الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

التهاب المجاري البولية - الجزء الثاني

التهاباتُ المجاري البولية هي التهاباتٌ شائعةٌ تصيب المثانةَ والكُليَتَينِ والطّرقَ الواصلة بين أقسامِ الجهازِ البولي.يُمكن لالتهاب المجاري البوليَّةِ أن يصيبَ الجنسيَن ولكنَّه يكونُ أكثرَ شيوعاً عند النِّساء؛ إذ تُعاني بعض النَّساء من التهاباتِ المجاري البوليَّة بتكرارية (recurrent UTIs).يُمكن لالتهابات المجاري البوليَّة أن تَكونَ مؤلمةً ومزعجةً ولكنَّها سُرعانَ ما تؤولُ إلى الشِّفاء خلال أيام قليلةٍ ويُعالجُ معظمُها بالصَّادات.

التهاباتُ المجاري البولية عند الرجال:

تكون التهاباتُ المجاري البوليَّة نادرةً لدى الذّكورِ البالغينَ الأصغر من 50 عاماً وتزدادُ احتماليَّةُ الإصابة في الأعمارِ الأكبرِ من 50 عاماً.من أهم أسبابِ الإصابة بالتهاب المجاري البولية لدى الرِّجال التهاب الموثة(البروستات) والتهاب البربَخ والخصيةِ والتهاب الحويضةِ والكُليةِ والتهاب المثانةِ والإحليل بالإضافةِ إلى الإنتانات النَّاتجة عنالاستخدام طويل الأمد للقثاطر البولية أو تلوُّثها.

يمتلكُ الرَّجل بنيةً تشريحيَّةًووسائلَ دفاع طبيعيَّةٍلجهازِهِ البوليِّ والتناسليِّ تجعلُهُ محميَّاً نسبيَّاً من الإصابةِ بالتهاب المجاري البوليَّة وهذا يفسِّر قلَّة شيوعِه عند الرِّجال مقارنةًبالنِّساء في المرحلة العمرية ذاتِها، ولكن قد تَحدُثُ العدوى نتيجةَ إصابة أجزاءٍ أخرى من الجهاز البوليِّ التناسليِّ(الموثة أو البروستات تحديداً) إذ إنَّ ضخامَةَ البروستات عندَ الذُّكور بعد سنِّ الخمسين تسبِّبُ اضطراباً في تفريغِ البولِ من المَثانةِ وبالنَّتيجَةِ حدوثُ ركودَةٍ في البولِ تسبِّبُ الالتهاب،أمَّا الذكورُ الأصغَرُ من 50 عاماً فنادراً ما يعانُونَ من التهاب المجاري البوليَّة، والإصابةُ بهِ في هذه المَرحَلةِ تكونُ نتيجةَ اضطراباتٍ تشريحيَّةٍ في بنيةِ الجهاز البوليِّ التناسلي.

متى تجبُ استشارةُ الطَّبيب؟

إنَّ عسرَةَ التبوُّلِ هي الشكوى الرَّئيسيةُ الأكثرُ أهميَّةً عند الرجال المصابين بالتهاباتِ المجاري البوليَّة مترافقَةً مع بيلاتٍ متكرِّرَةٍ وإلحاحٍ بوليٍّ في حين تبقى الأعراضُ الأخرى كتقطُّعِ الجَّريانِ (الرشق) البوليّ وضَعفهِأو نزول قطراتٍ من البول مؤشراتٍ ضعيفةٍ على إصابةٍ بالتهابالمجاري البوليَّة.

التشخيص السريري:

إنَّ لجوءَ المريضِ إلى الاستشارة الطبيَّةبشكايَةٍ بوليَّةٍ تناسليَّة يستوجِبُ على الطبيبِ التركيزَ على العلاماتِ الحيويَّة بالدَّرجةِ الأولى وحالةِ الكُليتين والمثانةِ والبروستات والأعضاء التناسليَّةِ الخارجيَّةبالدرجة الثانية.

قد يتضمَّنُ الفحصُ الموجوداتِ التالية:

• حمَّى وتسرُّع في نظمِالقلب.

• ألمٌ في الخاصرةِ ومَضَضٌ في مستوى الزاويَةِ الضلعيَّة الفقريَّة وكذلك في مستوى ما فوق العانة.

• ورمٌ دمويٌّ أو قيلَةٌ أو كتلٌ أو مَضَضٌ في كيسِ الصَّفَن.

• خروجُ مفرزاتٍ من القضيب.

• وجودُ صلابَةٍ في البروستات.

• ضخامةٌ في العقدِ اللَّمفيَّة الإربيَّة

الفحوصُ المخبريَّة.

تتركز الفحوصُ المخبريَّة الروتينيَّة حولَ فحوص البولِ كتحليلِ البولِ والرَّاسب وتلوين غرام وزَرع البولِ ضمنَ الأوساطِ البكتيرية المعروفة لتحرِّي وجودِ العضويَّات البكتيرية، وإجراءِ اختباراتِ التحسُّسِ للصَّادات عليها ومعرفةِ الصَّاد الأنسب للاستخدام.

تكونُ العتبةُ المحدِّدَةُ للجزم بوجودِالتهاب مجارٍ بوليَّة، إيجادُ 2-5 كريَّات بيضاء أو أكثر أو 15خليةً بكتيريةً في ساحَةِ الدِّراسة المجهريَّة أو ما يُعرفُ بساحَةِ التَّكبيرِ العالي (high-power field) من عيِّنة البولِ بعد تثفيلِها، ويكون المتَّهمُ الأول هو بكتريا الإيشريكية القولونيَّة(E coli ).

يُعدُّ اختبار النِّترات ضعيفَ الحساسيَّة لتشخيصِ التهاب المجاري البوليَّة ولكنَّ ايجابيَّتهُ تكونُ مؤكِّدةً لوجودِ الإصابةِ.تُلاحظُ البيلَةُ البروتينيَّة غالباًفي التهاب المجاري البولية، ولكنَّها تكونُ بدرجةٍ قليلةٍ إذإنَّ وجودَ أكثر من 2غ من البروتين في بول 24 ساعة يشيرُ إلى وجودِ إصابَةٍ على مستوى الكُبيبة.

الفحوص والدراسة الشعاعيَّة:

لا يُستطَبُّ اللُّجوءُ إلى الفحوصاتِ الشعاعيَّة إلا في حالات:

• تاريخُ إصابةٍ للمريضِ بالحُصيَّات الكُلويّة.

• الدَّاءُ السُّكري:لوجودِ خطرٍللإصابة بالتهاب الحويضةِ والكُليةِ النُّفاخي الذي قد يتطلَّب التدخُّلَالمباشرَلاستئصال الكلية.

• الكليةُ عديدةُ الكيسات.

التَّدبيرُ والعلاج:

إنَّ تدبيرَالتهاب المجاري البوليَّة عند الرجال يتطلَّب أخذَ المضاعفاتِ ممكنةَ الحدوثِكافةً بالحسبان، ولاسيَّما الكُلويَّةَ منها؛ إذيستطبُّ تلقي العلاجِ في المستشفى للمرضى الذين تظهرُ عليهم المظاهرُ التاليَّةُ:

• علاماتُ الانسمام.

• المرضى الذين يعانون من انسداداتٍ في المجاري البولية والحُصيَّات.

• المرضىالذين تظهرُ عليهم علاماتٌ مرضيَّة مميَّزة.

• المرضى العاجزون عن العناية بأنفسهم.

يتضمن خطُّ العلاج الأوَّل لالتهاب المجاري البوليَّة عند الرجالِ الأدويةَ التالية:

• إعطاءُ الصَّادات بالطريق الوريدي، ولاسيَّما سيفالوسبورينات الجيل الثَّالث(ceftriaxoneوceftazidime) والكينولونات المفلورة(ciprofloxacin، levofloxacin، ofloxacin، norfloxacin) أو الأمينوغليكوزيدات(gentamicin، tobramycin) كأمثلة.

• إعطاءُ خافضات الحرارة.

• إعطاءُالمسكنات.

• ضبطُ توازُنِ السّوائل بإعطاء السَّوائل الوريدية(لاستعادة حجم الدوران الطبيعي وتوفير جريانٍ بولي طبيعي).

يجبُ توسيعُ طيفِ الصَّاداتِ المستخدمَةِ وإعطاءُ مضادَّاتِ الزوائف (نوع بكتيري) في حالات المرضى الذين لديهم إنذارٌ سيِّئٌ لتطوُّرالإصابة (كبيروالسن، والمرضى السكريين، وحالات وجود الحُصيات الكلويَّة، وحالات الإقامة الحديثة في المستشفى،ومرضى فقر الدم المنجلي والمرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي).

العلاج الجراحي:

يُلجَأ إلى العلاج الجراحي في حالات:

• التهاب البروستات.

• التهاب الحويضة والكلية النفاخي.

• التهاب البربخ.

في النهاية لا بدَّ لنا من أن ننصحَ بالالتزام بالتوصيات الصحية وتعليمات الطبيب بشكل دقيق، ولا سيما من ناحية الالتزام بالعلاج، كما ننصح بمراجعة الطبيب حال ظهور الأعراض وقبل تفاقمها ما يسهل المَهمةَ عليه والمشقةَ على المريض.

المصادر:

هنا

هنا