الطب > طب الأسنان

الإلتهابات اللثوية Gingivitis

تعدًّ الأمراض اللثوية بمختلف شدّاتها من أكثر الأمراض الفموية شيوعًا، وتنتج بشكلٍ رئيسيّ عن سوء العناية الفموية وإهمال تنظيف الأسنان بشكلٍ يومي ومنتظم. فما هي الأسباب الأخرى وما الأعراض وكيفية الوقاية؟ سنذكر تلك التفاصيل كلها في المقال التالي:

بدايةً، ما هي الأمراض اللثوية؟

هي مجموعة التغيّرات التي تطرأ على النسيج اللثوي فيصبح متورّمًا، نازفًا، وربّما متقرّحًا مؤلمًا. ويوجدُ نوعان رئيسيّان من أمراض اللثة هما: التهاب اللثة وأمراض النسج الداعمة (النسج التي تدعم الأسنان هي المَلاط والأربطة حول السنية والعظم السنخي المحيط بالأسنان).

- التهاب اللثة: وذلك عندما تُصبح اللثة المحيطةُ حمراءَ متوذّمةً، وغالبًا ما تنزفُ أثناء تفريش وتنظيف الأسنان، حيث تكون أولُ علامةٍ هي ظهورُ الدم على فرشاة الأسنان أو الماء الذي شطِفَ به الفم أثناء تنظيف الأسنان، وقد تنزف أيضًا عند الأكل فيترُك ذلك طعمًا سيئًا في الفم.

- أما الأمراض حول السنية (أمراض النسج الداعمة): وذلك عندما يدوم التهابُ اللثة طويلًا ولا يُعالج، حيث تُحدِث هذه الأمراض ضياعاً في العظم الذي يثبّت الأسنان، مما يؤدّي إلى عدم ثباتية تلك الأسنان، وإذا لم تُعالَج ربّما سيؤدّي ذلك في نهاية الأمر إلى سقوطها كليًّا.

*الصورة تعبر عن: 1- اللثة الصحيّة.

2- التهاب لثة (لثة منتفخة ونازفة).

3- تحوّل التهاب اللثة إلى التهاب نسج داعمة وغياب ارتباط اللثة بالأسنان.

4- التهاب نسج داعمة متقدّم (تراجع العظم الداعم واحتمال فقدان الأسنان).

ما هي أسباب الأمراض اللثوية؟

- السببُ الرئيسيُّ للمرض اللثوي هو ترسّبات تُدعى باللويحة السنيّة (البلاك) plaque (وهي عبارةٌ عن طبقةٍ من البكتيريا التي تتشكّل على سطوح الأسنان يوميًّا إذا لم يتمّْ تنظيفها). وقد تتكلّس هذه اللويحة مشكّلةً ما يُدعى بالقَلَح.

إنّ معظمَ البكتيريا الموجودة في اللويحة غيرُ مؤذيةٍ، لكنّ بعضها الآخر هو المسبب الرئيسي لالتهابات اللثة والنخور السنية أيضًا. وللوقاية من حصول الالتهاب لا بدّ من التأكّد من إزالة هذه الترسّبات بشكلٍ يومي وذلك عن طريقِ تنظيف الأسنان بالفرشاة، والمناطق بين السنية باستخدام الخيط السني.

*صورة تبيّن اللويحة الجرثومية المتجمّعة في المناطق بين السنية بالإضافة إلى انحسار وتراجع اللثة.

- كثيرٌ من الناس يظهرُ لديهم التهابات لثوية مختلفة الشدّة تتطوّر غالبًا خلال فترة البلوغ أو سنّ البلوغ المبكّر بسبب التغيّرات الهرمونية، قد تستمر أو تختفي أعراض الالتهاب عندهم وذلك يتوقّف على صحّة ونظافة الأسنان واللثة.

أما العوامل التي تساعد على حصول الالتهاب اللثوي (العوامل المُؤهِّبة):

- بعضُ الأمراض الجهازية العامّة (كالسكري غير المضبوط والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها).

- الحملُ (التغيّرات الهرمونية تزيد من حساسية اللثة).

- الأسنانُ المُنفَتلة والحشوات السنية سيئة الحواف، وسوء العناية بالأجهزة السنية الاصطناعية كالتيجان والجسور والحاصرات التقويمية (حيث تعمل تلك العوامل على زيادة تراكم اللويحة وبالتالي التهاب اللثة).

- بعضُ الأدوية كالفينيتوئين (مضاد للصَرَع) والسيكلوسبورين (مثبط مناعي) وبعضُ حبوب منع الحمل وغيرها.

ما علاقة التدخين بالأمراض اللثوية؟

يسيء التدخين للمرض اللثوي، حيث أنّ المدخنين معرضون أكثر لتشكّل اللويحة الجرثومية وتجمّعها، بالإضافة إلى أنّ التدخين يُحدث نقصَ أكسجةٍ في مجرى الدم مما يعيق شفاء اللثة المُصابة.

ماذا يحدثُ عندما نُهملُ علاج الالتهابات اللثوية؟

للأسف، أمراضُ اللثة عادةً لا تكون مؤلمةً إلا عندما تسوء حالتها، لذلك فنحنُ لا نلاحظُ الضّررَ الذي يحصل. تصبح البكتيريا في بعض الأحيان أنشط مما يجعلُ اللثةَ متقرّحةً والذي يؤدّي إلى تشكُّل خرّاجاتٍ لثويةٍ مُتقيّحة مُؤلمة.

وعلى المدى البعيد قد يحدث ضياع ماديّ في العظم المحيط بالأسنان، وبذلك يُصبح العلاجُ أكثرَ صعوبةً.

فَمِن الأفضلِ عندما تشكّ بأنّ لديك التهابًا لثويًّا أن تزورَ طبيبَك ليقوم بفحص أسنانك، وربّما يتطلّبُ الأمر صورةً شعاعيةّ لمعرفة كميّة الخسارة الحاصلة في العظم.

أما العلاج:

فيتطلّب من الطبيب إزالةَ طبقات اللويحة كافةً والترسّبات القَلَحية على الأسنان، وقد يستغرقُ ذلك من الطبيب جلسات عدة، حيث يجبُ إزالة اللويحة بالطريقة الصحيحة بحيثُ يتمّ تنظيف سطوح الأسنان كافة بدقّة وفعاليّة.

أما بالنسبة لأمراض النسج الداعمة فلا يوجدُ علاجٌ أساسيٌّ لها، وتتم السيطرة عليها باستمرار العناية المنزلية وبذلك قد يَخفُّ الضياع أو يتوقّف.

*صورة تبيّن الالتهاب اللثوي قبل الشفاء وبعده.

في النهاية، يجبُ التركيزُ على أنّ العاملَ الأهم والأكثر فاعليّة هو المداومةُ على تنظيف الأسنان لمنعِ تشكّل المرض اللثوي من الأساس.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا