التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

دراسات جديدة: احتمال ارتباط حبوب منع الحمل بالإكتئاب عند النساء!

استمع على ساوندكلاود 🎧

ترتكز الأنباءُ الجديدةُ على دراسة أُعِدت من قبل باحثينَ في الدنمارك، لتحري فيما إذا كانت طرقُ منع الحمل الهرمونية مرتبطةً بالاكتئاب. تضمنت الدراسة أكثرَ من مليونِ امرأةٍ تتراوحُ أعمارُهن بين 15 و 34 عاماً ودون وجود قصةٍ سابقة للإصابة بالاكتئاب.

وجد الباحثون أن النساء اللواتي تناولن حبوبَ منع الحمل كُنَّ أكثرَ عرضةً لاستخدام مضادات الاكتئاب مقارنةً بغير المستخدمات بنسبة 23 %. غير أنهم من جهة أخرى لم يتمكنوا من معرفة الآليات المتواسطة في العملية أو كيف تتم العملية أساساً، وبالتالي لا ينصح الباحثون النساءَ بالتوقف عن استخدام مانعات الحمل، ومن الممكن عند إثبات الرابط أن يتم التنويه إلى الاكتئاب كأثر جانبي يضاف إلى نشرة مانعات الحمل الهرمونية.

الدراسة التي تمت في جامعة كوبنهاغن ونُشِرت في مجلة JAMA Psychiatry للطبّ النفسي ذُكِرت في الإعلام أيضاً، حيث قالت التلغراف: "لا تهدق الدراسة الدنماركية إلى إظهار أن حبوب منع الحمل سببٌ مباشَرٌ للاكتئاب، لكنها تشير إلى وجودِ ارتباطٍ مُقلِق بين النساء اللواتي يتناولنَ مانعات الحمل وأولئك اللواتي تم وصف مضادات الاكتئاب لهن". وهذا يخدم في الإشارة إلى أن هذا النوع من الدراسةِ ليس قادراً على إثبات السبب والتاثير".

لأي نوع من الأبحاث تنتمي هذه الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة إلى نمطِ “دراسات الأتراب”، وتهدف إلى التحققِ من وجود علاقةٍ بين استخدامِ مانعاتِ الحمل الهرمونية والاستخدامِ المستقبليِّ لمضادات الاكتئاب وتشخيص الإصابة به. هذا النوع من الدراسات قادر على إيجادِ روابطَ بين التعرض والنتيجة، لكنه غير قادرٍ على إثبات أن أحدها سببٌ للآخر. يبقى من المحتمل أن عواملَ أخرى كالقلقِ من الحمل أو تناول الأدوية بانتظام قد تساهم بالنتيجة.

ماذا تتضمن الدراسة؟

استخدم الباحثون بيانات من سجل الوصفات الطبية وسجل بحوث الطب النفسي المركزي في الدانمارك. تضمنت الدراسة نساءَ وفتياتٍ تتراوح أعمارهن بين 15 و 34 عاماً، يسكنَّ في الدنمارك، وقد تم تتبعهن منذ بداية كانون الثاني عام 2000 إلى شهر كانون الأول من عام 2013. استُبعِدت من الدراسة النساء اللواتي:

• تم تشخيص إصابتهن مسبقاً بالاكتئاب

• تم وصفُ مضاداتِ الاكتئاب لهن

• تم تشخيص إصابتهن بمرض نفسيٍّ رئيسي آخر

• مصابات بالسرطان

• مصابات بخثار الأوعية

• يخضعن لمعالجة العقم

صُنِّفت وسائلُ منعِ الحمل وفقاً لنوع الأستروجين والجرعة، ونوع البروجيسترون ووسيلة منع الحمل.

ماهي النتائج الاساسية التي تم الحصول عليها؟

تضمنت الدراسة أكثرَ من مليون امرأةٍ بمتوسط عمر حوالي 24 سنة. أثناء الدراسة 55.5% من النساء كن قد استخدمن مانعات الحمل الهرمونية طيلة فترة الدراسة أو بدأن بتناولها مؤخراً. تم اكتشاف أكثر من 133 ألفَ حالةِ وصفٍ لمضادات الاكتئاب للمرة الأولى، و23 ألفَ حالةِ تشخيصٍ لأول مرة بالاكتئاب أثناء سير الدراسة.

وبالمقارنة وجد الباحثون أن المستخدمات لمانعات الحمل قد شخصت إصابتهن بالاكتئاب، وتم وصف مضادات الاكتئاب لهن أكثرَ من غير المستخدمات. كما قام الباحثون بتصنيفِ الزيادةِ في خطرِ استخدامِ مضادات الاكتئاب اعتماداً على طرق منع الحمل إلى:

✓ النساء اللواتي يتناولن حبوبَ منع الحمل المشتركة (تحوي استروجين وبروجيسترون) كن 23 % أكثرَ عرضةً لتناول مضادات الاكتئاب.

✓ النساء اللواتي تستخدمن حبوب البروجسترون فقط كنَّ 34% أكثر خطراً.

✓ النساء اللواتي يستخدمن لصاقات منع الحمل (تحوي نورجيسترولمين) 100%

✓ النساء اللواتي يستخدمن الحلقة المهبلية (تحوي إيتونوجيستريل) 60%

✓ النساء اللواتي يستخدمن IUS(أداة داخل رحمية تحوي ليفونورجيستريل) 40%

وتم الحصول على نفس النتائج فيما يخص تشخيصَ الاكتئاب.

وجد الباحثون أيضا أن خطر الإصابة بالاكتئاب يتناقصُ مع تقدم العمر. فالمراهقات اللواتي يستخدمن مانعات الحمل الفموية المشتركة لديهن 80% زيادةً في خطرِ استخدامِ مضادات الاكتئاب، وأولئك اللواتي يتناولن الحبوب الحاوية على بروجيسترون فقط فلديهم 120 % خطورةً أعلى.

كيف قام الباحثون بتفسير النتائج؟

خلص الباحثون إلى أن استخدامَ مانعات الحمل الهرمونية - وخصوصاً من قبل فئة المراهقات - كان مرتبطاً بالاستخدام التالي لمضادات الاكتئاب والتشخيص الأولي للإصابة بالاكتئاب، مما يقترح وضع الاكتئاب كتأثيرٍ عكسي محتمل لاستخدام مضادات الحمل الهرمونية.

الخلاصة:

هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من وجود علاقة بين استخدام مضادات الحمل الهرمونية وتشخيص الإصابة بالاكتئاب مستقبلاً. قام الباحثون بمقارنة مستخدمات مانعات الحمل الهرمونية مع غير المستخدمات ووجدوا أن الفئة الأولى أكثر عرضة لوصف مضادات الاكتئاب لهن وتشخيص إصابتهن بالاكتئاب لاحقاً

إلا أن هناك عدداً من النقاط المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، مثل:

✓ هذه الدراسة غيرُ قادرةٍ على إثبات أن طرقَ منع الحمل مسؤولةٌ عن الاكتئاب، ولإيجاد روابط محتملة ينبغي إجراء بحث أوسع.

✓ بعض الارتباطاتِ ترتكز على مقارنة عدد صغير من الأحداث.

✓ خطرُ استخدامِ مضادات الاكتئاب وتشخيصُ الإصابة بالاكتئاب يبلغ ذروته بعد حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر من استخدام مانعات الحمل، لكنه يبدأ بعدها بالانخفاض.

قام الباحثون باختبار عدد من الوسائل الأخرى التي يمكن أن توضح النتائج. على سبيل المثال، تحرى الباحثون فيما إذا كان الأطباء أكثر ميلاً لوصف مانعات الحمل الهرمونية للنساء اللاتي كن يعانين من انخفاض في المزاج، أو فيما اذا كان البدء بعلاقة جنسية قد يؤثر على خطورة حدوث الاكتئاب. لقد وجدوا أنه لا شيء يمكنه أن يشرح بسهولة الرابط الذي يظهر عبر كل الأعمار وأنماط مانعات الحمل. وإنما يتطلب إثبات ذلك اجراء أبحاث أوسع، وإذا تم إثبات هذا الرابط في دراسات مستقبلية فإنه لا بد من إضافة الاكتئاب كأثر جانبي محتمل لمانعات الحمل الفموية.

المصادر:

هنا