الفنون البصرية > فن وتراث

علماء آثارٍ يعثرون على تمثالٍ عمره 4000 عام

استمع على ساوندكلاود 🎧

عثر فريقٌ من علماء الآثار ومجموعة من الطلاب على إناءٍ خزفيٍّ يحمل تمثالاً لشخصٍ متأملٍ أو مفكرٍ خلال أعمال التنقيب في قرية العباسية في فلسطين (مدينة يِهود حالياً).

وفقاً لمنظمة IAA فإن الإناء يعود إلى حوالي 4000 عامٍ مضى، وقد وجد علماء الآثار هذه القطعة الأثرية خلال عمليات التنقيب في مشروع تطوير أبنيةٍ سكنيةٍ جديدةٍ. وقال جيلاد إتاش Gilad Itach - مدير تنقيبات IAA - في بيانٍ له: "يبدو أنه في البداية تم صنع إبريقٍ والذي يعد أمراً معهوداً في تلك الفترة، وبعد ذلك أُضيف النحت الفريد من نوعه، والذي لم يسبق أن اُكتشف مثله في التنقيبات السابقة".

طول الإناء أو الإبريق الاستثنائي لا يتجاوز 7 بوصات (18 سم) وهو بحد ذاته عبارةٌ عن شكلٍ بيضويٍ مستطيلٍ، في حين يجلس "المفكر" فوق الإناء يُريح ذراعاً واحدةً على ركبته ويسند ذقنه على الأخرى. وأضاف Itach: "إن مستوى الدقة والاهتمام بالتفاصيل في صنع هذا التمثال أمرٌ مثيرٌ للإعجاب للغاية".

واكتشف الباحثون الإناءَ إلى جانب أشياءَ أخرى منها رؤوس سهامٍ ورأس فأسٍ وعظام أغنامٍ وخناجرَ وما يُعتقد أنها عظام حمارٍ. علّق إفرات زيلبير Efrat Zilber - مسؤولٌ بوزارة التعليم - على الاكتشاف: "تلك الأشياء هي أغراضٌ جنائزيةٌ على الأرجح، تدفن عادةً إلى جانب جثة شخصٍ هامٍ". وأضاف: "على حد علمي فإن هذه المجموعة الجنائزية الغنيّة والتي تضم إناءً من الفخار الفريد من نوعه أيضاً، لم يُكتشف مثلها في البلاد من قبل".

كما كشفت التنقيبات الأعمق عن قطعٍ أثريةٍ يعود تاريخها لـ 6000 سنةٍ مضت على الأقل. ووفقاً لـ IAA فإنها شملت أوانيَ فخاريةً وحجارةً من الصوان والبازلت وأدواتٍ وعظامَ حيواناتٍ.

كان الإبريق عند اكتشافه متشظياً وقام الخبراء في IAA بترميمه، وما زالوا غير أكيدين مما إن كان صانعه الأصلي هو من قام بوضع الشخص المفكر أو أن فناناً آخرَ أضافه لتجميل الإبريق.

تعود القطع الأثرية المكتشفة إلى نحو 2000 ق.م. أي إلى العصر البرونزي الأوسط في بلاد الشام (تتضمن المنطقة الحالية فلسطين وشرق البحر المتوسط). ووفقاً لمتحفُ متروبوليتان للفنون، كان هذا الوقت الذي استقرت فيه مجموعةٌ من السكان تعرف بالعموريين في جميع أنحاء الجزء الشمالي من المنطقة. وهو الوقت ذاته الذي سافر فيه التجار ذهاباً وإياباً بين بلاد الشام ومصر.

ساعد طلاب المدارس الثانوية في تنقيبات IAA كجزءٍ من دورةٍ تدريبيةٍ للطلاب المهتمين بعلم الآثار. ووصفت روني كريشير Ronnie Krisher - طالبةٌ بثانوية روه الدينية للفتيات Roeh Religious Girls High School في رامات غان Ramat Gan وواحدة من طلاب الدورة التدريبية - لحظة الاكتشاف: "رأيت فجأةً العديد من علماء الآثار والأشخاص الهامّين قادمين، وهم المكلفون بفحص وتقييم ما يُعثر عليه. وعلى الفور دعونا جميعاً لنشاهد التمثال الرائع وشرحوا لنا أنه اكتشافٌ نادرٌ جداً وتمثالٌ لا يُصادفه علماء الآثار كل يوم. أمرٌ مذهلٌ أن تكون جزءاً من تنقيبات هذه الأعمال الفنية التي سيتم عرضها في المتحف".

المصدر:

هنا