الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

متلازمة العسرة التنفسية الحادة ARDS

متلازمة العسرة التنفسية الحادة ARDS

Acute Respiratory Distress Syndrome

تُعدُّ متلازمة العسرة التنفسية الحادة من الحالات المهددة للحياة التي تحتاج إلى تدبير سريع وربّما وضع المريض على المِنفَسَة، فلنتعرف في مقالنا هذا على هذه المتلازمة وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها...

تُعدُّ متلازمةُ العسرة التنفسية الحادة من الحالات المهددة للحياة التي تتطور بسرعة كبيرة، إذ تتأذى الرئتان كثيراً وتعجزان عن أداء وظيفتهما التنفسية بإيصال الأوكسجين إلى الدم، وقد ذكر المعهد الوطني للقلب والرئة والدم في الولايات المتحدة إنَّ حوالي 190 ألفاً من سكان الولايات المتحدة الأميركية يُصابون بهذه المتلازمة.

شُخصت لأول مرة عام 1967، ويجب تفريقها عن متلازمة العسرة التنفسية التي تحدث عند الأطفال والخدج؛ إذ تحدث متلازمةُ العسرة التنفسية الحادة نتيجةً لأذية الأوعية الدموية الصغيرة في الرئة، وبالتالي تتراكم السوائل داخلَ الأكياس الهوائية المرنة المسماة "الأسناخ" داخل الرئة، وعندما تتراكم هذه السوائل فهذا يعني أنَّ كميةً أقلّ من الأوكسجين ستصل إلى الدوران الدموي، وأيضاً فإنَّ امتلاءَ الرئتين بالسوائل يجعلُهما أثقلَ وأكثرَ صلابةً ما يعيق تمدُّدَهما للحصول على الأوكسجين.

ما أعراضُ متلازمة العسرة التنفسية الحادة؟

تتراوح شدة أعراض هذه المتلازمة وفقاً لسببها، كما تختلفُ الأعراض تبعاً لوجود مرض قلبي أو رئوي آخر. ونذكر من هذه الأعراض:

• زلةٌ تنفسية شديدة (ضيق في النفس).

• تنفسٌ سطحي وسريع labored.

• انخفاضُ الضغط الدموي.

• تسرُّع القلب.

• التعبُ الشديد.

• تشوُّشٌ ذهني.

تنتج الأعراضُ الثلاثُ الأخيرة عن انخفاض مستوى الأوكسجين في الدم. وهناك أعراضٌ أخرى تنجم عن السبب الذي أدى إلى حدوث العسرة التنفسية الحادة كالألم الصدري وارتفاع الحرارة في حال كانت ذاتُ الرئة هي المسببَ الرئيسي لهذه المتلازمة.

ما أسبابها؟

تنجم متلازمةُ العسرة التنفسية الحادة عن تسرُّب السوائل من الأوعية الدموية الصغيرة في الرئة إلى الأكياس الهوائية الصغيرة (الأسناخ) حيث يُؤكسَجُ الهواء ما يعيق الأسناخ عن أداء عملها. يوجد في الحالة الطبيعية غشاء حامٍ يبقي السوائل ضمن الأوعية، ولكن يؤدي المرض الشديد والإصابة الشديدة إلى تخفيف كفاءة هذا الغشاء وإلى تسرُّب السوائل منه.

ومن أهم أسباب حدوث متلازمة العسرة التنفسية الحادة:

• الإنتان: يعدُّ الإنتانُ المنتشرُ في الدم من أبرز أسباب العسرة التنفسية الحادة.

• استنشاقُ المواد المؤذية: قد يكون استنشاقُ الدخان أو الأدخنة السامة بتراكيزَ عاليةٍ سبباً لهذه المتلازمة، وكذلك استنشاقُ المفرزاتِ المعدية.

• ذاتُ الرئة الشديدة.

• إصاباتُ الرأس أو الصدر: كما في حوادث السير التي تؤذي الرئةَ أو جزءَ الدماغ المتحكم بالتنفس.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الحالاتِ السابقةَ كلَّها لن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة العسرة التنفسية الحادة، فحتى الآن ليس من الواضح تماماً الآليةُ التي تجعل أصحابَ الحالات السابقة يُصابون بمتلازمة العسرة التنفسية أو لا يصابون بها.

ما عوامل الخطورة للإصابة بهذه المتلازمة؟

معظمُ الناس الذين يُطورون متلازمةَ العسرة التنفسية هم من مقيمي المشافي لأسباب أخرى، وكثيرٌ منهم مرضى حرجون بشدّة، وأكثرهم عرضةً لتطوير هذه المتلازمة هم المصابون بإنتان الدم، وكذلك لُوحظ أنَّ بعضَ المدخنين ومدمني الكحول (لمدة طويلة خاصةً) أكثرُ عرضةً للإصابة بهذه المتلازمة، وقد تكون سبباً في وفاتهم.

ما اختلاطاتُ متلازمة العسرة التنفسية الحادة؟

تُعدُّ هذه المتلازمةُ خطيرةً للغاية، ولكن بسبب تحسُّن الظروف العلاجية فقد تحسَّن إنذارُها، وقلَّ عددُ الوفيات الناجمة عنها، ولكن قد يعاني من ينجون من هذه المتلازمة بعضَ الاختلاطات نذكر منها:

• تندُّب الرئة (تليف الرئة): قد يحدث تندُّب وتسمُّك الغشاء بين الأسناخ الرئوية بعد عدة أسابيع من الإصابة بهذه المتلازمة وهذا يصلّب الرئةَ ما يُصعِّبُ الطريقَ أمامَ الأوكسجين للعبور من الأسناخ الهوائية في الرئة إلى الدم.

• انخماصُ الرئة (الريح الصدرية): تُستعمل المِنفَسَة عند العديد من مرضى هذه المتلازمة وهي آلةٌ تعمل على ضخ الهواء بضغط إيجابي عالٍ إلى داخل الرئة.

• خثرات الدم: المكوث في غرفة العناية المشددة دون حراك مدةً طويلةً قد يَزيد أهبة الإصابة بالخثرات، وإطلاق الصُّمَّات لأنحاء الجسم (الصُّمَّة الرئوية).

• التعرُّض للإنتانات: بسبب أنبوب المِنفَسَة الذي قد يجعل وصولَ البكتريا إلى الجهاز التنفسي أسرع، لذلك لا بد من الاهتمام بالعقامة كثيراً.

• اضطراب الذاكرة: قد تؤدي المستوياتُ المنخفضةُ من الأوكسجين إلى مشكلاتٍ في الذاكرة وبعض المشكلات الاستعرافية التي قد تكون مؤقتةً أو تستمر مدةً طويلة.

• اختلالُ وظائف الرئة.

كيف تُشخَّص هذه المتلازمة؟

لا يوجد فحصٌ واحدٌ محددٌ يُمكِّن من تشخيص هذه المتلازمة، إذ يُلاحظ الطبيب بإجرائه الفحص السريري عند وضع سماعته على الصدر أصواتاً تنفسية غير طبيعية تُسمَّى "الخراخر" وتكون دليلاً على وجود الماء في الرئة، عادةً ما يكون ضغطُ الدم منخفضاً، كما تُشاهد الزرقة على المريض (ازرقاق الشفاه والجلد والأظافر بسبب نقص الأوكسجين).

ومن الفحوص المجراة لتشخيص الـ ARDS:

• غازاتُ الدم الشريانية.

• الفحوصُ الدموية كتعداد الدم والصيغة

• زرعُ الدم والبول.

• تنظيرُ القصبات عند بعض المرضى.

• صورةُ صدر بسيطة.

• تصويرٌ طبقي محوري للرئة Lung CT Scan.

• زرعُ القشع.

• قد يُجرى فحص إيكو قلبي لاستبعاد قصور القلب الذي قد يكون مشابهاً لمتلازمة العسرة التنفسية بصورة الصدر البسيطة.

كيف تُعالج هذه المتلازمة؟

عادةً ما يحتاج مرضى هذه المتلازمة إلى دخول غرفة العناية المشددة، ويهدف العلاج إلى توفير الأوكسجين للمريض، بالإضافة إلى علاج السبب الكامن وراء هذه المتلازمة، فعلاجُ هذه المتلازمة هو علاجٌ داعمٌ ريثما تتحسن الرئة وتعود لأداء وظيفتها. قد تُستخدم المِنفَسَة لإعطاء كمياتٍ كبيرة من الأوكسجين بضغط إيجابي عالٍ إلى الرئة المتضررة. يتضمَّن علاجُ السبب إعطاءَ بعض الأدوية لعلاج الإنتان، وتخفيف الالتهاب، وإزالة السوائل من الرئة. ولا بدَّ من مراقبة المرضى وإعطائهم المحاليلَ الوريديةَ وتوفيرِ التغذية لهم إما وريدياً أو بوساطة أنبوب أنفي معدي، بالإضافة إلى المميعات للحماية من الخثرات والتسكين، كما يعمل الأطباء على حماية الرئة من أي اختلاطات.

قد يستغرق المرضى عدّة أشهر وربما سنواتٍ للتعافي التام من متلازمة العسرة التنفسية الحادة، ويَنصح الأطباء بما يُسمَّى إعادةَ التأهيل الرئوي؛ إذ تهدف هذه الوسائل إلى تقوية الرئة وزيادة فاعليتها من جديد.

يمكنكم قراءة مقالاتنا السابقة عن الجهاز التنفسي:

هنا

هنا

هنا

أمراض الجهاز التنفسي:

هنا

هنا

هنا

المصادر:

هنا

هنا