الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

هل يمكن أن تكون البيرة الحل الجديد للمحافظة على الكوليسترول المفيد؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

مع التقدّم بالعمر، تتراجعُ مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة، والتي تُعرف ببساطة باسم الكوليسترول المفيد HDL، بشكلٍ طبيعيّ ومتوقّع، إلّا أن Shue Huang - طالبة الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا الحكومية- توصّلت مع زملائها إلى أن الأشخاص الذين يشربون البيرة "باعتدال" يتمتعون بتباطؤ في وتيرة هذا الانخفاض الطبيعيّ. ويُقصد هنا بالاعتدال ما معدّله كأسان للرجال، ونصف كأس إلى كأس للنساء في اليوم الواحد.

ماذا شمل البحث إذاً؟

رغبَ الفريق بمعرفةِ تأثير المشروبات الكحولية على مستويات الـ HDL، فقاموا بمتابعة 80 ألفَ مشاركٍ ذوي صحةٍ جيدة متوسط أعمارِهم 49 عاماً على مدى ستة سنوات، مسجّلين خلال هذه الفترة مدخولَهم من المشروبات الكحولية حسب الكميات، والتي تدرّجت من "عدم شرب المشروبات الكحولية نهائياً" إلى "شربها بكثرة" أي أعلى من الحدود اليومية بمقدارِ حصّةٍ واحدة للنساء وحصّتين للرجال. كما وُجد بعد أخذ النوعيات المتناولة بالحسبان أن عددَ المشاركين الذين يشربون النبيذ بشكل دوريّ كان غيرَ كافٍ للدراسة، مما أدى إلى استبعاد النبيذ من قائمة المشروبات المدروسة، لتبقى بذلك البيرة إلى جانب المشروبات مرتقعة المحتوى من الكحول والتي تُعرف باسم Hard liquor.

وبعد تحليل البيانات التي تمّ جمعها، تبيّن للباحثين أن شُرب البيرة باعتدالٍ قد ارتبطَ بتأثيراتٍ إيجابية تجاه تراجعِ مستويات الكوليسترول المفيد في الدم، إذ خفّض من معدّل تراجع مستويات الكوليسترول المفيد بشكلٍ أكبر ممن يشربون كميات كبيرة أو لا يشربون نهائياً.

أما استهلاك المشروباتِ مرتفعةِ المحتوى من الكحول، فلم يرتبط بأيّ من هذه الفوائد إلا عندما كانت الكمياتُ المستهلَكةُ تتراوح بين المعتدلة وشبه الضئيلة (والتي تبلغ أقل من حصة واحدة للرجال، وما يعادل 0-0.4 حصة للنساء يومياً).

تأتي هذه الدراسة متوافقةً مع ما توصّل إليه عدد من الباحثين مسبقاً حول نفس الموضوع، وقُدّمت نتائج الدراسة الأولية في تشرين الثاني من العام 2016 عند انعقاد الجلسة العلمية لجمعية القلب الأمريكية في نيو أورلينز. ويُذكر هنا أن المحافظةَ على مستوياتٍ مرتفعةٍ من الـ HDL ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية نظراً لأنه يساهم في إزالة الكوليسترول الضار LDL من الأوعية الدموية ويحملها إلى الكبد حيث يتم تفكيكها وطرحها من الجسم. وعلى الرّغم من ذلك، إلا أن جمعية القلب الأمريكية لا تنصح الأشخاص الذين لا يتعاطون هذه المشروبات أن يتوجّهوا إلى استهلاكِها نظراً لأنها لا تخلو من المخاطر التي يجب أن تتم موازنتها مع الفوائد المتوقعة قبل اتّخاذ هذا القرار، إلّا أنّها تهيب بالأفراد الذين يستهلكون هذه المشروبات مسبقاً أن يلتزموا بالكميات المعتدلة والمحددة وفق التوجيهات الصحية والغذائية.

يُذكر أخيراً أن هذه الدراسةَ أجريَت على متطوّعين صينيين، ولذلك ينصحُ الباحثون بتحرّي ذاتِ التأثير لدى مجموعات أخرى من جنسياتٍ وأصولٍ مختلفة، والكشف عن وجود علاقةٍ بين أنواع المشروبات والمُخرجاتٍ ذات الفائدة السريرية.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

الدراسة المرجعية: هنا