علم النفس > الصحة النفسية

تأثير الألوان

استمع على ساوندكلاود 🎧

"الألوان كالملامح، تصف تغيرات المشاعر."بابلو بيكاسو

هل تشعر بالتوتر في غرفة صفراء؟ هل يجعلك اللون الأزرق تشعر بالاسترخاء؟

يدرك الفنانون والمختصون بالتصميم الداخلي أهمية الألوان في التأثير على المزاج والعواطف، بل إن الألوان أداة تواصل فعالة ويمكن أن تعبر عن فعل أو تؤثر على مزاج أو تتسبب بردات فعل نفسية.

بعض الألوان تم ربطها بارتفاع ضغط الدم، زيادة الاستقلاب، وإجهاد العين.

رغم محدودية البحوث المعنية بفكرة سيكولوجية الألوان واقتصارها على مجالات الفن والتسويق والتصميم وغيرها ولكن بعض الباحثين ألقوا الضوء على هذه الفكرة من خلال الملاحظات والاكتشافات التي وصلوا إليها فيما يتعلق بتأثير الألوان على المزاج والعواطف والسلوك.

بالطبع فإن انطباعاتك عن الألوان هي انطباعات شخصية إلى حد كبير وقد ترتبط بتجاربك أو ثقافتك.

على سبيل المثال، يعبر اللون الأبيض في العديد من الدول الغربية عن النقاء والبراءة، بينما يعبر لدى بعض الدول الشرقية عن الحداد.

الألوان بين الماضي والحاضر:

شاعت بين عدة ثقافات قديمة منها المصرية والصينية ممارسة العلاج اللوني أو الضوئي، ولا زال يستخدم هذا العلاج إلى يومنا هذا في الطب البديل، وقد استخدمت فيه الألوان التالية:

الأحمر: لتحفيز الجسم والعقل وتنشيط الدورة الدموية.

الأصفر: اعتقد بأنه جيد في تحفيز الأعصاب وتنقية الجسم.

البرتقالي: كان يستخدم في علاج الرئتين وزيادة مستويات الطاقة.

الأزرق: كان يعتقد بأنه فعال في علاج الأمراض وإزالة الألم.

الأزرق النيلي: اعتُقد بأن ظلاله تخفف من مشاكل الجلد.

يرى معظم علماء النفس بأن دور الألوان النفسي مبالغ فيه، كما أن تأثيراتها على المزاج مؤقتة فقط، فقد تبعث غرفة مطلية باللون الأزرق على الشعور بالطمأنينة إلا أن هذا التأثير لا يدوم سوى لمدة قصيرة.

إلا أن الأبحاث القائمة الآن تشير إلى أنه يمكن للألوان التأثير في الناس بطرق غير متوقعة.

وجد في إحدى الدراسات أن أقراص الدواء المزيف أو البلاسيبو الملونة بأحد الألوان الدافئة (أحمر، أصفر، برتقالي) فعالة أكثر من التلك الملونة بلون بارد (أزرق، أخضر، بنفسجي).

إدخال اللون الأزرق في إضاءة الشوارع يقلل من احتمالية حدوث الجرائم فيها.

تؤثر درجة الحرارة على تفضيلنا للألوان إذ يفضل الشخص الذي يشعر بالدفء الألوان الباردة، والعكس صحيح.

وفي دراسة حديثة، وجد أن اللون الأحمر يسبب زيادة في سرعة وقوة الأداء، الأمر الذي قد يكون مفيداً في الأنشطة الرياضية.

في دراسة شملت معلومات من دراسات سابقة، وجد أن احتمالية حصول اللاعبين على عقوبات ترتفع في حال ارتدائهم للون الأسود.

هل تؤثر الألوان على الأداء؟

بالطبع لا أحد يرغب في رؤية ورقة اختباره ممرغة باللون الأحمر، ولكن وجدت دراسة بأن رؤية اللون الأحمر قبل إجراء الاختبار تؤثر سلباً على الأداء، حيث شملت التجربة الأولى من التجارب الست المجراة ضمن هذه الدراسة 71 طالباً في الولات المتحدة، حصل كل منهم قبل البدء باختبار لمدة 5 دقائق على رقم اشتراك بأحد الألوان الأحمر أو الأخضر أو الأسود، وأظهرت النتائج بأن الطلبة ذوي الأرقام الحمراء أحرزوا نتائج أقل بـ20% من أولئلك الذين حصلوا على أرقام خضراء وسوداء.

رغم نمو الاهتمام بمجال سيكولوجية الألوان لكن لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تنتظر مزيداً من الأبحاث، كيف تؤثر الألوان على حياتنا وسلوكياتنا؟ هل يمكن للألوان أن تستخدم يوماً ما في زيادة إنتاجية العمال أو أمان أماكن العمل؟ ما هي الألوان التي يمكنها التأثير على المستهلكين؟ هل تفضل نوعيات معينة من الشخصيات ألواناً معينة؟

إذاً، يجد الباحثون أن للألوان تأثير على مشاعرنا وسلوكنا إلا أن هذه التأثيرات تختلف بحسب الأشخاص والثقافات والظروف.

المصدر:

هنا