الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

برنامجُ رشٍّ سرّيّ... هل يَصدُقُ أتباع نظريّة المؤامرة هذه المرّة؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعتقدُ بعضُ الجماعاتِ والأفرادِ بأنَّ الذيولَ ذاتِ المساراتِ المُتكثِّفة الطويلة الّتي تتركُها الطائراتُ خلفَها، هي دليلٌ على وجودِ برنامجِ رشٍّ سرّيٍّ واسعِ النطاق يُسمّى بـ "chemtrails" إذ ينسبُ أتباع نظريّة المؤامرة هذا الرشَّ المزعوم إلى الحكومةِ وأحياناً إلى الصناعة.

تستطيعُ العمليّات الفيزيائيّة والكيميائيّة بسهولةٍ شرحَ الأدلّة المزعومة عن برنامج الرشِّ الجوّيّ السرّيّ واسعِ النطاق، والذي يُشار إليه باسم "الهندسة الجيولوجيّة الخفيّة" "chemtrails" وبحسبِ دراسةٍ جديدةٍ من معهد كارنيجي للعلوم، وجامعة كاليفورنيا في ايرفين، والمنظّمة غير الربحية Near Zero"" كانت نتائجُ عمليّات المسح الّتي قامَ بها علماءُ الغلاف الجوّيّ ترفضُ بشكلٍ قاطعٍ وجودَ هذا البرنامج السرّيّ.

رفض القائمون على هذه الدراسة بشكلٍ قاطعٍ برنامجَ الرشّ السرّيّ، ونُشرت نتائجُ الفريق في مجلّة "خطابات البحوث البيئيّة" "Environmental Research Letters"، وذلك استناداً على استطلاعِ رأيٍ لفريقَين من الخبراء: علماءَ في كيمياء الغلاف الجوّي مُختَصِّين في مسارات التكثيف، وجيوكيميائييّن يعملون على رواسب الغلاف الجوّي من الغبار والتلوّث.

أظهرت نتائجُ الاستطلاعِ بأنَّ 76 من أصلِ 77 من العلماء المشاركين أقرّوا بأنّهم لم يواجهوا أيّ دليلٍ على وجود برنامجِ رشٍّ سرّيّ، ويتّفقون على أنّ الأدلّةَ المزعومةَ الّتي استشهدَ بها الأفرادُ الّذين يعتقدون أنّ البرنامجَ قائمٌ يمكن تفسيرها من خلال عواملَ أخرى، مثل تشكُّلِ آثارٍ نموذجيّةٍ ناتجة عن الطائرة أو أخْذِ عيِّناتٍ فقيرة البيانات.

أجرى فريقُ البحثِ دراستَهُ على استجابةِ أكبرِ عددٍ من الناس الّذين يدْعونَ إلى الاعتقاد ببرنامجِ الرشِّ السرِّيّ، قال ما يقارب 17 % من المشاركين في الاستطلاع الدوليّ عام2011 أنّهم يعتقدون بوجودِ برنامجِ رشٍّ سرّيٍّ حقيقيٍّ أو حقيقيٍّ جزئيّاً، وفي السنوات الأخيرة نشأَ عددٌ من المواقعِ الّتي تدَّعي وجودَ أدلّةٍ على وجود رشٍّ كيميائيٍّ سريٍّ واسعِ النطاق والّذي يقولون أنّه مرتبطٌ بتأثيراتٍ سلبيّةٍ على صحّة الإنسان والبيئة.

أرادَ الباحثون إنشاءَ سجلٍّ علميٍّ حولَ موضوع برنامج الرشّ هذا وذلك لصالح أولئك الذين لم تتكوّن آراؤهم بعد، كما أنّ الخبراء الذين تمّ استطلاعُ رأيهم رفضوا رفضاً قاطِعاً اعتبارَ صورِ مسارات البخار ونتائج الاختبارات دليلاً على وجود مؤامرة الرشِّ الجوّيِّ واسع النطاق.

يقول الباحثون أنّهم لا يأملون إقناع أولئك المُتيقّنين بالفعل بوجود برنامجٍ سرّيٍّ -حيث أنّ هؤلاء الأفراد عادةً ما يرفضون الأدلّة التي تثبت عكسَ اعتقاداتهم معتبرين أنّها دليلٌ آخرُ على صحّةِ نظريّتهم- إنّما يسعَون لإنشاء مصدرٍ موضوعيٍّ للعلم قادرٍ أن يصلَ للعامّة.

على الرغم من استمرار النظريات الخاطئة حول برامج رشّ الموادّ الكيميائيّة في الغلاف الجوّيّ، إلّا أنّه لم تكن هنالك حتى الآن دراساتٌ أكاديميّةٌ تستعرض أنّ ما يعتقده بعض الناس هو في الواقعِ مجرَّدُ ذيولِ طائراتٍ عاديّةٍ، والّتي أصبحت أكثر وفرةً مع توسُّع السفر الجوّيّ، بالإضافة إلى أنّ تغيُّر المناخ قد يكون سبباً في بقاء الذيول لفتراتٍ أطولَ ممّا كانت عليه سابقاً، لذلك كان من الضروريّ إظهارُ ما يعتقده الخبراءُ بالنسبةِ لهذه الذيول والهباء الجويّ، وقد لا نستطيع إقناعَ المتشدِّدين أنّ برنامجَهم السرّيّ للرشّ المحبوب هو مجرَّدُ خيالٍ، لكن نأملُ أن يتقبّلَ أصدقاؤهم هذه الحقائق.

المصادر:

Christine , Mick West , Ken Caldeira and Steven J Davis, Quantifying expert consensus against the existence of a secret, large-scale atmospheric spraying program, Environmental Research Letters, Volume 11, Number 8

هنا

هنا