الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال

طريقةٌ جديدةٌ لعلاج حساسية الفول السوداني عند الأطفال

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُعتبر الفول السوداني من الأغذية المسبّبة للحساسية نظراً لقدرةِ بروتيناتِه على التسبّب بردّ فعل في الجهاز المناعي، وعادةً ما يكون ردّ الفعل هذا شديداً بل ومهدداً للحياة في بعض الأحيان. تعتمد نصائح الخبراء على وجوبِ الابتعاد عن تناول الفول السوداني والأطعمة الحاوية عليه بشكل كامل من قبل الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاهه. وقد تطرّقنا في مقال سابق لأعراض حساسية الفول السوداني والمكسرات وسبُل إدارتِها هنا.

إلا أن نتائج دراسةً عشوائيةً أُجريت على أكثرَ من 600 طفل أشارَت إلى أن إدخالَ كل من الفول السوداني والبيض في وقتٍ مبكرٍ من حياة الطفل يؤدي إلى خفض احتمال إصابة الطفل بالحساسية تجاه هذه الأطعمة، وتقوم هذه النظرية على تدريبِ الجهاز المناعي على تحمل التعرض للمواد الغذائية المسببة للحساسية.

وعلى تلك النظرية اعتمدت دراسةٌ جديدةٌ أُجريت برعاية المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية National Institute of Allergy and Infectious Diseases (NIAID) ونُشرت نتائجها في مجلة الحساسية والمناعة السريرية Journal of Allergy and Clinical Immunology.

شملت الدراسة مجموعةً من التجارب السريرية العشوائية والتي أجريت في 5 أماكن من العالم على 74 متطوعاً يعانون من حساسية الفول السوداني، وتتراوح أعمارهم بين 4 و25 سنة. عولجَ المتطوعون باستخدام لصاقاتٍ جلديةٍ تحتوي على جرعاتٍ عاليةٍ من بروتين الفول السوداني وأخرى تحتوي على جرعاتٍ منخفضةٍ وأو دواءٍ وهمي للمقارنة كشاهد. طبّق المشاركون هذه اللصاقات يومياً إما على الذراع أو بين لوحي الكتف لمدة سنة، ثم قيّم الباحثون مدى قدرة كل مشاركٍ على تناولِ بروتين الفول السوداني بكميات تتجاوز ما كانوا يتناولونه سابقاً بعشرةِ أضعافٍ على الأقل.

أظهرت النتائج أن 46 % و48% من المشاركين الذين استخدموا لصاقات الجرعة المنخفضة والعالية على التوالي كانوا قادرين على تحمل بروتين الفول السوداني بعد انتهاء التجربة، وذلكَ مقارنةً مع 12% فقط من مجموعة الدواء الوهمي.

كما لوحظ أن الاستفادة كانت أكبر لدى المشاركين الذين تراوحت أعمارهم بين 4 و11 سنة، متّخذةً منحنى متناقصاً بمجرّد تزايد العمر عن الـ12.

وبحسبِ الباحثين، فقد أدّت اللصاقة الجلدية لإحداث استجابةٍ مناعيةٍ مماثلةٍ لتلك التي أظهرتها أنواعاً أخرى من العلاج المناعي التجريبي لحساسية الطعام. علماً أن التجارب أكّدت أن هذه اللصاقات الجلدية تقوم بتحرير كميات قليلة من الفول السوداني عبر الجلد، مما يجعل تطبيقها آمناً، خاصّةً في ظل عدم ذكر أية آثار جانبية خطيرة لدى استخدامها، إذ كانت معظم التفاعلات الجلدية خفيفة نسبياً ولم تتجاوز الحكة أو الطفح الجلدي في موقع اللصاقة فقط.

يأمل الباحثون أن تحمل هذه اللصاقات أملاً جديداً لتطبيقات العلاجات المناعية، بحيث يسمح بالتخلص من أعراض الحساسية التي تُعيق أعدادً كبيرةً من الأشخاص من اتباع حميةٍ متنوعة تضمن حصولهم على جميع المغذيات الضرورية لنمو أجسامهم، وخاصّة في أعمارٍ صغيرة.

المصدر:

هنا