الطب > مقالات طبية

إنجاب طفل من ثلاث مجموعات جينية: امرأتين ورجل

أطفال من ثلاثة آباء يمكن أن تصبح حقيقة قريباً

/p>

لأن وظيفة العلم هي البحث الدائم عن حلول مبتكرة لأيّ مشكلاتٍ تواجه البشرية، ولأنه يهدف إلى تحسين سويّة حياتنا بشكلٍ دائم، طور العلماء هذا الحلّ الثوري لتحسين سوية حياة اولئك الأمهات اللواتي تعانين من امتلاكهنّ لخلل في مورثات الميتاكوندريا.

نصحت المنظمة البريطانية للتلقيح والأجنّة البشرية (HFEA) الحكومة البريطانية بشأن قانون جديد يتعلّق بالإخصاب في المُختَبَر (أو طفل الأنبوب، اختصاراً IVF). صُمِّمت التقنيات الحيوية الجديدة في الإخصاب في المختبر بهدف الحيلولة دون انتشار الأمراض الوراثية التي تنتقل عن طريق الميتوكوندريا (المُتقَدِّرات).

والميتوكوندريا هي عُضَيّات خلويّة يسمّيها العلماء (مصنع الطاقة) بالخلية، وتمتلك هذه العضيّات الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين (DNA) الخاص بها، المنفصل والمستقلّ تماماً عن الحمض الريبي النووي الأساسي للخلية والموجود في النواة. ويعتقد معظم علماء الأحياء بأنّ الميتوكوندريا كانت قبل ملايين السنين خليةً جرثوميةً خارج الخلية الأم، التي انتشرت منها السلالات البيولوجية.

هناك مجموعة من الأمراض سببها خلل بالحمض الريبي النووي للميتوكوندريا، مثل حالات الاختلال العقلي وفقد البصر والخَرَف dementia والنوبات الاختلاجيّة (كالصّرع)، وقد يصل الأمر إلى الوفاة. ولكن من الممكن أن يكون مستوى الخلل في الحمض الريبي النووي DNA للميتوكوندريا منخفضاً، ممّا يمنع ظهور المرض.

يوجد في بريطانيا 5 آلاف شخص يعانون من أمراض بسبب الخلل في الميتوكوندريا. ومن المعروف أنّ البشر يرثون الحمض النووي للميتوكوندريا من الأم حصرياً، وهذا لأن ميتوكوندريا النطاف لا تدخل إلى البويضة أثناء عملية الإلقاح. حالياً هناك طريقة للنساء للتأكّد من مستوى الخلل في الحمض النووي للميتوكوندريا الموجودة داخل البويضات، وهذه الطريقة تسمح لهنّ بتحديد احتمالية إنجاب طفل يعاني من مرض ينتقل عبر الميتوكوندريا. ولكن هل نستطيع منع المرض بحدّ ذاته؟؟

قام العالم شكرت ميتاليبوف Shoukhrat Mitalipov، من مركز البحوث على الرئيسيات (رتبة تضمّ القردة والبشر) في مدينة بيفيرتون Beaverton في الولايات المتحدة الأميركية، بتطوير تقنية للإخصاب في المختبر تمنع انتشار أمراض الميتوكوندريا. هناك طريقتان للتلقيح في هذا السياق: في الطريقة الأولى يُخرِج العلماء النواةَ من البويضة الحاوية على الميتوكوندريا ذات الخلل الوراثي، ويتخلّصون من النواة الموجودة في البويضة السليمة (وهي البويضة المأخوذة من امرأة أخرى مانحة donor، غير الأم الأصلية التي ستحمل الطفل)، ومن ثَمَّ يضعون النواة التي أخرجوها من البويضة الأولى في البويضة الثانية (ذات الميتوكوندريا السليمة)، ويلقّحون هذه البويضة المركّبة التي نتجت (composite egg) بنطاف الرجل، ومن ثم يتمّ زرعها في رحم المرأة- الأم.

في الطريقة الثانية يجري إخصاب أو تلقيح البويضة الأولى الحاوية على ميتوكوندريا ذات خلل، كما يجري إخصاب البويضة الثانية السليمة (التي تبرّعت بها المرأة الأخرى)، ومن ثمّ يُخرجون النواة من الأولى ويضعونها في البويضة الثانية. وهذه الطريقة طوّرها علماء في جامعة نيوكاسل البريطانية.

استطاع ميتاليبوف إنتاج (بالتوالد) 5 قردة من نوع ماكاك macaque بهذه الطريقة، وأجرى مؤخّراً تحديثاً لطريقته الأولى من أجل تطبيقها على البشر، وكذلك العلماء من جامعة نيوكاسل يسعون نحو ذلك. وحسب رأي ميتاليبوف فإنّه أجرى جميع البحوث الممكنة على الحيوانات.

تعديل:

أشارت مصادر إخبارية حديثة إلى أنه قد تم بالفعل البدء في تطبيق هذه التقنية في الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يبدو بأنها قد استخدمت للمرة الاولى عام 1990 في مركز St Barnabus من قبل الطبيب Dr Jacques Cohen وفريقه في ولاية نيوجرسي في الولايات المتحدة، وقد بلغ عدد الأشخاص المولودين بهذه التقنية 17 شخصاً من هذا المركز و33 شخصاً من مراكز أخرى حول العالم، جميعهم بصحة جيدة وقد تم فحصهم للتأكد من عدم إصابتهم بأي اختلاطات أو مشاكل صحية طويلة الأمد، ولكن لم يتم حتى الآن تشريع استخدامها بشكل واسع بسبب المسائل الأخلاقية المرتبطة بها والتي لا تزال مثار جدل واسع.

فما رأيكم أنتم؟ هل يجب على الحكومات أن تسمح بهذا أم لا ؟

ترجمة: عبد القادر خيرالله

المصدر: هنا

هنا

هنا

photo credit: Alami