الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

حقنة مرتين سنوياً .. قد تكون كافية لضبط مستويات الكوليسترول!

استمع على ساوندكلاود 🎧

اختبر الباحثون دواءً حقنيًّ جديداً يدعى إنكليسيران Inclisiran، حيثُ وُجِد بأنه يخفض مستوى الكوليسترول الضار إلى النصف أو أكثر. ووفقاً للمعطياتِ الأوليَّةِ للتجارب السريرية، فإنَّ هذا التأثير يدوم 4-6 أشهر. ومن المحتمل أن يؤثر هذا الانخفاض الهام والمديد على الحوادث القلبية.

وذكرَ الباحثون أنَّ هذه التأثيرات طويلة الأمد يمكنها أن تؤدي إلى تقدّم كبير في مجال الوقاية من الأمراضِ القلبيَّة، الذبحة والسكتة، وذلك من خلالِ المساعدة في التقليل من تصلب الشرايين. ولكن الدواء لا يزال بحاجة مرحلة أخرى من البحث قبل الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

يقول أطباء القلبية أنَّ الستاتينات كالأتورفاستاتين Atorvastatin والروزوفاستاتين Rosuvastatin هي المعيارُ الأساسي لعلاج ارتفاع الكوليسترول، ولكن هنالك حدود لاستخدامها. وعلى أية حال، فقد أظهرت تجربة سريرية أخرى أنَّ مشاركة الستاتينات مع زمرة الإنكليسيران من الأدوية الخافضة للكوليستيرول (أي مع مثبطات PCSK9) يمكنها أن تساعد في تخفيض مستويات الكوليسترول الضار إلى مستويات غير مسبوقة، حيث خفض إيفولوكوماب Evolocumab (وهو أحد مثبطات PCSK9)، من خلال مشاركته مع الستاتينات، مستويات الكوليسترول الضار بنسبة 60% أكثر من الستاتينات لوحدها. وأظهر التصويرُ بالأمواجِ فوق الصوتية أنَّ إيصال مستويات الكوليسترول لهذا الانخفاض أدى إلى عكس تصلب الشرايين الحاصل لدى أربعة من كل خمسة مرضى.

تضمَّنت هذه الدراسة 846 مريضاً يعانون من إمراضية في الشريان التاجي. و قد تلقى نصفهم الستاتينات لوحدها بينما تلقى النصف الآخر مثبطات الـ PCSK9 بالمشاركة مع الستاتينات. وقد أظهرت النتائج أنَّ 81% من المرضى الذين تلقوا المشاركة الدوائية قد تراجع لديهم حجم اللويحة الشريانية، وهذا المقدار من التراجع لم يلاحظ في أي من الدراسات السابقة.

تحثُّ الأدوية مثل الإيفولوكوماب والإنكليسيران الكَبِد على طردِ المزيد من الكوليسترول الضار من مجرى الدم عن طريقِ تثبيط بروتين يدعى PCSK9. ولكن لسوء الحظ فإنَّ الجيل الأول من مثبطات الـ PCSK9 مثل إيفولوكوماب تتطلب تلقي المرضى لـ 12-24 حقنة سنوياً، مما يجعلها غير مريحة ومكلفة، لذا فإن دواء إنكليسيران هو الجيل القادم من مثبطات PCSK9، حيث يعمل على المستوى الجيني لمنع الخلايا من إنتاجِ بروتين PCSK9 في المقام الأول.

شمَلت التجربة السريرية للإنكليسيران 500 شخص، حيث تم تعيينهم إما في مجموعة الضبط أو في واحدة من المجموعات الأربعة التي تلقت جرعات مختلفة من الدواء. وأدت جرعة واحدة من 300 ملغ أو أكثر إلى انخفاض بنسبة 51% من الكوليسترول الضار، واستمرَّ الانخفاض 90 يوماً على الأقل، في حين أنَّ جرعتين منه أدتا إلى انخفاض بنسبة 57% والذي استمر حتى ستة أشهر. وبناءً على هذه النتائج، يقدِّر الباحثون أن هنالك حاجة لـ 2-3 حقن سنوياً لضبط الكوليسترول، ولكن تبقى هذه النتائج أولية.

والسؤالُ الرئيسيُّ هنا، هل سيكون هذا الانخفاض المثير للإعجاب في الكوليسترول الضار مديداً مع الوقت؟ كما أنَّ هنالك تساؤلات مماثلة بشأنِ الحدِّ من اللويحات الشريانية المرتبطة بمثبطات PCSK9. ففي الوقت الذي يؤدي فيه تخفيض الكوليسترول الضار إلى إنقاص اللويحات الشريانية، فإن الباحثون بانتظار نتائج التجارب السريرية لتظهر ما إذا كان سينقص فعلياً الذبحات القلبية والسكتات لدى هؤلاء المرضى.

لأنَّه إذا كانت اللويحات الشريانية المُتبقية أكثر ليونة وأقل كثافة، فإنَّ ذلك سيشكل في الواقع خطراً متزايداً لأنها ستكون أكثرُ عرضةَ للانفصال بحرية وسدّ الشريان، لذا علينا أن ننتظر لنرى فيما إذا كان هذا سيؤثر على النتائج.

يُذكَر أنَّ كِلتا التجربتين السريريتين قد أظهرتا آثاراً جانبية للأدوية مماثلة لتلك التي لوحظت لدى الأشخاص الذين يتناولون الستاتينات أو الدواء الوهمي. وكان أكثرها شيوعاً آلام العضلات، والصداع، والتعب، وألم الظهر، وارتفاع ضغط الدم، والإسهال والدوار.

المصادر:

هنا

هنا