العمارة والتشييد > التصميم المعماري

الواجهات المتحركة – تقنيات مبتكرة في مواجهة تحديات المحيط الخارجي

كان لواجهات المباني عبر التاريخ تأثير بصري مهم، بحيث كان تصميمها هو الذي يعطي المبنى أهميته وخصوصيته، إلا أنها مع تطور الزمن قد تجاوزت كونها غلافاً للمبنى، وأصبحت تستجيب للتغيرات المناخية والتقنية وللتغيرات في ضوء الشمس وشدة الرياح. وقد شهدت الأعوام الماضية ظهوراً واضحاً للواجهات المتحركة. ويستعرض المقال مجموعة من أجمل هذه الواجهات التي تركت بصمة واضحة في محيطها:

1- المرآب الطابقي لمدينة Brisbane ، أستراليا - 2012.

صمم الفنان نيد خانNedkahn عملاً فنياً متكاملاً يغلف الواجهة الشرقية لأحد مواقف السيارات الطابقية، وذلك عبر استخدام 117000 لوح ألمنيوم متحرك تشكل واجهة متراقصة كبيرة المقياس بارتفاع 8 طوابق ومساحة 5000م2. وعند النظر لها من الخارج تبدو الواجهة متموجة بسلاسة واستمرار استجابة لتأثير الرياح وتغير شدتها واتجاهها على ألواح الألمنيوم، كما أن ترتيب الألواح يشكل نمطاً مزخرفاً مستوحى من مسار حركة المراكب على نهر المدينة، وتؤمن الواجهة التهوية والتظليل لداخل المبنى.

المصدر: هنا

فيديو:

2- معرض Kiefer التقني- Steiermark ، النمسا -2007.

يغلف المعرض واجهة حيوية يمكن التحكم بتشكيلها المعماري، حيث يمكن التحكم الكترونيّاً بحركة 54 محرك ترتبط بألواح مستطيلة تميل حول محور مركزي لتغلف الواجهة مشكلّة تقنية حديثة للتظليل، فمن خلال إمالة الألواح بدرجات مختلفة تنتج على الواجهة تشكيلات متنوعة تؤدي لاختلاف مقدار الضوء المنتقل إلى الفراغ الداخلي. والمبنى من تصميم Ernst Gieselbrecht + Partner.

المصدر: هنا

فيديو:

3- المبنى الجديد لمتحف Milwaukee للفنون ، ويسكنسون Wisconsin ، الولايات المتحدة- 2001

يمتاز هذا المبنى الصرحي بإطلالة بانورامية على بحيرة ميتشغان، وقد اقترح المعماري سانتياغو كالترافا ممراً يمكّن المشاة من الوصول إليه عبر جسر يشكل امتداداً لمحور شارع ويسكينسون.

ويرتبط بهذا المبنى هيكل حركي مذهل يساعد بتخفيف مقدار الحرارة المكتسبة داخل المبنى عبر تشتيت أشعة الشمس وذلك من خلال سلسلة من القواطع المعدنية التي تفتح وتغلق آلياً لتبدو كجناحي طائر كبير. مما يجعل من المبنى نقطة علام وجذب للمدينة.

المصدر: هنا

فيديو:

4- الواجهة متعددة الوجوه لمعرض الحديقة الأولمبية سوشي sochi، روسيا - 2014

واجهة عصرية تجمع بين الابتكارات التقنية والنحت والعمارة، قام بوضع مفهومها المعماري اللندني آصيف خان ونفذتها شركة iart ، وهي أشبه بلوح من الدبابيس، قادرة على الحركة وفق الأبعاد الثلاثة لتحاكي الوجوه البشرية، فهي تعرض الصور الذاتية (السيلفي) لزوار المبنى والمشجعين الرياضيين حول روسيا.

أبعاد الواجهة 18×8م وتتألف من 11000 أسطوانة متداخلة يمكن التحكم بكل منها بشكل منفصل. وتحمل كل منها برأسها كرة نصف شفافة تحوي مصباح LED متغير الإضاءة، ويشكل كل منها مربع صغير (بيكسل pixel ) ضمن كامل الواجهة، ويمكن لهذه المربعات أن تمتد أفقياً بعيداً عن الواجهة مسافة معينة تصل حتى المترين تبعاً لدورها بالتكوين ثلاثي الأبعاد كما يتغير لونها وفق الصورة التي يتم عرضها.

وتعرض على الواجهة ثلاثة وجوه في آن واحد بارتفاع ثمانية أمتار وبنسبة تكبير تبلغ 3500%، وتتغير الوجوه كل دقيقة، وتنتقل الصور للواجهة المتحركة من خلال ماسحات للصور ثلاثية الأبعاد تتواجد بأكشاك تصوير طورت خصيصاً من iart ووزعت بمحيط المبنى والمواقع العامة حول روسيا. وتعتبر البديل الحديث لأسلوب الناس في تخليد ذكرياتهم بعد أن كانوا يخلدونها لآلاف السنين من خلال اللوحات والمباني والحدائق.

المصدر: هنا

فيديو:

5- أبراج البحر، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.

تمتاز واجهتا البرجين البالغ ارتفاعهما 150م بنظام تظليل حيوي فريد يفتح ويغلق تبعاً لحركة الشمس حول البرجين، ويتألف نظام التظليل من وحدات منتظمة ومتكررة من مثلثات هندسية تفتح وتغلق آلياً (تطوى بشكل مشابه لفن الأوريغامي) تبعاً لحركة الشمس حول المبنى لتزوده بتظليل ذاتي كما في المشربيات العربية التقليدية، مما يقلل من كمية الطاقة الشمسية الداخلة للمبنى بنسبة20% أيضاً، ويقلص نسبة انبعاث الكربون من الأبراج والتي يفترض أن تنتج عن أجهزة التكييف بمقدار 40%، انسجاماً مع مبادئ نظام تصنيف المجلس الأميركي الخاص بالأبنية الخضراء الهادف لتحسين الأداء البيئي.

المصدر: هنا

فيديو:

6- واجهة متجر مركز المدينة المضيئة Cheonan ،كوريا -2010

الاستراتيجية المستخدمة في هذه الواجهة تتضمن تقنيات للخداع البصري، فالواجهة تتألف من طبقتين متتاليتين من مقاطع الألمنيوم، حيث تتألف الطبقة الأولى الخارجية من مقاطع شاقولية تقع خلفها الطبقة الثانية ذات المقاطع المائلة لتبدو الواجهة شبيهة بموجة تتحرك وفقاً لتغير منظور المشاهد، وقد تمّ تصميم إنارة المبنى بالتوازي مع عملية التصميم المعماري وبالاستفادة من الإكساء مزدوج الطبقات بهدف تحقيق أكبر سطح إعلاني مع أقل عدد ممكن من تجهيزات الإضاءة، إضافة إلى أنّ هذه التجهيزات مدمجة ضمن القواطع الرأسية لطبقة الواجهة الخارجية، وتقوم بإسقاط الأضواء على الطبقة الداخلية المائلة لتتألق الواجهة بتأثيرات ضوئية مختلفة ليلاً.

المصدر: هنا

فيديو:

7- جناح معرض Yesou ، كوريا الجنوربية -2012

شيد المبنى ليستضيف فعاليات معرض Expo في العام 2012. تتألف واجهاته الخارجية من سطوح منحنية تحدد الفراغات الداخلية، وتتداخل هذه السطوح مع سلسلة متعرجة من جذوع المخاريط المصمتة والتي تطل على البحر مباشرة، وما يميز هذا المبنى واجهة الدخول الرئيسية التي تحتوي على سلسلة متناغمة من الصفائح الرقيقة التي تتباين في ارتفاعها، وتستخدم للتحكم بمقدار الأشعة الشمسية الداخلة للمبنى من خلال تحركها حول محور جانبي، وتعتبر مشاهدة هذه الحركة تجربة عاطفية مليئة بالإحساس والإثارة، ليشكل المبنى نقطة علام للمدينة منسجماً مع النسيج العمراني والبيئة المحيطين به.

المصدر: هنا

فيديو:

الواجهات التي عرضت ضمن المقال هي غيض من فيض، وهناك الكثير من المحاولات الرائعة لكسر ما هو مألوف وللاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة بأساليب مبتكرة، بل إنّ هناك دائماً جديد في كل يوم.

*في الرابط التالي مقال سابق لنا عن المشربيات الحديثة: هنا