الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

الكاكاو.. جائزةٌ شهية للدماغ

يوجد الفلافانول Flavanols بشكلٍ خاص في حبوب شجرة الكاكاو كما أنه يوجد في العديد من الأطعمة والمشروبات، كالشاي والنبيذ الأحمر والتوت والتفاح والأجاص والكرز والفول السوداني.

يندرج الفلافانول ضمن أنواع المغذيات النباتية، ولقد تمت دراسته في الكاكاو منذ سنوات عديدة، وأظهر قدرة في المساعدة على خفض ضغط الدم، وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ والقلب، ومنع تشكل الخثرات الدموية، ومحاربة تضرر الخلايا.

ويوضح عالم الأعصاب Miguel Alonso-Alonso إن الآلية وراء تأثيراته المذكورة لدى الإنسان لم تعرف بعد، إلا أن الدراسات على حيوانات التجربة أثبتت أن الفلافانول يسهل الاتصال بين خلايا الدماغ والمحافظة عليها من السموم والتأثيرات السلبية للالتهابات.

اختبر باحثون إيطاليون تأثير مادة الفلافانول Flavanols في الكاكاو لدى 90 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 61 و85 ممَّن لا يعانون من مشاكل في الذاكرة ومهارات التفكير. وقد وُزِّع المشاركون على مجموعات وقاموا بشرب منقوعٍ يحوي مستويات مختلفة من فلافانول الكاكاو بشكل يومي؛

• المجموعة الأولى مستويات منخفضة من فلافانول الكاكاو (48 ملغ).

• المجموعة الثانية كميات متوسطة من فلافانول (250 ملغ).

• المجموعة الثالثة مستويات عالية من الفلافانول (993 ملغ).

لوحظ بعد ثمانية أسابيع أن أفراد المجموعتين الثانية والثالثة قد أبدوا تحسناً ملحوظاً في اختبارات الانتباه، والوظائف التنفيذية، والذاكرة. وتم نشر النتائج التي توصلت إليها الدراسة في مجلة American Journal of Clinical Nutrition أواخر العام 2014.

يذكر أن دراسة سابقة في العام 2012 توصلت إلى أن الاستهلاك اليومي من فلافانول الكاكاو قد ترافق مع تحسن في مهارات التفكير لدى كبار السن الذين يعانون بالفعل من مشاكل ذهنية تعرف بالاعتلال الإدراكي المعتدل Mild cognitive imparment (MCI). وتشترك هاتان الدراستان باكتشاف تأثير الفلافانول على خفض ضغط الدم وتحسين حالة مقاومة الإنسولين في الجسم.

إذاً، ماذا علينا أن نفعل كي نحصل على حاجتننا من هذا المركب؟

يمكن لكل شخص أن يحصل على كمية من فلافانول الكاكاو عن طريق المكملات الغذائية ومساحيق الكاكاو المدعمة، مع الأخذ بالحسبان أنها تتفاوت من حيث محتواها من المادة المذكورة. لذلك فإن أفضل طريقة للحصول على فلافانول الكاكاو هي باستهلاك الكاكاو الأقرب إلى الطبيعي، أي غير المُقَلْوَن، حيث إنَّ عملية القلونة تقلل من كمية الفلافانول، علماً أن طعم هذا النوع من الكاكاو يكون أكثر مرارةً.

وبحسب الدكتور Miguel قد لا يحتاج الشخص لتناول جرعات كبيرة من الفلافانول، حيث إن العمل جارٍ نحو تحديد مدخول يومي من فلافانول الكاكاو قدره 200 ملغ كهدف من أهداف الحمية المتوازنة، مؤكداً على أهميته في صحة الأوعية الدموية أيضاً.

يذكر أنّ الشوكولا الموجودة في الأسواق لا تحوي نفس الكميات المستخدمة بالدراسة، كما أنّها تختلف بحسب المصنّع حيث إن عمليات التصنيع المختلفة التي يتعرض لها الكاكاو خلال صناعة الشوكولا تسبب تخرب جزء كبير من الفلافانول. وبناءً عليه، فإن الشوكولا الداكنة ستحتوي على كميات أكبر من الفلافانول من الشوكولا بالحليب نظراً لمحتواها الأكبر من الكاكاو، وتتراوح الكمية في الشوكولا الداكنة بين 100 ملغ إلى 2000 ملغ لكل 100 غرام شوكولا.

وينصح باستهلاك مصادر أخرى من المواد الغنية بالفلافانول كالتوت والكرز إلى جانب الشوكولا الداكنة، ولكن دون أن ننسى أن الشوكولا مرتفعةُ المحتوى من السعرات الحرارية وقد تؤدي إلى زيادة الوزن، لذلك لا بدّ من الاستغناء عن أطعمة أخرى مقابل تلك القطعة اللذيذة من الشوكولا..

ملاحظة: عملية القَلْوَنة Dutching هي إحدى مراحل تصنيع مسحوق الكاكاو، ويَخضع خلالها لمعاملات خاصة بمواد قلوية مختلفة تهدف إلى تحسين انحلاليته وقدرته على الذوبان، والتخفيف من طعمه المر، إلى جانب تغيير درجة حموضته وإعطائه لونه الداكن المعروف. ويتوافر مسحوق الكاكاو في الأسواق بشكليه المقلون وغير المقلون، إلا أن الأول هو الأكثر شيوعاً..

المصدر: هنا