الفيزياء والفلك > علم الفلك

اكتشاف تجمعٍ مجريّ كان مختبِئاً

استمع على ساوندكلاود 🎧

المنطقة المحظورة. اسمٌ يبدو وكأنه قد فُرِضَ على مِنطَقَةِ حَظرٍ جَويّ، ولكنه في الواقع يُشيرُ إلى مساحاتٍ شاسِعةٍ مِن الفضاء حجبتها النجوم وغبار مجرّة التبانة، عن أنظار عُلماءِ الفلك.

ولكن فريقًا من عُلماء الفلك، من جنوب أفريقيا وأوروبا وأستراليا، بقيادة العالمة رينيه كورتفيك، من جامعة كيب تاون، اكتشفوا مَجموعةً عِملاقة مِنَ المَجرات على بُعد نحو 800 سنة ضوئيّة، قد أخفتها مجرّة درب التبانة عن الأنظار. سمّى العُلماء هذا التجمّع باسم تَجمُّع فيلا الفائق Vela supercluster.

العناقيد المجرية الهائلة، هيَ أكبرُ وأضخَمُ الهياكِلِ المَعروفة في الكون. ويمكن لها أن تَمتَد لتشمل مساحاتٍ قد تصلُ إلى مِئات ملايين السنين الضوئية.

يعدُّ شابلي Shapley العنقود المجريّ الهائل الأكثر شهرة، ويُعتَقَد بأن قد يكونُ الأكبَرَ مِن نوعه، ويبعُد عنا نحو 650 مليون سنة ضوئية. أما الآن، فقد رصدَ العُلماء عنقودًا مجريًَا فائقًا، أبعد من شابلي. إذ قامت رينيه كورتفيك عام 2012 بالتعاون مع فريقِها بتفحُصِِ آلاف المجرات داخِل المنطِقة المحظورة الّتي حجبتها مجرّة درب التبانة بشكلٍ جُزئي، اعتمادًا على المقراب الكبير لجنوب أفريقيا، فوجد الباحثون ثماني مجموعات جديدة ضمن مجال كوكبة فيلا.

رصَد التِلسكوب آنجلو الأسترالي ظاهرة الانزياحِ نحو الأحمر، لِتعقُبِ تحركات هذه المجموعات الجديدة، فاتضَح أنهُم جميعًا جُزءٌ مِن تجمُعٍ عنقودي فائِقٍ واحِد.

إذا نظرنا إلى السماء، ستبدو مجرّة درب التبانة كخطٍ فوق رؤوسنا. أما تجمّع فيلا الفائق فهو متعامِدٌ مَعَ خَطِ مَجرّة درب التبانة هذا، لذلك كان غير مرئيٍ بالنسبة لنا.

تقول رينيه كورتفيك: "لم أتوقّع وجود بُنيةٍ ضخمةٍ كهذه، على هذا النحو الواضح"

يتابع العُلماء مراقبة هذا التجمّع الفائق، لِكشفِ مداه وكتلته، وتأثير حقل جاذبيته. وستقوم عدّة تلسكوباتٍ أخرى بالمساعدة، مثل تلسكوب MeerKAT في جنوب أفريقيا، الّذي أبصر الضوء للمرة الأولى هذا العام.

المصدر: هنا