منوعات علمية > سلسلة المنظمات العالمية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر

نشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 1863، وتمتاز بأنّها منظّمةٌ مستقلةٌ ومحايدةٌ، تعمل على ضمان الحماية وتقديم المساعدة لمن يحتاجها دون تمييزٍ أو انحياز، حيث يصب عملها في المجال الإنساني لضحايا أعمال العنف، وفي حالات الطوارئ، والكوارث، وتعتمد في أعمالها وبروتوكولاتها على اتفاقيات جنيف.

تاريخ النشأة:

ولدت الفكرة على يدِ شابٍ سويسريٍ يُدعى هِنري دونان Henry Dunant، بعد تأثّره بمعركةِ سولفرينو Solferino في إيطاليا، التي خلّفت ما يقارب 40 ألف ضحيةً بين قتيلٍ وجريحٍ، حيث عانى فيها الجرحى الكثيرَ بسبب نقص الرعاية الطبية؛ لذلك نظّم دونان مجموعةً من الأفراد لتضميدِ جِراح الجنود، وإطعامِهم، والعمل على راحتهم؛ وعندما عاد إلى موطنه، نادى بإنشاءِ جمعيةٍ وطنيةٍ للإغاثة تهدفُ لمساعدة جرحى الحروب، فكانت تلك بداياتُ المنظّمة وتمهيداً لاتفاقيات جنيف فيما بعد.

خرج الصليب الأحمر للنور في عام 1863 عندما كوّنَ خمسةُ رجالٍ في جنيف، منهم دونان، اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى، التي تحولت فيما بعد إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كان شعارها صليباً أحمرَ اللونِ على خلفيّةٍ بيضاءَ؛ على عكسِ العلمِ السويسري (الصليبُ الأبيضُ على خلفيةٍ حمراءَ). في السنة التي تلتها، تَبنَّتْ 12 حكومةً معاهدة جنيف الأولى، التي تُشكِّل علامةً بارزةً في تاريخ البشرية؛ لأنها توفِّر الرعايةَ للجرحى، وتُعطي، للمرة الأولى، صٍفةَ الحياديةِ لخدماتِ الرعاية الطبية في الحروب.

الحركة العامة:

تتكوّنُ الحركة العامّة من عِدّةِ مُنَظّماتٍ: اللجنةُ الدوليةُ للصليب الأحمر، والاتحادُ الفيدراليُّ للصليبِ والهلال الأحمرِ، و189 منظّمةً وطنيّة. لكلٍّ من هذه المنظّمات هويّتُها القانونيةُ ودورُها الخاصّ، لكنّها تعتمدُ جميعُها على سبعةِ مبادئَ مشتركة، وهي: الإنسانيةُ، وعدم التحيّز، والحيادُ، والاستقلالُ، والخدمةُ التطوعية، والوحدةُ، والعالميةُ.

تجتمع الحركة العامّة كُلّ أربعِ سنواتٍ مع الدول المشاركة في اتفاقية جنيف لمناقشةِ الأمور المتعلّقة بالحركة وبالعالم، ويُعرَف هذا الاجتماعُ بالمؤتمر العالميِّ للصليب الأحمر، والهلال الأحمر؛ كما تجتمع في حالات الطوارئ أيضاً.

هيكل اللجنة:

تعتمدُ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مثلُها مثلُ أيِّ منظّمةٍ، على أُسُسٍ وإدارةٍ وأجهزة.

تتكون الإدارة من الجمعيّة، ومجلسِ الجمعيّة (وهو هيئةٌ فرعيةٌ لها سُلُطاتٌ مفوّضةٌ بها، تتكون ممّا لا يزيد عن 25 عُضواً مُختاراً من حاملي الجنسية السويسرية)، والإدارةِ العامّةِ (الجهازُ التنفيذيّ)، يرأس السيد "بيتر ماورير Peter Maurer" الجمعيةَ ومجلسَ الجمعيةِ، ويساعده بمهامِه نائبُة الرئيس، وهي السيدة "كريسيتن بيرلي Christine Beerli".

تعملُ اللّجنة في كلِّ مكانٍ يحتاج للمساعدة الإنسانية، لا تهتمُّ بالحدودِ والمسميات، إنّما فقط في تقديمِ المساعدات الإنسانية حول العالم.

أنشطةُ اللّجنة الدولية للصليب الأحمر:

الأمنُ الاقتصادي:

تتركّزُ أنشطة اللّجنة فيما يخصُّ الأمنَ الاقتصادي حول مساعدةِ العائلاتِ المتضرّرةِ من النزاعاتِ والكوارثَ عبرَ مساعدتهم في البدء بإعالة أنفسِهم، عن طريق إقامةِ مشاريعَ وبرامجَ تساعدهم على ذلك، وتقوم بتوفير الغذاء الكافي، وخدماتِ الرعاية الصحّية والنظافة، وفرصِ التعليم؛ التي من شأنها أنْ ترفعَ سويّة أوضاعهم الاقتصادية في أغلب الأحوال.

التصدّي للعنف الجنسيّ:

كنتيجةٍ لأيِّ نزاعٍ، قد يتعرّض بعض الأشخاص لعُنْفٍ جِنسيٍّ واضطهاد؛ فتسعى اللّجنةُ للحدِّ من جرائم العنف الجنسيّ، وتقديم المساعدة للضحايا.

التعاون مع الجمعيات الوطنية:

إنّ تقديمَ المساعدة يحتاجُ عملاً منظماً مُنسّقاً دقيقاً، وتعاوناً بين المنظّمات المختلفة، لذا تقوم اللّجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون معَ الجمعياتِ الوطنيّة للصليبِ الأحمر والهلال الأحمر بتلبية الحاجات الإنسانية للمحتاجين.

الدبلوماسية الإنسانية والتواصل:

تعملُ اللّجنة على نشرِ المعرفة بالقانون الدوليِّ الإنسانيِّ، والتوعيةِ بالاحتياجات الإنسانية للمتأثّرين بالنزاعات وأعمال العنف.

الصحّة:

إنّ تقديم خدماتِ الصحّة تُعتَبر مِن أهمّ الخدمات التي تسعى اللّجنة لتقديمها، ففي أوقات النزاعات والكوارث قد تكثُر الأمراضُ والأوبِئةُ، والحاجةُ للرعاية الصحّية بشكلٍ عامٍ.

الحِفاظ على احترام القانون:

جزءٌ من مهمة الحركة هو مساعدةُ ضحايا الحروب والتعنيف، وحِمايتُهم، إذ تقومُ بالتأكُّد من حصول الضحايا على حقوقهم، وتقوم بتذكير السُلُطات وغيرِها بالتزاماتهم بالقوانين الإنسانيّة العالَميّة.

الطبّ الشرعيّ والعمل الإنسانيّ:

حين يلقى الناس حتفهم جرّاء الحروب أو الكوارث، يجب أنْ تُعَامَلَ جثامينُهم باحترامٍ، وبطريقةٍ تضمنُ الحفاظ على كرامتِهم؛ فهذا من حقهم. كما تقوم اللّجنة أيضاً بالبحث عن جثامينِ الأشخاص، وتحديد هويّتها، ويوفّر الطبّ الشرعيّ الأدواتَ والخبراء لإتمامِ هذه المهمّة.

توفيرُ المياه والمَسكن:

تسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوفيرِ مياه الشُرب والمسكن الصحّي الآمن للمحتاجين في مناطق النزاع؛ وبذلك تُساعِدُ في الحدِّ من الوفيّات والمعاناة التي تُخلّفها الحروب والكوارث، نتيجة الأضرار اللاحقةِ بالبُنَى التحتيّةِ ومصادرَ المياهِ.

لمُّ شملِ العائلات:

من نتائجِ الحروب أيضاً تفَرُّق الأشخاص في بعض الحالات، وضياعهم، وقد يدوم هذا الحال لسنواتٍ؛ لذا تعملُ اللّجنة الدولية للصليبِ الأحمر على لمِّ شملِ العائلات، والسعْيِ للكشف عن مصيرِ الأشخاص.

مدُّ يدِ العَون لذَوي الإعاقة:

تدعم اللّجنة الدولية للصليب الأحمر ذوي الإعاقةِ في جميع أنحاءِ العالم، وتُوفّر لهم خدماتِ إعادة التأهيل البدنيّةِ، ليتمكنوا من متابعةِ حياتِهم بأفضلِ حالٍ ممكنٍ، وأداءِ أدوارهم ضِمنَ مجتمعهم بشكلٍ كاملٍ، ويتضمن هذا تيسير إنشاء أعمالٍ ومشاريعَ صغيرةٍ، وتدريباً مِهنيّاً مناسباً.

مصادرُ تمويلِ اللّجنة الدولية للصليب الأحمر:

يتمّ تمويلُ اللّجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال التبرعات والإسهاماتِ التطوّعية التي تُقدّمها الدُوَلُ الأعضاءُ في اتفاقيّات جنيف، والجمعياتُ الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظماتٌ أُخرى مثلَ الاتّحاد الأوروبي، وبعض المصادرِ الأخرى.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا