علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

اكتئاب مابعد الولادة

استمع على ساوندكلاود 🎧

العديد من الإمهات قد يمرون لفترة بمرحلة تدعى postpartum baby blues بعد الإنجاب، والتي تتضمن عادةً تأرجُحًا بالمزاج، نوبات بكاء، قلقًا، وصعوبةً في النوم. عادةً يبدأ ضمن أول ثلاثة أيام بعد الإنجاب، وقد يدوم لإسبوعين.

بعض الأمهات يختبرنَ حالةً أكثر حدةً، وأطول مدةً، وهي اكتئاب مابعد الولادة postpartum depression. ونادراً مايُطوِّرن اضطرابًا شديدًا في المزاج يدعى بذهان مابعد الولادة postpartum psychosis.

إنًّ اكتئاب مابعد الولادة ليس اضطراباً بالشخصية أو ضعفًا، إنما وبكل بساطة هو من مضاعفات الإنجاب.

الأعراض:

تختلف من معتدلة لحادة

* postpartum baby blues :أحزان ما بعد الولادة قد تتضمن الأعراض:

تأرجُح في المزاج

قلق وحزن ونوبات بكاء

انزعاج وتهيُّج

نقص في التركيز

اضطرابات في الشهيَّة واضطرابات في النوم

العلاج:

عادةً يختفي بعد عدة أيام لأسبوعين... وخلال هذه الفترة عليك أن تحصلي على مزيد من الراحة وتتقبلي المساعدة من العائلة والأصدقاء

وأن تخصصي وقتاً لتعتني بنفسك، و تجنبي الكحول والأدوية التي قد تجعل من تقلبات المزاج أسوأ.

*اكتئاب مابعد الولادة postpartum depression :

والأعراض هنا أكثر حدة، وتدوم لمدة أطول وفي النهاية قد تؤثر على قدرتك على الاعتناء بطفلك وصعوبة في انجاز مهامك اليومية.

الأعراض تتطور عادةً في الأسابيع الأولى بعد الولادة، لكنه قد يتأخر في الظهور حتى 6 أسابيع وتتضمن الأعراض:

مزاج كئيب وتقلّبات شديدة في المزاج.

نوبات بكاء شديدة.

صعوبة التواصل مع الطفل وفقدان الشعور بالارتباط.

الانعزال عن العائلة والأصدقاء.

فقدان الشهية أو تناول الطعام بكمياتٍ كبيرة.

عدم القدرة على النوم أو النوم لفترات طويلة.

شعور قاهر بالتعب وفقدان الطاقة.

عدم الاستمتاع بنشاطات اعتدتِ أن تستمتعي بها.

هياج وغضب شديدين.

الخوف من أنَّك لستِ أماً جيدة.

الشعور بعدم الفائدة والعار والذنب والنقص.

صعوبة في التفكير والتركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.

قلق حاد ونوبات هَلَع.

أفكار بإيذاء نفسك أو طفلك قد تنتهي بالانتحار.

اكتئاب مابعد الولادة غير المعالج قد يدوم لأشهر وربما أكثر.

العلاج:

يعالج من قبل الطبيب النفسي الذي يساعدك على التغلب على مخاوفكِ والتعامل مع مشاعركِ بشكل أفضل، أن تصيغي أهدافًا واقعية وتستجيبي للظروف بطريقة إيجابية.

عادةً العلاقات العائلية والصداقات قد تساعدك.

بالإضافة لمضادات الاكتئاب التي لاتسبب مشاكلًا مع الإرضاع.

من المهم أن تتابعي العلاج بعد تحسُّن الأعراض لأنَّ إيقاف العلاج المفاجئ يسبب نكس الحالة.

*ذهان مابعد الولادة postpartum psychosis :

حالة نادرة، تظهر ضمن الاسبوع الأوَّل بعد الإنجاب، الأعراض والعلامات حادّة للغاية، وتتضمن:

ارتباك وفقدان حس الاتجاه.

أفكار وسواسية هوسية حول طفلك.

اضطرابات في النوم.

اضطراب الشخصية المُرتابة "جنون الشك".

الشروع بإيذاء نفسك أو ايذاء طفلك.

ذهان مابعد الولادة قد يقود لأفكار وأفعال مهدّدة للحياة، وتتطلب العلاج الفوري.

العلاج:

يتطلّب العلاج بالمشفى، مع مجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب، ومضادات الذهان، ومهدّئات المزاج يمكن أن تُستخدم للسيطرة على الأعراض.

في حال لم تستجب للعلاج الدوائي هناك العلاج الكهربائيECT، وهو تطبيق قدرٍ صغير من تيار كهربائي على الدماغ لينتج أمواجًا دماغيةً تشبه التي تحصل خلال النوبات، ويسبب تغيّرات كيميائية تخفف الأعراض، خاصة عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى.

في الحقيقة إنَّ ذهان مابعد الولادة يشكّل تحدّيًا للأم وقدرتها على الارضاع والاعتناء بطفلها كما أنه يؤثر على الرضيع.

*من المهم جداً أن تراجعي طبيباً إذا كانت العلامات والإعراض تمتلك هذه الخصائص:

لم تختفِ أو تخف بعد اسبوعين.

عندما تصبح أسوءَ مع الوقت.

إذا جعلت من الصعب عليك أن تعتني بطفلك وأن تكملي مهامك اليومية.

عندما تتضمن أفكارًا بإيذاء نفسك أو إيذاء طفلك.

إذا كان لديك هواجس انتحارية سارعي بطلب المساعدة .

بعد أن تكلمنا عن جميع حالات اكتئاب بعد الولادة نتحول لنذكر أهم الأسباب المؤدية لذلك إلا أننا لا يمكننا القول أن هناك سببًا واحدًا صريحًا لهذه المشكلة لكنّ المشاكل العاطفية والجسدية تلعب دورًا هامًا نذكر منها:

_التغيرات الجسدية: بعد الإنجاب هناك انخفاضٌ هائلٌ في الهرمونات "الاستروجين والبروجسترون" في الجسم خلال 24 ساعة بعد الولادة والذي يقود للاكتئاب.

بالإضافة لهرمونات أخرى مفرزة من الغدة الدرقية، والتي تنخفض أيضاً بشكل حاد، والتي تترككِ منهكةً غيرَ مباليةٍ ومكتئبة.

_التغيرات العاطفية: يمنعك الاعتناء بطفلك من النوم وأنتِ منهكةٌ مرهقةٌ وبالتالي سيصعب عليك التعامل مع أصغر المشاكل، لربما أنتِ خائفة من قدرتك على التعامل مع المولود الجديد، تشعرين بأنك أقل جاذبية، تتصارعين مع شعورك بفقدان الهوية، والسيطرة على حياتك... كل هذه المشاعر تساهم في التسبب بإكتئاب مابعد الولادة.

عوامل الخطورة:

تاريخ سابق بالاكتئاب ولربما في تاريخ العائلة.

اضطراب ثنائي القطب.

ضغوطات خلال فترة الحمل مثل مضاعفات أثناء الحمل أو المرض أو فقدانكِ لعملكِ.

لديك طفل مع مشاكل صحية واحتياجات خاصة.

تعانين من صعوبة في الإرضاع.

مشاكل مع الزوج أو الشريك.

مشاكل مالية.

حمل غير مخطط له أو غير مرغوب به.

المضاعفات:

يتدخل في علاقة الأم والطفل ويسبب مشاكل عائلية، هذه المشاكل هي:

للأم: قد يدوم لأشهر وأكثر ويتحول لاضطراب اكتئابي مزمن، ويزيد من نسبة حدوث الاكتئاب الكبير لدى الأم.

للأب: يسبب مشاكل عاطفية لكل شخص مقرب من الطفل، وعندما تكون الأم مكتئبة فإنّ خطورة حدوث اكتئاب لدى الأب تزيد، والذي هو في الحقيقة مهدد بهذا الاكتئاب سواء أصيبت به الأم أم لا.

للطفل: يسبب مشاكل عاطفية وسلوكية. مثل صعوبة في النوم والأكل، بكاء شديد، فرط نشاط وقلة انتباه، تأخر في التطور اللغوي لدى الطفل.

في النهاية علينا أن نقدّم لكِ بعض النصائح:

اكتئاب مابعد الولادة ليس شيئاً يمكنكِ تخطّيه بمفردكِ لكن بعض الأشياء يمكنها أن تساعدك في الوقاية و الشفاء وتدعم خطة العلاج:

*اختاري نظامَ حياةٍ صحي يتضمَّن النشاط الفيزيائي وتناول طعام صحي.

*ضعي توقعات واقعية: لستِ أماً خارقة، تنازلي عن فكرة العائلة المثالية، ولا تضغطي نفسك لتحقيق كل شيء، فقط أنجزي ما تستطيعين.

*خصصي وقتاً لنفسك، تأنقي، غادري المنزل وامضي وقتًا مع شريكك.

*تجنبي العزلة، واسألي عن تجارب أمهات أخريات.

*اطلبي المساعدة

وتذكري دائماً أنَّ أفضل طريقة لتعتني بطفلك هي أن تعتني بنفسك.

المصادر:

هنا

هنا