الكيمياء والصيدلة > مخابر وتشخيص مخبري

الأمان المخبري.. الأهمية وتعزيز ثقافة السلامة المخبرية

خلال القرن الماضي زادت الكيمياءُ من فهمنا للعالم الماديِّ والحيويِّ، وكذلك قدرتِنا على التعامل معه. ما زالت الأعمالُ التي تُجرى في المختبرات الكيميائيةِ حول العالمِ تحقق تقدماً مهمّاً في مجال العلوم والهندسة. وأصبحت المختبراتُ الكيميائيةُ مركزاً لاكتساب المعرفةِ وتطويرِ موادَّ جديدةٍ لاستخدامِها في المستقبل، فضلاً عن رصد ومراقبةِ الموادِّ الكيميائيةِ المستخدمةِ حالياً بشكل روتيني في آلاف العملياتِ التجارية.

إنّ عدداً كبيراً من المواد الكيميائيةِ المنتَجةِ والمستخدمةِ اليومَ هي مفيدةٌ، ولكن البعضَ أيضاً يمكن أن يلحقَ الضررَ بصحة الإنسان والبيئة.

لقد تم وضعُ ثقافةٍ جديدة من أجل التنظيم والتثقيف والتوعية حول السلامة والأمان المخبري في مختبرات صناعة المواد الكيميائيةِ والمختبراتِ الحكومية والأكاديمية حول العالم. فقد طورت المختبراتُ الكيميائية إجراءاتٍ ومعدّاتٍ خاصةً من أجل تنظيم إدارة المواد الكيميائية بشكل آمن. ويسمح تطويرُ "ثقافةِ الأمان والسلامة" بالحصول على مختبرات آمنةٍ وصحية من أجل التعليم والتعلمِ والعملِ في وقت واحد.

تعزيز ثقافة السلامة الكيميائية:

يستند إرساءُ ثقافةِ الأمنِ والسلامة على الاعتراف بأن رفاهيةَ وسلامةَ كلِّ شخص تعتمد على العمل الجماعيِّ والمسؤوليةِ الفردية على حد سواء. ويقع على عاتق المختبرات الأكاديميةِ ومختبراتِ التدريس مسؤوليةٌ فريدةٌ في غرس سلوكٍ دائم من الوعي بالسلامة والأمان والممارسةِ المخبرية الحكيمة، حيث يجب أن يكون تدريسُ الممارساتِ الآمنة على رأس الأولوياتِ في المختبرات الأكاديمية.

إن تعزيزَ السلامةِ في سنواتِ الدراسة الجامعية والدراساتِ العليا ومن قِبل أعضاءِ الهيئةِ التدريسية لن يكون له الأثرُ الإيجابيُّ على طلابهم فحسب، بل وعلى كل شخص في بيئات العمل في المستقبل. ويتطلب برنامجُ الأمان والسلامة الناجحةِ الالتزامَ اليوميَّ من الجميع في المؤسسة. كما يمتلك مدراءُ المخابر القوةَ والسلطة، ولذلك تقع على عاتقِهم المسؤوليةُ الأكبرُ في غرس ثقافة الأمانِ والسلامة المخبريَّين.

تطبيق السلامة المخبرية:

تتطلب الممارسةُ الآمنة من قبل العاملين اهتماماً وتعليماً متواصلاً، وهذا يجب أن يكون إلزامياً. يمكن لبرنامج تفتيش دوريٍّ للمخبر أن يساعدَ في الحفاظ على المعدات والتجهيزات والأفرادِ بحالة آمنة. ومن شأن نظام إدارةِ المؤسسةِ أن يساهم في تصميم برنامجِ التفتيش وتحديدِ أنواعِ عمليات التفتيش المطلوبةِ وتواترِها والموظفين الذين سيشرفون عليها.

يمكن لبرنامج فحص شامل أن يتضمن بعضَ أو كل الأنواعِ التالية من عمليات التفتيش:

1. عمليات التفتيش الروتينية للمعدات وتجهيزات المختبر. تجرى في كثير من الأحيان من قبل جميع العاملين في المخبر

2. مراجعة حسابات البرنامج، والتي يجريها فريق قد يشمل المشرف على المختبر وآخرين.

3. تفتيش الصحة والسلامة البيئية. يجرى على أساس منتظم.

4. التقييم الذاتي للمعدات والممارسات وعمليات التفتيش من قبل جهات خارجية كالهيئات التنظيمية ووحدات الطوارئ

على من تقع مسؤوليةُ الحفاظِ على سلامة وأمان المخبر:

يمتلك الأفراد ضمن المؤسسة الواحدة أدواراً ومسؤولياتٍ متنوعةً من أجل بناء والحفاظ على الممارسة الآمنة والسليمة. فالقدوة الحسنة هي أفضل طريقة للناس في كل المستويات لإظهار التزامها.

1. المدراء:

تقع مسؤولية الحفاظ على سلامة وأمان المؤسسة في نهاية المطاف على رئيسِها والوحداتِ المرتبطة به. في بعض الحالات، قد يكون رؤساءُ المؤسساتِ مجبرين بموجب التزامات قانونية من أجل توفير بيئة عمل آمنة.

2. ضباط الأمان والسلامة الكيميائيين (CSSOs):

يتعين على كل مؤسسة أن تعيّن ضابطاً للسلامة والأمان الكيميائيّ. يجب أن يكون هؤلاء متمتعين بالمعرفة والمسؤولية والسلطة لتطوير وتطبيق نظام إدارة السلامة والأمان الفعال. يمكن لأكثر من شخص أن يشغل هذا المنصب حسب الضرورة، ويتم تقاسم المسؤوليات في هذه الحالة. من مسؤوليات هذا الجهاز:

a) تطويرُ ومتابعة برنامج الأمان والسلامة المتكامل على مدة دورة حياة المواد الكيميائية المخبرية وذلك عن طريق:

· اتباعِ السياسات بشأن المواد الكيميائية المخبرية وضمان الامتثال للوائح المعمول بها على النحو المطلوب

· المساعدةِ في شراء وتخزين واستخدام والتخلص من النفايات على مستوى المختبر

· إذا لزم الأمر، تشغيل برنامج إدارة النفايات للتخلص من النفايات خارج الموقع. ويتضمن البرنامج: استلام النفايات والنقل والتخلص النهائي من المواد من خلال الباعة التجاريين.

b) التنظيمُ والتحقيق في حوادث المواد الكيميائية (الانسكابات، المواد الكيميائية المفقودة، الإصابات وما إلى ذلك)

c) تدريبُ المدراء والمشرفين و العاملين على تطوير إجراءات التشغيل القياسية المناسبة والامتثال لبرنامج السلامة.

3. مكتب السلامة والصحة البيئية:

يكون لبعض المؤسسات الكبيرة أيضاً مكتب الصحة والسلامة البيئية، الذي يعمل به واحد أو أكثر من ال CSSOs وخبراءَ إضافيين في مجال السلامةِ الكيميائية وعلمِ السموم والهندسةِ والطبِّ المهني والسلامةِ من الحرائق وغيرِها من المجالات. يساهم هذا المكتبُ في وضع السياسات وتعزيزِ معايير السلامة في المختبرات. وغالباً ما يعالج قضايا النفاياتِ الخطرة ويستعرض الحوادثَ وعملياتِ التفتيشِ والتدقيقِ والتدريب وحفظ السجلات والاستجابة للطوارئ.

4. مدراء المختبرات والمشرفون والمدرسون:

تقع المسؤولية المباشرة عن برنامج إدارة السلامة والأمان على عاتق جهاز CSSOs ومديرِ المختبر على حد سواء. وفي المختبرات التعليميةِ يتحمل المدرّسون مسؤوليةَ تعزيز ثقافة السلامة والمسؤوليةَ المباشرةَ عن الإجراءات التي يتخذها الطلاب والعاملون. من المهمات الملقاة على عاتقهم:

a) الحرصُ على تلقّي العاملين في المختبر التدريبَ الجيد على السلامة والأمان الكيميائي بشكل عام

b) الحرصُ على فهم العاملين لكيفية التعامل مع المواد الكيميائية

c) إعطاءُ العاملين في المختبرات معدّاتِ الوقاية الشخصية اللازمة للعمل بأمان مع المواد الكيميائية

d) التأكدُ من أنّ المختبرَ يتمتّع بمستوىً مناسبٍ من الأمان بالتعامل مع المواد الكيميائية

e) تقييمُ الأداءِ واعتمادُ العمل مع المواد الكيميائية المخبرية.

5. الطلاب والموظفون في المختبر:

أي شخص يعمل في المختبر سواء كان طالباً أو موظفاً يتعين عليه أن يتقيد بكافة بروتوكولات السلامة والأمان لحماية نفسه والآخرين. وتقع على عاتقهم المسؤوليات التالية:

a) حضورُ الدورات التدريبية في مجال السلامة في المختبرات

b) مراجعة الإجراءات المكتوبة واتّباعُها

c) استخدام معدّات الوقاية الشخصية عند اللزوم

d) الإبلاغُ عن الحوادث وقضايا السلامة والتعرض للمواد الكيميائية لمدير المختبر

e) توثيق إجراءات العمل المخصصة للعمل مع المواد الكيميائية أو المعدّات الخطرة بصفة خاصة وتعديل الإجراءات حسب الحاجة.

المصدر:

Chemical Laboratory Safety and Security: A Guide to Prudent Chemical Management. Edited by Lisa Moran and Tina Masciangioli. Copyright 2010 by the National Academy of Sciences.