الفيزياء والفلك > علم الفلك

جونو تستفيق من غفوتها، متجاوزةً وضعية التشغيل الآمن

استمع على ساوندكلاود 🎧

خَرَجت مركبة ناسا الفضائية جونو، من وضعية التشغيل الآمن، و تمكنت من تشغيل محركات الدفع، استعداداً للتحليق بالقرب من كوكب المشتري. بهذا تكونُ المركبة قد أنهت مرحلة التشغيل الآمن، التي مرت بها الشهر الماضي.

أصدرَ فريقُ بعثة جونو الأمر لها، بالخروج من وضعية التشغيل الآمن، وتم تأكيد خروج المركبة بنجاح فيما بعد. وكانت المركبة الفضائية جونو قد دخلت وضع التشغيل الآمن، في الثامن عشر من شهر أكتوبر الماضي، عندما كانت تُحلق على مقربةٍ من المشتري. إذ لم تتمكن من الانتقال لمدارٍ أقرب إلى الكوكب، كما أنّها لم تتمكن من تشغيلِ معداتها العلمية، لرصد أية بيانات جديدة.

أوضح سكوت بولتون (Scott Bolton)، الباحثُ الرئيسيّ في فريق دراسة البعثة، أنّ المركبة عانت من خللٍ في المحركِ، عندما لاحظَ المهندسون في وحدة مراقبة البعثة "نوعاً من التأخير" في أداء زوج من صمامات الضغط في نظام الدفع.

قرّر الفريقُ في ذلك الوقت تأخير عملية الاحتراق، حتى الوصول إلى مدار آخر، خوفًا من أن تسبب تلك الصمامات، اختلالاً قد يُرسل السفينة بعيداً عن موقعها المحدد. وقبل بضع ساعات من وصولِ المركبة، إلى أقرب موضع من كوكب المشتري، طرأ أمرٌ ما، تَسبب في إعادة تشغيل الحاسب الرئيسي للمركبة، ومن ثم دخولهِ في "وضعية التشغيل الآمن" وفقاً لما أوردهُ بولتون. وأوضحَ قائلاً "المركبة الفضائية تُشبه الروبوت الذكي، فهي تُقيّم الوضع، ثم تتخذ الإجراء المناسب".

وفي هذه الحالة، تقوم المركبة بإيقاف تشغيل معداتها، وتَتصل بوحدة التحكم في الأرض، بانتظار أن يتمكن العاملون، من معرفةِ ما حدث، وبالتالي تحديد خطوتها القادمة. وبهذا فقد قامت المركبة "بعمل ما هو متوقع منها أن تقوم بهِ بالضبط"، وفقاً لما قاله بولتون.

لكن المركبة استعادت نشاطها فيما بعد، وتمكنت من الاستجابة، لجميع أوامر فريق التحكم على الأرض، وفقاً لما أوردهُ نايباكين Rick Nybakken، مدير المهمة، وأوضح قائلاً " "خرجت جونو من وضع التشغيل الآمن كما هو متوقع، وهي تستجيب حالياً لجميع أوامرنا، ونتوقع أنّنا، سوف نتمكن من تشغيل معدات المركبة في نوفمبر، استعداداً للتحليق على مقربة من المشتري مع حلول شهر ديسمبر".

تجري التحضيراتُ حالياً لعمليةِ التحليق القادمة، الّتي ستنتقل فيها المركبة، من مدارها الحالي، الذي يستغرق 53 يوماً، إلى مدار آخر، أقرب إلى المشتري، يستغرق 14 يوماً، وبالتالي الحصول على معلومات أكثر عنه.

وصرّح بولتون قائلاً "نحن جميعاً متحمسون، ومتلهفون للتحليق على مقربة من المشتري، فقد كانت العلوم التي جمعناها حتى اللحظة مدهشة للغاية ".

كشفت إحدى معدات المركبة، التي صُممت، على هيئة مصفوفة من الهوائيات، التي تلتقط الأمواج الميكروية (microwave antennas)، بهدف الحصول على تخطيط لبُنية سحب المشتري، أن هذه الشرائط الغازية، الملونة، هي عميقةٌ للغاية.

وأشار بولتون "كان لهذا الاكتشاف وقع مفاجئ بالنسبة لكثير من العلماء"، وأضاف "أياّ كان ما يُسبب هذه الشرائط، فإنّهُ عميقٌ جدًا ".

كما فجرت كاميرا جونو (JunoCam) مفاجأة أخرى، إذ كشفت عن عواصف عملاقة، تحدث عند قطبي المشتري. لطالما كانت رؤية عواصف شبيهة على سطح المشتري الكوكب سهلة، وخاصةً عند مناطق خطوط العرض الدنيا، ولكن ليس بكثرة. لكن القطبين غنيّان بهذه العواصف، الأمر الّذي يثير دهشة العلماء.

أُطلِقت المركبة جونو، في شهر أُغُسْطُس عام 2011، من قاعدة كاب كارنيفال (Cape Canaveral) في فلوريدا. ووصلت مدار المشتري في الرابع من يُولْيُو عام 2016. تتلخص مهمتها في استكشاف المشتري والتحليق على مقربةٍ من سحبه العلوية، لدراسة شرائطه الغازية الملونة، وظاهرة الشفق عند أقطابه، للتعرف على أصله وبنيتهُ، وغلافهُ الغازي، وغلافهُ المغناطيسيّ.

المصادر:

هنا

هنا