الكيمياء والصيدلة > صيدلة

مضاد السل الأحدث والأقوى أقرب إليك مما تتوقّع!

استمع على ساوندكلاود 🎧

توصل علماء EPFL (École polytechnique fédérale de Lausanne-Switzerland) بعد اختبارهم للعديد من الأدوية إلى اكتشاف فعالية اللانسوبرازول (أحد مثبطات مضخة البروتون يُصرف دون وصفة طبية) تجاه عُصيّات السل الرئوية M.Tuberculosis.

عالمياً، يُعد السل ثاني أكثر الأوبئة فتكاً وذي عاملٍ مسببٍ وحيد بعد فيروس الإيدز. ففي عام 2013، كانت العصية السليّة سبباً لموت 1.5 مليون شخص وإصابة ما يقارب 9 مليون آخرين. وبسبب مقاومة هذه العصيّات للأدوية كانت هنالك حاجةٌ ملحّةٌ إلى إيجاد أدويةٍ جديدةٍ قاتلةٍ لها. عرف علماء EPFL اللانسوبرازول كدواءٍ ممتازٍ للقضاء على السل. وتم نشر الدراسة التي أُجريَت في مجلة Nature Communications .

كما نعلم، إن تطوير أي دواءٍ جديدٍ ضد السل، سيحتاج إلى دراساتٍ تستغرق أكثر من 10 سنوات حتى يتم التأكد من إمكانية إعطائه للبشر. وفي الوقت الذي أظهرت فيه العديد من ذراري العصيّات السليّة مقاومةً تجاه صاداتٍ حيويةٍ عديدةٍ، تم اختبار الملايين من المركبات الكيميائية الجديدة لمعرفة قدرتها على تعطيل نمو العصيات السليّة في أنابيب الاختبار، ولكن لسوء الحظ، استطاع القليل منها فقط اجتياز هذه المرحلة إلى مرحلة التجارب السريرية.

ولكن بنفس الوقت، بإمكاننا توفير الجهد والمال المبذولين على تطوير دواءٍ جديدٍ مضادٍ للسل، عن طريق اختبار الفعالية المضادة للسل التي قد تبديها أدويةٌ مُستخدمةٌ من قبل الإنسان لأغراضٍ علاجيةٍ مختلفة، ومعرفة مدى قدرة هذه الأدوية على العمل كأدوية مضادة للسل.

Screening Against Tuberculosis

تم استخدام هذه الاستراتيجية في مختبر Stewart Cole في EPFL لتصوير تجمّعات العصيّات السليّة في الرئة المصابة. واستخدمت هذه الدراسة نظاماً آلياً يقوم بإعطاء أدويةٍ قد تكون ذات تأثيرٍ فعالٍ على التجمّعات الخلوية الرئوية المصابة بالسل.

ويُعَد هذا النظام ذي كفاءةٍ عاليةٍ، فهو يستطيع العمل على أعدادٍ هائلة من الأدوية التي قد تمتلك فعاليةً ضد عصيات السل وبالتالي هو قادرٌ على اختصار عمل أشهرٍ بأيامٍ قليلة.

وبعد الدراسة السابقة توصّل العلماء إلى أن اللانسوبرازول، مضاد الحموضة الشهير، هو أيضاً دواءٌ قويٌ وفعّالٌ في علاج السل.

استخدام جديد لدواء قديم:

وُجِد أن اللانسوبرازول فعّالٌ تجاه العصيات السليّةM.Tuberculosis ولكن فقط عندما تكون الإصابة داخل خلوية. وخلال التحرّيات التي أُجريَت حول آلية عمل اللانسوبرازول كمضادّ سل، تبيّن أنه يقوم بهذه الوظيفة بعد أن تحوّله خلايا جسم الإنسان إلى مُستَقلَبٍ كبريتي تُنسب إليه الفعالية المضادة للسل. حيث يستهدف هذا المستقلَب أنزيماً محدداً مسؤولاً بشكلٍ أساسيٍ عن إنتاج الطاقة للعصية السليّة، وبالتالي يقوم هذا المستقلَب بتعطيل هذا الإنزيم مما يؤدي إلى قتل العصيّة. بالإضافة لذلك، عندما تمّت تجربة اللانسوبرازول على جراثيم أُخرى، أبدى اللانسوبرازول انتقائيةً عاليةً في قتله للعصيّات السليّة دون غيرها.

ينتمي اللانسوبرازول إلى الأدوية المثبّطة لمضخّة البروتونPPI في المعدة، والتي تمنع بالتالي من إفراز المعدة لزيادةٍ من الحمض، فهو مضادٌّ للحرقة والتقرّحات.

"تُعَد الأدوية المثبّطة لمضخّة البروتون من الأدوية الأكثر مبيعاً وأماناً حول العالم" كما يقول Stewart Core. ويضيف: "كَون هذا الدواء أثبت شدّة فعاليته تجاه العصيات السليّة، فذلك سيعني أن هذه الفئة الدوائية ستزوّدنا بإمكانياتٍ مميزةٍ في طريق علاج السل".

المصدر:

هنا