علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الهرمون الجنسي ورغبةُ الرجال في الإنجاب

أظهر بحثٌ نشرته مجلة Psychological Science التابعة لجمعية العلوم النفسية Association for Psychological Science أنّ رغبةَ الرجال في إنجاب الأطفال وحبِّهم لهم مرتبطةٌ باستجابتهم الفيزيولوجية لمواد جنسية صريحة حيث كان ارتفاعُ التستوستيرون الهرمون الذكري منخفضاً لديهم مقارنة بارتفاعه لدى الرجال الأقل رغبةً في إنجاب الأطفال أو الأقل تعلّقاً بهم.

ويقول (Dario Maestripieri) الباحثُ الرئيسي للدراسة من جامعة شيكاغو: "أظهرت النتائج أنّ هناك ارتباطاً قوياً بين العقل والجسم، حيث يرتبط حبّ الأطفال أو عدمه بمدى استجابة جسم الرجل و بالتحديد هرمونه الذكري التستوستيرون للمثيرات الجنسية. وتقترح هذه النتائج أنّه يمكن أن نمّيز بين الرجال الأكثر توجّهاً للأبوة من الأقل توجّهاً نحو ذلك حتى قبل أن يتخذوا قرار الزواج وإنجاب الأطفال."

وتبعاً لنظرية الحياة التطورية، فإنّ هناك مفاضلةً بين قدرة الفرد على استثمار موارده وثروته في الزواج والمواعدة من جهة وبين استثمارها في الأبوة من جهة أخرى... ويفترض الباحثون أنّ الهرمون الذكري الرئيسي التستوستيرون قد يُشكّل الآلية الفيزيولوجية التي تقف خلف هذه المفاضلة.

وإن كان الأمر كذلك فإنّ الرجالَ الأكثر رغبةً في الأبوة و يتّبعون استراتيجية الحياة البطيئة، يُظهر التستوستيرون لديهم زيادةً طفيفةً لإشارات التزاوج مقارنةً بمن يميلون أقل للأبوة وينتهجون استراتيجية الحياة السريعة.

وقد تطوّع في استبيانِ البحث مئةُ شابٍ أغلبهم من طلاب الجامعة، متغايرو الجنس (ينجذبون للجنس الآخر) ولم يكن أيٌّ منهم أباً،حيث أتمّوا استبياناً من 12 بنداً يقيس اهتمامَهم بالأطفال وردّة فعلهم تجاههم في سناريوهات مختلفة. ثم أكملوا استبيانًا آخر من 20 بنداً يُحدّد استراتيجيتهم في الحياة (سريعة-بطيئة)، وقدّر المشاركون في الاستبيان مدى موافقتهم على عبارات مثل (يجب أن أرتبط بشخصٍ ما ارتباطاً وثيقاً ويكون قريباً مني قبل أن أمارس معه الجنس) أو (أتلقى الدعم العاطفي والعملي من أنسبائي)...

وبعد ذلك وضعوا عينات من اللعاب لفحص مستوى التوستسترون لديهم ثم تُركوا لوحدهم في غرفة الاختبار لمتابعة فيديو جنسي من 12 دقيقةً، ثم أُخذت عينات اللعاب مرة أخرى فور انتهاء الفيديو، ومن ثم أخذوا عينةً جديدةً بعد 10 دقائق. و كما توقع الباحثون فإنّ الشبّان الذين أظهروا اهتمامًا أكبر بالأطفال أظهروا ميلاً أقوى نحو العائلة و العلاقات طويلة الأمد (استراتيجية الحياة البطيئة) مقارنةً بمن أظهروا اهتماماً أقل بالأطفال.

والأهم، أظهرت عيّنة المُهتمين بالأطفال زيادةً أقل في مستوى التستوستيرون استجابةً للفيديو الجنسي، ولم يتأثر هذا بالحالة العاطفية للمشاركين، إن كان متزوجاً أم لا. ولم يُظهر مستوى التستوستيرون في العينة الأساسية أيَّ دليل لارتباطه بمدى اهتمام المشاركين بالأطفال؛ أي لم ترتبط النتائج بعمل التستوستيرون بشكلٍ عام وإنما باستجابته للمثير الجنسي.

ويختم Maestripieri بقوله: (يُثار الشباب الذين لا يحبون الأطفال فزيولوجياً بالمثيرات الجنسية المرئية، وهذا ما يجعل وجهة نظر تاريخ الحياة منطقية، فهؤلاء الشباب يعيشون في نمط الحياة السريعة)، حيث ينجذبون إلى الشركاء الجدد و ينتهزون أيَّ فرصةٍ جنسية جديدة سانحة.

المصدر:

هنا