الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الألياف الغذائية قد تحمي الجسم من الربو

يبدو أن النظام الغذائي له علاقة بمرض الربو أكثر مما نعتقد حيث أن تطور حالة المصاب بالربو له علاقة بكمية الخضروات و الفواكه المتناولة .

إن قصوراً مفاجئاً في التنفس مع صفير حاد و شعور بأن الرئتين ستخرجان من مكانهما لشدة السعال هي أعراض شائعة لدى مرضى الربو في حياتهم اليومية ، والمؤسسة الأمريكية للربو و الحساسية يبلغ عدد المصابين في أميركا بحوالي 60 مليوناً أي أنها تصيب واحداً بين كل خمسة أميركيين ، حيث يواجه المرضى تضيقات مؤقتة في الطرق الهوائية قد تكون ناجمة عن مواد محسسة أو مهيجة تم استنشاقها إلى الرئتين فأدت إلى انسدادات و التهابات في الطرق الهوائية ، كما يمكن للإنتاج المخاطي أن يعيق التنفس لدى هؤلاء المرضى فتتفاقم الأعراض لديهم .

أظهر مشروع بحثي مموّل من قبل المؤسسة الوطنية السويسرية للعلوم (SNSF) أن البكتيريا المعوية تقوم بتخمير الألياف الغذائية في الأمعاء فتنتج الأحماض الدسمة التي تنتقل إلى الدوران الدموي و تؤثر على الاستجابة المناعية في الرئتين.

ما هي هذه الألياف الغذائية ؟

يوجد نوعين من الألياف : منحلة (قابلة للانحلال في وسط مائي) و غير منحلة ( قابلة للتخمر ) ، كلاهما ضروري من أجل عملية الهضم و الوقاية من الأمراض .

الألياف المنحلة تجذب الماء نحوها و تتحول إلى بنية هلامية (جيل) خلال عملية الهضم، و هذا ما يجعل الهضم يسير بشكل أبطأ . توجد الألياف المنحلة في نخالة الشوفان، و بالكاد نجدها في المكسرات، الحبوب، البقول و بعض الحبوب و الفواكه .

بينما توجد الألياف غير المنحلة في نخالة القمح، الخضروات و الحبوب الكاملة (غير منزوعة القشور) و هي تزيد حجم الكتلة الطعامية التي تعبر القناة الهضمية مساعدة بذلك على تسريع عبورها .

في الغرب أصيبت أعداد متزايدة من الناس بمرض الربو التحسسي خلال الخمسين سنة الماضية ، كما أن العادات الغذائية تبدلت هي الأخرى خلال نفس الفترة حيث قل تناول الخضار و الفواكه و هذا ما دفع الباحثين لدراسة الحدثين فنشرت دراسات حديثة تثبت أنهما ليسا متزامنين فحسب بل مترابطين أيضاً ، فقد قام فريق بحثي في مستشفى جامعة لوزان (CHUV) بإجراء تجارب على مجموعات من الفئران عرضت جميعها لعوامل محسسة كالغبار و العث ، و تمت تغذية أحدها بطعام عادي ، و أخرى بطعام غني بالألياف و الأخيرة بطعام فقير بالألياف و ذلك لمدة أسبوعين فأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت الغذاء الفقير بالألياف تفاقمت لديها حالة التهاب الرئتين كاستجابة للعوامل المحسسة بينما أبدت الفئران التي أطعمت غذاءً غنياً بالألياف تحملاً عالياً لتلك المحسسات، أي أن النظام الغذائي الغني بالألياف يفيد في تعزيز المناعة ضد المواد المحسسة و مقاومة تطور حالة الربو كما أن عوز الألياف غير المنحلة ( وهي القابلة للتخمر ) في النظام الغذائي يعبد الطريق أمام التفاعلات الالتهابية التحسسية في الرئتين .

يعتقد رئيس الفريق البحثي أن النتائج التي حصل عليها و فريقه بتجاربهم على الفئران صحيحة سريريّاً ليس لأن الأنظمة الغذائية في الغرب فقيرة بالألياف فحسب ، بل لأن نتائج فحوص أنظمة الهضم و الرئتين لدى البشر و الفئران متطابقة ، و رغم ذلك نجد الباحثين متمسكين بالشروع بدراسة هذه التجارب على الإنسان للحصول على نتائج مؤكدة حيال ذلك و هو سبب آخر يدفعنا لندرك دور الخضار و الفواكه في حماية الجسم من الربو .

المصدر: هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة: هنا

هنا