الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة السياسية

الليبرالية (2)

استمع على ساوندكلاود 🎧

وفي الجزء الثاني من مقالنا حول النظرية الليبرالية سنذكر أنواع الليبرالية الأخرى وهي..

3- الليبرالية التيلولوجية

وهي نظرية أخلاقية تؤكد على أن المؤسسات السياسية الليبرالية تسوغ بالطريقة التي يتطور بها الأفراد كوكلاء أخلاقيين. أهم أعلام هذه النظرية الأوائل آين راند، على الرغم من أن كتاباتها تم تجاهلها من قبل الكثير من الأكاديميين، إلا أن أفكارها تطورت بإسهامات فلاسفة آخرين مثل تارا سميث و دوعلاس راسموسين. يشبة هذا التيارالليبرالية النفعية في التأكيد على أن المؤسسات تقيم بمدى ما تنفع، ليس كميا كما ذهبت إليه النفعية الكمية بل بالمدى الذي تجعل الأفراد مزدهرين متطورين، والازدهار هنا قيمة تتحقق بأفعال الأفراد أنفسهم.

4- الأناركية الرأسمالية:

الأناركية الرأسمالية تدعي أنه لا يوجد أي مبرر لوجود دولة (وهنا تكمن فوضويتهم) والمهام التقليدية للدولة يجب أن تقوم بها التجارة والإنتاج الطوعي من قبل الأفراد (وهنا تكمن رأسماليتهم) ويمثل هذا الاتجاه تحديا لليبراليين الكلاسيكيين المعتدلين ولدولة الحد الأدنى.

5- الليبرالية التعاقدية

تقول أن المبادىء الأخلاقية تبرر فقط إذا كانت نتاجا لتعاقد بين الأفراد، تطورت هذه الفكرة من قبل جان نارفيسون في كتابه: الفكرة الليبرالية 1988، محاولا أن يوضح كيف أن الأفراد العقلانيين، يتفقون على حكومة تأخذ بعين الاعتبار الحرية السلبية كأساس وحيد في صنع السياسة. وهي بذلك تتفق مع معظم الليبرالييم في تأكيدهم على الحرية السلبية. ولكن الليبراليون اليساريون أكدوا على أن دعم كل من الحقوق السلبية والإيجابية معا يعزز من الحرية الفردية.

هنا يجب التأكيد على تمييز الليبراليين بشكل عام ما بين الحرية الإيجابية والحرية السلبية، فالأولى تتحقق عندما يكون لدى الشخص فرصة وقدرة على القيام بما يرغب به، بينما تعني الحرية السلبية أن هناك غيابا لكل التدخلات الخارجية من قبل الآخرين والمانعة للفرد من تحقيق رغباته.

فالشخص المريض غير القادر على الأكل لديه حرية سلبية لا يوجد أحد يمنعه من الأكل لكن حريته الإيجابية غائبة بمعنى أنه غير قادر على الأكل. وقد أكد الليبراليون على الحرية السلبية، فمثلا حق عدم الاعتداء هو حق سلبي لأنه يجبر الآخرين على عدم الاعتداء، أما حقوق الرعاية، هي حق إيجابي بما أنها تتطلب من الآخرين أين يزودوك بالمال أوالخدمات.

مما تقدم، يشكل عدم التدخل الذي يمثل بالنسبة لجميع الليبراليين موضوعا للحق السياسي أو القانوني: حق الملكية والحرية الاقتصادية، نوعا من الحق السلبي المشتق عن مفهومهم للحرية السلبية. ومع ذلك، حينما نذكر دفاع الليبراليين عن دولة الحد الأدنى من التدخل، فإنه يجب التمييز بين مجموعتين، مجموعة الرأسماليين الفوضويين والتي تؤمن بأنه حتى دولة الحد الأدنى ضخمة، وأن الاحترام المناسب لحقوق الأفراد يتطلب زوال الحكومة بالتزامن مع تزويد خدمات حمائية من قبل الأسواق الخاصة. من ناحية أخرى، هناك الليبراليون الكلاسيكيون، الذين يميلون إلى مشاركة الليبراليين ثقتهم في الأسواق الحرة وشكهم في قوة الدولة، لكنهم يرغبون أكثر في ترك مكان أكبر للعمل الإكراهي من قبل الدولة.

وقد وجهت انتقادات عديدة ولاسيما لليبرالية النفعية في أن الأسواق الرأسمالية تعاني من مجموعة من المشكلات منها قلة في السلع العامة وهذا مايستدعي بعضا من الحماية من قبل الحكومة.

المرجع:

هنا