الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

تغيرات المناخ تُغير نوع الغطاء النباتي

تؤثر تغيرات المناخ في حياتنا وحياة الكائنات بشكل مباشر أو غير مباشر، ويبدو أن الميزة التي تتمتع بها الأنواع النباتية والحيوانية المستوطنة لكل منطقة, بقدرتها على منافسة الأنواع الغازية القادمة من مناطق أخرى, لن تكون بمنأً عن تبعات تغير المناخ.

أظهرت دراسة تغيرات المناخ التي أجراها علماء الأحياء في جامعة بوسطن (إنكلترا الجديدة - الولايات المتحدة) أن انبثاق الأوراق الجديدة (الإيراق) في الشجيرات والأشجار قد أصبح أبكر بـ 18 يوماً عمـّـا كان في عام 1850 . المفاجئ أن استجابة النباتات المختلفة لم تكن بالطريقة نفسها فالأنواع المحلية (المستوطنة) قد تكون مهددة بخسارتها لميزتها التنافسية مقابل الأنواع الغازية كالبربريس الياباني ..... لكن كيف؟

بمقارنة الملاحظات التاريخية مع التجارب الحالية, لوحظ تأثير التغيرات المناخية في حياة النباتات المستوطنة. الطقس في نيوإنغلاند (New England) لا يمكن التنبؤ به, فإذا انبثقت الأوراق في وقت مبكر في السنوات الدافئة فستكون معرضة لخطر الصقيع المفاجئ (وبالتالي الموت) ولكن إذا انتظر النبات في إيراقه حتى زوال أي فرصة بحدوث الصقيع فسيخسر قدرته التنافسية بمواجهة الأنواع الغازية.

تمت الدراسة بمقارنة ملاحظات مأخوذة خلال ربيع خمس سنوات متتالية على أشجار وشجيرات كونكورد منذ عام 1850.

تساءل الباحثون عما إذا كانت جميع الأشجار والشجيرات تستجيب بشكل متساو لارتفاع الحرارة في بداية الربيع وقد كانت الإجابة مفاجئة؛ كل الأنواع تعطي أوراقها أبكر عما اعتادت فعله سابقاً, وبالمتوسط فإن النباتات الخشبية تتفتح بمقدار 18 يوماً أبكر الآن.

يتوجب على النباتات أن تكون حذرة في التوريق المبكر في نيوإنغلاند حتى لا تعاني من الصقيع المتأخر. وفي تجربة لاختبار مدى استجابة 50 نوع من أشجار وشجيرات كونكورد لارتفاع الحرارة في أواخر الشتاء وبداية الربيع, جمعت أغصان عارية في الشتاءين الماضيين ووضعت في كوب ماء في المختبر وخلال الأسابيع التالية أنتجت كل الأنواع أوراقها في ظروف المختبر الدافئة.

وجد بالدليل القاطع أن الشجيرات الغازية "كالبربريس الياباني" يمكنه الإيراق بسرعة ومرة واحدة عند التعرض لدرجة حرارة المختبر الدافئة حتى وإن كان ذلك في منتصف فصل الشتاء في حين أن الشجيرات الأصلية مثل توت الـ bluberry وأشجارالقيقب الأحمر في حاجة لتجاوز فصل شتاء قاسي حتى تتمكن من الإنبات وحتى في ذلك الوقت فاستجابتها للدفء بطيئة. إذاً فمع استمرار ارتفاع درجة الحرارة في الربيع فسيكون للشجيرات الغازية القدرة على الاستفادة أكثر من الظروف المتغيرة.

قوة الدراسة تأتي من اعتمادها على الملاحظة والتجربة معاً. نتائج هذه الدراسة أضيفت لنتائج أخرى تهتم بعلاقة الحرارة بمواعيد الإزهار وأوقات طيران الفراشات وقدوم الطيور المهاجرة.

يبقى السؤال ... هل من الممكن أن تبدل تغيرات المناخ من خارطة توزع الأنواع النباتية مستقبلاً ؟؟؟

المصدر:

هنا