دون خوفٍ ومع تقليلِ عدد الوسائل الواقية الأخرى، كما يؤثر بشكلٍ غيرِ مباشر من خلال خفضِ القلقِ المستمر الذي يعاني منه الشريك غيرُ المصاب عند ممارسته الجنس مع الشريك المصاب. يسمح الدواء ببدء إزالةِ الحواجز المبنية بين مرضى الإيدز وغيرهم، ويسمح للعلاقات بالقيام بشكل صحيٍّ بغض النظر عن كونِ الأشخاص مصابين بالمرض أم لا.

في النهاية، يسمحُ الدواءُ من جهة للشركاءِ متخالفي الحالة المصلية الذين يريدون الإنجابَ بطريقةٍ طبيعيةٍ من القيام بذلك براحةٍ وبقلقٍ أقل مع تناول الشريك سلبيِّ المصلِ للدواء وتناول الشريك الإيجابي لدوائه كذلك، ومن جهة يلعبُ دوراً شديدَ الأهمية في البلدان التي لا تزال تعاني من العنفِ الجنسيِّ في حمايةِ المرأة أو الرجل المعنفين من الإصابةِ بالإيدز جرّاء الممارسات الجنسية القسرية.

الدواء من ناحية الصحة العامة

يَعتَبِر دستورُ منظمة الصحة العالمية التمتعَ بالحد الأعلى من المعايير الصحية واحداً من الحقوق الرئيسية لكل إنسان، وتشكل الصحة الجنسية عنصراً أساسياً من صحة الإنسان لذلك فلا يمكن إغفالُ الآثارِ الرائعةِ التي يحدثها الدواء على مستوى الوقاية من المرض وتحقيق المتعة الجنسية للشركاء. في الحقيقة، يمكن أن تُساعِد الدوافع المتعلقة بالمتعة الجنسية لتناول الدواء الوقائي قبل التعرض في طلب الحصول عليه والالتزام به بشكل مستمر، مما يرفع من أهمية الوقاية التي يوفرها الدواء قبل التعرض. يجب ألا تحجب العلمَ الحملاتُ الاجتماعية الناشئة ضد الجنس عموماً ومتناولي الدواء خصوصاً، ولا يجوز أن تُخلّ بمحاكمة مقدمي الرعاية الصحية أو السياسيين أو شركات التأمين أو من قد يرغب باستخدام هذا النوع من الأدوية وذلك لضمان سهولة الوصول إلى الدواء وتحقيق الفائدة العظمى من هذه التقنية الطبية البيولوجية القيّمة.

ما هي الآثار الجانبية التي يمكن توقعها مع تناول Truvada؟

قد يترافق استخدام Truvada مع حدوث غثيانٍ أو إقياءٍ أو صداعٍ أو دوارٍ أو اضطراباتٍ في النوم أو ألمٍ في الظهر، كما يمكن أن يحدث تغيراً في لون جلد الراحتين أو الأخمصين. تجب مراجعة الصيدلاني أو الطبيب المسؤول إذا ساءت أو عندت هذه الأعراض.

يجب إخبار الطّبيب في الحال عند ظهور الأعراض التالية: تغيراتٌ في المزاج (كالقلق والاكتئاب) ونقصٌ الشهية ونقص الوزن غير المفسر وألم البطن أو المعدة وعلاماتُ اضطرابات الكلية (كالتغيرِ في كمية البول أو البولِ الوردي أو المدمى).

ينبغي مناقشة مخاطر وفوائد العلاج مع الطبيب المختص وإمكانية ممارسة التمارين الرياضية لإنقاص تغيرات وزن وشكل الجسم المحتملة.

محاذير الدواء الطبية والصيدلانية:

في حالِ وجودِ حساسيةٍ تجاه إحدى مكونات هذا الدواء ينبغي إخبارُ الطبيبِ أو الصيدلاني بذلك قبل البدء بتناوله. ينبغي إجراءُ عددٍ من التحاليل المخبرية والطبية قبل البدء بتناول الدواء وبشكل دوري بعد تناوله، تتضمن التحاليل فحوصَ الكلية وبروتينات وسكرِ البولِ وفحوص الكبد واختبار الحمل الفيروسي وتعداد اللمفاويات التائية ومستوى المعادن في الدم وفحوص هشاشة العظام، كما يجب إخبار الطبيب بظروفك الصحية، كالتهاب البنكرياس واضطرابات الكبد (كالتشمع والتهابات الكبد c وB) وتناول الكحول ومشاكل العظام (كتخلخل العظام وضعف وكسور العظام) ومشاكل الكلية. هذا الدواء يسبب النعاس فينصح بعدم القيادة أو ممارسة أي نشاط يتطلب الانتباه.

لا يُستخدَم هذا الدواء خلال الحمل إلا عند الضرورة الملحة. كذلك ينتقلُ الدواءُ عبر حليب الرضاعة، ولذلك لا يُنصَح بإرضاعِ الطفل خلال فترة تعاطي هذا الدواء نظراً للخطورة المحتملة على الرضع. كما لايجب إجراء الرضاعةِ الطبيعيةِ عند وجود إصابة بالفيروس، لأن الفيروس قادرٌ على العبور إلى الرضيع عبر حليب الرضاعة.

من الجدير بالذكر وجوب معرفة الطبيب المختص بكامل الأدوية التي يتناولها المريض نظراً للتداخلات التي يمتلكها الدواء مع العديد من الأصناف الدوائية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا