الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

قد لا تكون مذنبًا في حبك للطعام المالح!

استمع على ساوندكلاود 🎧

وفقًا لبحثٍ تمهيديٍ قُدِّم في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية 2016American Heart Association فإنَّ الاختلافات الموروثة في إدراك النكهات المختلفة يمكن أن يساعد على تفسير سبب استهلاك بعض الأشخاص للملح بكمياتٍ أكبر من الكميات الموصى بها، وبحسب Jennifer Smith -الكاتبة الرئيسة للبحث والطالبة في كلية التمريض بجامعة كنتاكي Kentucky College of Nursing- فإنَّ العوامل الوراثية التي تؤثِّر في حاسة التذوق لن تكون واضحة للناس بالضرورة، لكنَّها قد تؤثر في صحة القلب لديهم عن طريق الأطعمة التي يختارون تناولها.

وفقًا للأبحاث السابقة؛ فإنَّ الأشخاص الذين يملكون واحدًا من المتغيرين Variants الأكثر شيوعًا في المورث TAS2R38 يميلون على الأرجح إلى تجنُّب تناول بعض الأطعمة المفيدة للقلب بسبب امتلاكها طعمًا مرًا، ومنها البروكولي والخضار ذات الأوراق الداكنة، إذ إنَّ هذا المورث هو المسؤول عن تعزيز إدراك الطعم المر، ومن جهةٍ أخرى يبدو أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بإدراكٍ عالٍ للطعم المر غالبًا ما يكون استهلاكهم للملح قرابة ضعف استهلاك الأشخاص الذين يتمتعون بحاسة تذوقٍ أقل حِدَّة، وإنَّهم يستمتعون بطعم الملح أكثر من نظرائهم مما يؤدي إلى زيادة الكمية التي يستهلكونها من الصوديوم عبر ملح الطعام.

وللبحث في نتائج هذه الدراسات؛ حلَّل الباحثون العادات الغذائية لأكثر من 400 شخص متوسط أعمارهم 51 عامًا معظمهم من الإناث بنسبة 73% ويعانون من عامل أو أكثر من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب، ووجد الباحثون لدى مقارنة الأشخاص الذين يملكون واحدًا أو اثنين من المتغيرات الوراثية للمورث TAS2R38 مع الأشخاص الذين لا يملكون هذه الصفة أنَّ كل شخصٍ يتمتع بإدراكٍ عالٍ للطعم المر كان استهلاكه من الصوديوم أعلى من الحد الأدنى الموصى به بمعدل مرتين تقريبًا، ووُجد أنَّ هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بإدراكٍ عالٍ للطعم المر لم يميلوا إلى استهلاك كمياتٍ أكبر من الدهون المشبعة، أو السكر، أو الكحول، والتي لها جميعها تأثيرًا سلبيًا في صحة القلب، ويُرجِّح العلماء التفسيرات التي تقول بأن استهلاك كمياتٍ أكبر من الملح يرجع إلى الرغبة بإخفاء الطعم المر في بعض الأطعمة، في حين تشير أبحاثٌ أخرى إلى أنَّهم يفضِّلون الأطعمة المالحة ويستمتعون بتناولها حسب نتيجة اختلاف قدرتهم على تحسس الطعوم.

إن الحصول على مزيد من المعلومات عن تأثير المورثات على إدارك الطعوم المختلفة يمكن أن يساعد هؤلاء الأشخاص على اختيار أطعمةٍ تُفيد القلب، مع المحافظة على متعة تناولها بدلًا من محاربة تفضيلاتهم الوراثية التي لا يملكون سُلطةً لتغييرها، وذلك بتثقيفهم عن الأنواع الغذائية المفيدة والمناسبة لهم في آن معًا، ويُذكر أنَّ جمعية القلب الأمريكية توصي بخفض استهلاك الصوديوم إلى ما لا يزيد عن 2300 ملغ يوميًا، علمًا أنَّ الكمية المثالية يجب ألا تتجاوز 1500 ملغ يوميًا، وتعود الكمية الأكبر من الصوديوم المستهلك إلى ملح الطعام الموجود في الأغذية المصنَّعة، والوجبات الجاهزة، ووجبات المطاعم، وتُعدُّ تلك الكميات الكبيرة إحدى عوامل خطورة ارتفاع ضغط الدم والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات الدماغية.

المصدر: هنا

للاطلاع على مقالاتنا السابقة عن الملح:

ملح الطعام هنا

الملح ودور خفي في الإصابة بالبدانة هنا

التقليل من الملح وأهميته في الوقاية من زيادة الوزن والشيخوخة المبكرة هنا

خطوات بسيطة لتقليل الملح في الطعام هنا

الملح في قفص الاتهام من جديد هنا

تقليل الملح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم هنا

الملح الزائد في الطعام يزيد معدل المشكلات القلبية عند مرضى السكري هنا