التعليم واللغات > اللغويات

دور الموسيقى والغناء في تطوير اللغة عند الأطفال

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر الغناء والموسيقى من أكثر الأنشطة التعليمية متعتةً للأطفال، فقدرتها على الحفاظ على عُنصري التعلم والمتعة في آن واحد جعلت منها طرقاً أساسية في تعزيز المهارات الأساسية في الحساب والقراءة والكتابة.

تابعوا معنا المقال التالي للتعرف أكثر عن هذا الموضوع.

تشير الكاتبة إلى أهمية هذه الأنشطة للأطفال بغض النظر عن قدراتهم الأكاديمية، فبناء على تجربتها الخاصة، بصفتها معلمة وأم لطفل مصاب بمتلازمة داون، أكدت من أهمية هذه الأنشطة خصوصاً للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم. فعلى سبيل المثال، للموسيقى والغناء القدرة على تحفيز ما يسمى ب "التمييز السمعي" هذا بالإضافة إلى تطوير خيال الطفل وقدراته في التعبير عن أفكاره الخاصة بواسطة الكلمات، والموسيقى، والرقص، والإيمائات.

لكن كيف يستطيع الغناء تعزيز قدرات الطفل على التعلم؟

1- التكرار:

استطاع المختصون توظيف هذه الخاصية في دعم قدرات التعلم عند الأطفال. يقوم الأطفال بواسطة الغناء بتكرار كلمات وعبارات الأغاني بطريقة أكثر متعة من مجرد تكرارها بشكل مقروء وحفظها عن ظهر قلب.

في الواقع، بسبب وجود عنصر المتعة في الغناء، لا يعي الأطفال حقيقة أنهم يكررون الكلمات (وبالتالي تعلمها وحفظها). وتعود أهمية هذه الخاصية أيضاً في تعليم الطفل حفظ الكلمات قبل مرحلة القراءة.

أما بالنسبة للأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم، فإنهم يواجهون صعوبات أيضا في القراءة، وسيكون لتعلم وحفظ الأغاني بواسطة التكرار عائد كبير من الناحية الأكاديمية.

2- النباء والتركيب:

يقوم الأطفال بتعلم بناء العبارات والجمل بواسطة الكلمات التي يتم استخدامها في الأغاني. الأمر سيكون من الصعب نسيانه وخاصة للأطفال المصابين بمتلازمة داون.

3- النماذج اللغوية:

تستطيع الأغاني تقديم نماذج لغوية جيدة يستطيع الأطفال اتباعها، وذلك يعود إلى تدفق الكلمات في الاغاني الذي يكون متناغماً إلى أذن المستمع مع الموسيقى المرافقة، مما يسهّل حفظها.

4- اللفظ:

يساعد الغناء أيضا من تحسين حركة فم الطفل، ومساعدته على التعبير بشكل أوضح سواء للمعلم أو الوالدين.

5- مهارات القراءة:

يقوم الغناء أيضاً بتطوير مهارات القراءة عند الأطفال، فيحسن الغناء من الوعي الصوتي، عندما يقوم الطفل بقراءة كل مقطع صوتي تحت علامته الموسيقية الخاصة به.

6- أفكار ومبادئ:

تساهم الأغاني في تطوير اللغة من نواحي أخرى، فتقوم بتقديم كلمات ومبادئ جديدة للطفل، وتعطي الطفل فرص أفضل للتحدث عنها. كالأغاني التي تحكي قصصاً، أو تقدم رسائل أخلاقية للأطفال.

7- التنسيق والإيقاع:

تساهم الأغاني في تحسين التنسيق بين حركات الجسد والإيقاع، مثل التوافق بين إيقاع الموسيقى مع حركة اليد عند التصفيق في وقت محدد، أو التحكم في حركة الأصابع باختيار الارقام الصحيحة المذكورة في الأغنية كما في هذه الأغنية:

هنا

أو اختيار الحركة المناسبة مع كلمات وحالة الأغنية، كما في هذا الفيديو:

هنا

8- الذاكرة:

تقدم الأغاني طريقة ممتعة في تطوير الذاكرة. فمن المؤكد أن بعضنا - إن لم يكن جميعنا - يستطيع تذكر أغاني كاملة تساعد على العد أو على حفظ ترتيب الأحرف الهجائية، بينما إذا قمنا بمحاولة تذكر قصة معينة، فلن نستطيع تذكر كلماتها كاملة كما هو الحال مع الأغاني.

9- الرقص والإيماء

تستطيع أغاني الخيال تحفيز الأطفال على اختلاق حركاتهم الخاصة بهم فقط، ففي الوقت الذي يكون فيه الطفل قد تعلم الكلمات والنغمات الخاصة بالأغنية، يقوم بالرقص والإيماء بطريقته الخاصة.

كما في هذا الفيديو حيث يقوم الطفل تلقائياً بتقليد حركة الحيوانات بطريقته الخاصة:

هنا

10- المشاركة:

يتضمن الغناء في المجموعة في المناسبات مبدأ المشاركة، خصوصاً مشاركة الأطفال للأفكار والأنشطة. تبرز أهمية هذه الميزة في تعزيز مبدأ العمل الجماعي للطفل، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على الاستماع والتعلم من بعضهم البعض واحترام أفكار الآخرين.

يتركز تعلم الأطفال من بعضهم البعض في حالات السؤال والجواب والتي يجب أن نطورها عند الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم. فقد يقومون بمقاطعة حديث أحدهم أو حتى عدم الأستماع بتركيز على ما يقوله الآخرون.

فلهذه الأغنية على سبيل المثال القدرة على تحسين هذه المهارة بواسطة إنشاء مجموعتين إحداهما تقوم بالسؤال والأخرى تقوم بالرد:

هنا

إحدى الأغاني التي تساعد في مشاركة الأفكار:

هنا

فبعض الأفكار في هذه الأغنية فكاهية والبعض غيرمعقولة والبعض عملية، ويستطيع جميع الأطفال مشاركة أفكارهم الخاصة.

لكن هل الأمر مشابه في الموسيقى؟

يقول الكاتب أن الموسيقى تستطيع الوصول إلى أجزاء لا يمكن الوصول إليها بغيرها. يعود السبب إلى قدرة الموسيقى دائماً على التأثير على المستمع، فعلى سبيل المثال ترى البعض يضرب أطراف أصابعه ليوافق قرع الطبل في الموسيقى، وآخرون يرددون لحناً أثناء مشيهم في الشارع. كما أن الشعور بالسعادة أو الحزن مرتبط بحالة ونمط الموسيقى. ولهذا تم استخدام الموسيقى كطريقة فعَّالة في حالات الأعاقة المتعددة أو الإضطرابات السلوكية.

ترى الكاتبة أن امتلاكنا نوعاً من الإيقاع والأنماط في بعض أعضائنا الداخلية الحية (كنبضات القلب) أو في حيواتنا (كروتين العمل أو العائلة أو النوم...) يرى في ذلك سببا مقنعاً لقوة لتأثير الموسيقى علينا. لكن بالطبع يختلف تفاعلنا مع الموسيقى من شخص لآخر، فالبعض لديه إحساس للإيقاع والأنماط أكبر من البعض الآخر وذلك بناءً على موروثاته الثقافية، وتجاربه الخاصة.

كما هو الأمر في الغناء، فإن المساعدة في صنع الموسيقى تتضمن التالي:

1- الإستماع والرد والمشاركة والتعبير الذاتي:

ليس بالضرورة أن تصاحب مهارات أكاديمية الإنتاج الموسيقي، فالعديد من الأطفال المصابين بمتلازمة داون يساهمون كما يساهم أطفال آخرون في المجموعات الموسيقية.

2- التشخيص المبكر:

يساعد الحكم على الاستجابات المختلفة للأطفال في صنع الموسيقى الوالدين أو المعلمَ على تحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم. فعلى سبيل المثال، لن يستطيع الطفل الذي يعاني من بطئ في الفهم تذكر ما الذي يجب عمله، وسيعاني الطفل المصاب بخلل الأداء التنموي (dyspraxic) من صعوبة بالغة في وضع يداه على رأسه، وكتفيه، وركبتيه، وأصابع قدميه. وسيغمر هؤلاء الأطفال شعور جميل بالانجاز عند مساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات ومساعدتهم على المشاركة.

كما تساعد الموسيقى في تشخيص حالات ضعف السمع بشكل أفضل في حين لم يتمكن الوالدان من معرفة الأمر مسبقا.

يحتاج كل هؤلاء الأطفال المساعدة، وتستطيع الموسيقى لعب دور فعال في مساعدتهم، فليست الموسيقى للموهوبين فقط. إن دور الموسيقى والغناء في الحياة التعليمية لكل شخص هام وفعال خصوصاً للأطفال المصابين بمتلازمة داون. إذاً لنقم بإخراج الموسيقى الموجودة داخل أطفالنا ولنقم بمساعدتهم على التعلم بسهولة أكبر وبطرق ممتعة وفعالة أكثر.

المصدر:

هنا