الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

اليرقان (ارتفاع بيليروبين الدم) - الجزء الأول

استمع على ساوندكلاود 🎧

ينتج اليرقان عن ارتفاع البيلروبين في الجسم (إلى أكثر من 2،5 - 3 ملغ/دل) وهو ليس مرضاً بذاته إنما عرض لأمراض أخرى سنذكرها لاحقاً، يعتبر البيلروبين صباغاً طبيعياً (في مستوياته الطبيعية) ينتج من تحطم الهيموغلوبين(الجزء الحامل للأوكسجين من كريات الدم الحمراء) ويحدث ارتفاعه فوق الحدود الطبيعية اصطباغ الجلد والصلبة العينية(الجزء الأبيض من العين المحيط للبؤبؤ) باللون الأصفر.

ولصبغة البيلروبين نوعان:

1- مباشر(مقترن) وهو الشكل القابل للذوبان في الماء، حيث يتواجد في الصفراء ويطرح في البراز، ويمكن أن يرتفع لأسباب كبدية أو انسدادية.

2- أما غير المباشر فلا يذوب بالماء ويحتاج لناقل أو حامل أثناء تجواله في الدم(الألبومين) ليصل للكبد، ولكنه يذوب بالدهون حيث يستطيع عبور الحاجز الوعائي الدماغي ما يزيد الخطورة، وقد يرتفع هذا النوع لأسباب انحلالية، أو في سياق اليرقان الفيزيولوجي عند حديثي الولادة.

سنتناول في هذه المقال اليرقان عند حديثي الولادة:

يعتبر ارتفاعاً طبيعياً، وذلك لأن المشيمة تقوم بالتخلص من البيلروبين إلى حين الولادة، ثم يتولى الكبد المهمة بعد ذلك. ولكنه يحتاج لبعض الوقت ليمتلك الفاعليّة لمتابعة عملية التخلص من البيلروبين، فيحدث ما يُسمى اليرقان الفيزولوجي، ولهذا السبب نلاحظ شيوعه عند الخدج(المولودين قبل تمام الحمل)، بالإضافة لارتفاع عدد الكريات الحمر لديهم.

يظهر اللون الأصفر اليرقاني بين اليوم الثاني والرابع من الولادة، وغالباً ما يزول بغضون أسبوعين دون أي اختلاطات، ويختلف هذا عن اللون الأصفر المُشاهد بشكل طبيعي في اليوم الأول بعد الولادة.

بالإضافة للخدج، تزداد نسبة حدوث اليرقان عند أطفال الإرضاع الوالدي(من الأم) ونخص بالذكر نوعين منهما:

يرقان الإرضاع الوالدي: يحدث عند الأطفال المعتمدين على الإرضاع الطبيعي خلال الاسبوع الأول من الحياة، وغالباً ما يحدث عندما لا يتلقى الطفل العناية الكاملة، أو في حال تأخر إدرار الحليب عند الأمّ.

يرقان حليب الأم: يظهر بعد اليوم السابع من الولادة، يصل لذروته خلال أسبوعين أو ثلاثة، وقد يستمر بمستويات منخفضة لعدة أشهر، يعود سبب حدوثه إلى كون المواد الموجودة في الحليب قد تؤثر على عملية تحطيم البيلروبين.

إلا أن يرقان الأطفال قد يكون مرضياً لذلك يجب على الوالدين الحذر، حيث تحدث الأشكال الأخرى من اليرقان لوجود سبب يؤدي لازدياد تحطيم الكريات الحمر، وأهمها:

● عيب شكلي في الكرية مثل فقر الدم المنجلي.

● تنافر زمر الدموية بالأخص تنافر الريزوس.

● ورم رأسي دموي ناتج عن ولادة عسيرة.

● مستويات عالية من الكريات الحمر، مثل حال التوائم والمواليد صغيرة الحجم بالنسبة لسن الحمل.

● الإنتانات.

● عوز الإنزيمات.

بالإضافة للأسباب التي تؤدي لصعوبة التخلص من البيلروبين، مثل:

● إنتانات عقب الولادة(الحصبة الألمانية، السفلس).

● أمراض تؤثر على الكبد(التليف الكيّسي، التهاب الكبد).

● نقص الأكسجة.

● اضطرابات وراثيّة ومورثية.

وتشمل أهم الأعراض اصفراراً يبدأ بالوجه والصلبة، وينتقل للأسفل.

أما في الحالات الشديدة فقد تترافق أعراض أخرى كالحرارة وفتور وضعف الرضاعة. وذلك نتيجة بعض الاختلاطات في حالات نادرة، ولكن خطيرة: مثل الشلل الدماغي أوالصمم أو اليرقان النووي حيث يتأذى الدماغ من المستويات العالية للبيلروبين.

العلاج:

يجب قياس بيلروبين الدم عند ظهور الأعراض السابقة، وقد تجرى فحوصات أخرى مثل تعداد الكريات وتفاعل كومبس وتعداد الشبكيات.

وتكون المعالجة ضروريةعند وجود بيلروبين بتراكيز عاليةأوعند وصول البيلروبين لمستوياته العالية بسرعة، وتشمل المعالجة ما يلي:

◄ يحتاج هؤلاء الأطفال لتغذية جيدة (إرضاع حوالي 12 مرة باليوم) وفي بعض الحالات النادرة تستطب التغذية الوريدية.

◄ يُعالج اليرقان الفيزيولوجي باستخدام ضوء أزرق، بما يسمى المعالجة الضوئية Phototherapy

◄ في الحالات الشديدة نلجأ لتبديل الدم بالإضافة لإعطاء الغلوبولينات المناعية وريدياً.

◄ أما في معظم حالات اليرقان الفيزيولوجي فإننا لا نحتاج للمعالجة حيث يزول اليرقان عفوياً خلال أسبوعين.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا