الكيمياء والصيدلة > صيدلة

الصادات VS مضادات الالتهاب ... ما الفرق بينهما؟: (الصادات)

استمع على ساوندكلاود 🎧

يمكنك قراءة المقال السابق من هنا

تستخدم الصَّادات -أو ما يعرف بالمضادات الحيوية- لعلاج بعض أنواع العدوى الجرثومية أو الوقاية منها، وتؤدي عملها هذا عن طريق قتل الجراثيم أو منعها من التكاثر والانتشار، ما يعني أنها لا تنفع في حالات العدوى الفيروسية؛ مثل الزكام أو الإنفلونزا أو معظم حالات السُّعال وألم الحلق، إضافة إلى أن الكثير من الإنتانات الجرثومية الخفيفة يمكن أن تشفى بفعل الجهاز المناعي دون الاعتماد على الصادات الحيوية؛ ولهذا يجب تجنب وصفها بكثرة. 

ومن المهم أن توصف الصَّادات وتؤخذ على نحو صحيح؛ لمنع نشوء المقاومة الجرثومية وتفاقمها؛ وتنشأ هذه الحالة عندما تصبح سلالة من الجراثيم غير مستجيبة للعلاج بنوع واحد أو أكثر من الصادات.

متى يمكن استخدام الصادات؟

يمكن استخدام الصادات لعلاج الإنتانات الجرثومية التي:

• تتطلبُ المعالجة بالصادات حتى تشفى.

• يمكنُ أن تسبب العدوى للآخرين ما لم تعالج.

• يمكن أن تأخذ وقتًا طويلًا حتى تشفى دون علاج.

• يمكن أن تحمل خطورة إصابة المريض بمضاعفات خطيرة.

إضافة إلى أنه يمكن استخدام الصَّادات عند الأشخاص الذين لديهم اختطار عالٍ للإصابة بالعدوى؛ وتسمى هذه العملية الوقاية بالصادات antibiotic prophylaxis.

ما هي طرائق أخذ الصادات؟

• الصادات الفموية: مضغوطات أو كبسولات أو شراب، ويمكن استخدام هذه الأشكال في علاج معظم حالات الإنتانات الخفيفة إلى المتوسطة في الجسم.

• الصادات الموضعية: كريمات أو غسولات أو بخاخات أو نقط، وتستخدم هذه الأشكال في علاج الحالات الجلدية.

• الصادات الحقنية: يمكنُ إعطاؤها حقنًا أو تسريبًا وريديًّا مباشرة إلى الدم أو العضلات، وعادة ما تحفظ هذه الأشكال للحالات الخطيرة.

التأثيرات الجانبية للصادات:

يمكن أن تسبب الصاداتُ تأثيرات جانبية مثلها مثل أي دواء آخر، ولكن معظمها لا يسبب مشاكل في حال استخدم استخدامًا صحيحًا، ومن النادر أن تسبب أي تأثيرات خطيرة. من أكثر التأثيرات الجانبية للصادات شيوعًا:

• الشعور بالانزعاج والغثيان.

• الشعور بالمرض.

• الانتفاخ وعسر الهضم.

• الإسهال.

ويعاني شخص من بين كل 15 شخص تقريبًا من التحسس لبعض الصادات؛ وخصوصاً البنسيلينات والسيفالوسبورينات، وقد يؤدي هذا في حالات نادرة إلى تفاعلات تحسسية خطيرة (تأق)؛ وهي تعد من الحالات الطبية الإسعافية.

أنواع الصادات:

هناك مئات الأنواع من الصادات المختلفة، ولكن معظمها يمكن أن يصنف ضمن 6 مجموعات، وهي:

• البنسيلينات: (مثل البنسيلين والأموكسيسيللين) تستخدم على نحو واسع في علاج طيف واسع من الإنتانات، ومن ضمنها الحالات الجلدية والإنتانات التنفسية والإنتانات البولية.

• السيفالوسبورينات: (مثل سيفاليكسين وسيفيكسيم) تستخدم في علاج العديد من الإنتانات أيضًا؛ ولكنها يمكن أن تستخدم في علاج بعض الإنتانات الخطيرة مثل إنتان الدم والسحايا.

• الأمينوغليكوزيدات: (مثل الجنتامايسين والتوبرامايسين) لا تستخدم إلا في علاج الحالات الخطيرة مثل إنتان الدم عادة؛ إذ إنها يمكن أن تسبب تأثيرات جانبية خطيرة، ومن ضمنها فقدان السمع وحدوث ضرر في الكلية. عادة ما تعطى عن طريق الحقن؛ ولكنها يمكن أن تطبق كنقط لعلاج إنتانات الأذن أو العين أيضًا.

• التتراسايكلينات: (مثل التتراسايكلين والدوكسيسايكلين) يمكن استخدامها في علاج طيف واسع من الإنتانات؛ ولكن عادة ما تستخدم لعلاج حالات حب الشباب والعد الوردي (rosacea).

• الماكروليدات: (مثل الإريثرومايسين والكلاريثرومايسين) يمكن أن تستخدم علاجًا لإنتانات الصدر والرئتين خصوصًا، أو بديلًا عن البنسيلينات للناس الذين يعانون من الحساسية تجاهه، أو للقضاء على الجراثيم المقاومة للبنسيلينات.

• الفلوروكينولونات: (مثل السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين) وهي صادات حيوية واسعة الطيف يمكن أن تستخدم في علاج طيف واسع من الإنتانات.

المقاومة الجرثومية للصادات:

تسعى منظمات الصحة في أنحاء العالم إلى التخفيف من استخدام الصادات، وخصوصًا في الحالات غير الخطرة.

إنَّ زيادة استخدام الصادات -في السنوات الأخيرة خاصة- يعني أنها تفقد جزءًا من فعاليتها؛ وقد أدى هذا الأمر إلى نشوء ما يدعى "الجراثيم الخارقة"؛ وهي سلالات الجراثيم التي طورت آليات مقاومة لأنواع عديدة مختلفة من الصادات، وتتضمن:

• (MRSA (meticillin-resistant Staphylococcus aureus المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميتسيللين.

• Clostridium difficile: المطثيات العسيرة.

• الجراثيم التي تسبب مرض السل المقاوم لأدوية عديدة multi-drug-resistant tuberculosis (MDR-TB).

• الجراثيم المعوية المفرزة للكاربابينيماز carbapenemase-producing enterobacteriaceae (CPE).

ويمكن أن تكون هذه الأنواع من البكتيريا خطيرة وصعبة العلاج، وقد تصبح أكثر خطورة وتسبب العديد من حالات الوفاة في أنحاء العالم.

 وأكبر المخاوف هو أن تنتج سلالة بكتيرية لا يمكن علاجها بأي نوع من الصادات الموجودة حاليًّا؛ وهو ما نواجهه حاليًا مع العديد من السلالات الجرثومية وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها the centers for disease control and prevention.

المصادر:

هنا

هنا

هنا