أبحاث ومشاريع سورية > أبحاث الماجستير

مقارنة أداء الزرعة الحلزونية أحادية ومتعددة القنوات: الأداء السمعي، مفهومية الكلام

بحث علمي للمهندس الطبي عماد الكراد الحاصل على ماجستير في السمعيات، نشر البحث في مجلة جامعة دمشق وإليكم ملخصاً عنه:

اعتقد الناس في القرون الماضية أن المعجزة هي الحل الوحيد لإعادة السمع إلى الأصم، وظل هذا الاعتقاد قائماً حتى خمسينيات القرن الماضي حيث كانت أول محاولة قام بها العلماء لإعادة السمع للأصم عن طريق التنبيه الكهربائي للعصب السمعي، ولكن التجارب الأولى كانت غير مرضية للمرضى وكان الكلام غير مفهوم، بعد ذلك استمر الباحثون في اكتشاف طرق مختلفة لإيصال التنبيه الكهربائي إلى العصب السمعي إلى أن أصبح الإحساس السمعي شيئاً فشيئاً قريب من الصوت الذي يمكّن من فهم الكلام الطبيعي. ويطلق اليوم على الجهاز التعويضي الذي يقوم بالتنبيه الكهربائي للعصب السمعي اسم "الزرعة الحلزونية"، ويزرع في الأذن الداخلية (القوقعة).

تستخدم الزرعة الحلزونية للأشخاص الذين يعانون من نقص سمع حسي عصبي عميق ثنائي الجانب ولم يستفيدوا من استخدام معينة سمعية (أو كانت الاستفادة قليلة)، وذلك لمساعدتهم على تجاوز إعاقتهم، وتسهيل اندماجهم في المجتمع حيث يستطيع هذا الجهاز مساعدة هذا النوع من المرضى باستعادة سمعهم بشكل جزئي. إذ يستطيع الأشخاص ممن يُزرع لهم جهاز حلزون التواصل بدون قراءة شفاه أو استخدام الإشارة حتى أن بعض الأشخاص يصبحون قادرين على استخدام الهاتف.

لقد تم تطوير جهاز الزرعة الحلزونية على عدة مراحل، فكان هاوس من الرواد في هذا المجال حيث قدم أول جهاز حلزون أحادي القناة صُمم للأشخاص الذين يعانون من صمم عميق ثنائي الجانب من أجل إدراك الأصوات البيئية أكثر من تمييز الكلمات في الكلام، حيث تم تطبيق التنبيه الكهربائي في موقع واحد من القوقعة باستخدام إلكترود واحد، وبعد ذلك ابتكر كلارك وزملاءه الزرعة الحلزونية متعددة القنوات التي تقوم وبشكل مغاير للحلزون أحادي القناة بتنبيه مواقع متعددة في القوقعة باستخدام مصفوفة من الإلكترودات، وبهذه الطريقة يتم الاستفادة من الآلية المكانية لترميز الترددات، ويتم تنبيه الإلكترودات المختلفة تبعاً لتردد الإشارة، حيث يتم تنبيه الإلكترودات الموجودة بالقرب من قاعدة القوقعة بالترددات العالية، في حين تنبه الإلكترودات الموجودة بالقرب من قمة القوقعة بالترددات المنخفضة، فكان الهدف من الزرعة الحلزونية متعددة القنوات جعل الأشخاص الذين يعانون من نقص سمع عميق ثنائي الجانب قادرين على فهم وتمييز الكلام بالإضافة الى مراقبة البيئة المحيطة من خلال السمع.

ومنذ ابتكار الحلزون متعدد القنوات انخفض استخدام الحلزون أحادي القناة بشكل كبير حتى لم يعد مستخدماً في البلدان المتطورة منذ عام 1989م، في حين أن الحلزون أحادي القناة مازال مستخدماً إلى الآن في بعض بلدان العالم الثالث وذلك بسبب جهل الهدف الذي صنع من أجله وانخفاض ثمنه مقارنة مع الحلزون متعدد القنوات، ومن هنا أتت فكرة هذه الدراسة وهي مقارنة بين أداء الزرعة الحلزونية أحادية القناة ومتعددة القنوات من خلال تقييم الأداء السمعي ومفهومية الكلام لدى مرضى زرع الحلزون أحادي ومتعدد القنوات.

أجريت الدراسة على 16 طفل موزعين على مجموعتين، المجموعة الأولى ضمت 8 أطفال مجرى لهم عملية زارع حلزون أحادي القناة والمجموعة الثانية شملت 8 أطفا مجرى لهم عملية زارع حلزون متعدد القنوات، حيث بلغ متوسط أعمار المجموعة الأولى 8 سنوات والمجموعة الثانية 7 سنوات وشهرين، وكان أصغر عمر في المجموعتين 4 سنوات وأكبر عمر11 سنة، وقد خضع جميع الأطفال لفترة تأهيل سمعي تراوحت بين سنة وأربع سنوات وكان التشخيص لجميع الأطفال قبل عملية الزرع "نقص سمع حسي عصبي عميق ثنائي الجانب ما قبل اكتساب اللغة".

تم إجراء تخطيط سمع بالساحة الحرة لكل طفل من أطفا المجموعتين ومن ثم تم تقييم مفهومية الكلام والأداء السمعي للأطفال من قبل أخصائي الكلام واللغة، وعن طريق سؤال الأهل عن أداء الطفل.

أظهرت النتائج عدم وجود فوراق في متوسط العتبات السمعية للمجموعتين، اما بالنسبة للأداء السمعي ومفهومية الكلام فقد تفوق أطفال المجموعة الثانية )الحلزون متعدد القنوات( بشكل كبير على أطفال الحلزون أحادي القناة.