الهندسة والآليات > التكنولوجيا

هلْ خِداعُ شركةِ تسلا ممكنٌ؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

اصطدمَتْ منذُ مدةٍ ليست بالبعيدة إحدى سياراتُ شركةِ تسلا (X SUV) بأحد المباني، وسارعَ السائقُ إلى الادّعاء أنّ السيارةَ تسارعت من تلقاءِ نفسها، دون أن يضغط هو على دواسةِ الوقود، إلا أنّ الشركةَ استطاعت كشفَ زيفِ هذا الادّعاء، حيث تكون السيارةُ على اتصالٍ دائمٍ بالشركةِ المصنّعةِ عبرَ الإنترنت، وترسلُ لها حالةَ السيارةِ وحالةَ السائقِ بشكلٍ مستمرٍ، وكان تعليقُ الشركةِ على حادثِ الاصطدام:

"البيانات التي لديها تُظهِرُ أنّ السيارةَ كانت تسيرُ بسرعة 6 ميل في الساعة (حوالي 10 كم\ساعة)، وفجأةً قامَ السائقُ بالضغطِ على دواسةِ الوقودِ بشكلٍ كامل، فقامت السيارةُ بالتسارعِ استجابةٍ لفعلِ السائق".

إنّ جمعَ البيانات من السيارة أمرٌ مفيدٌ جداً، ولكن غالبيةَ مُصنّعي السيارات لا يقومون بتسجيل البيانات من سياراتهم كما تفعل تسلا، إلا أنهم على نيةٍ للقيام بذلك قريباً.

وعوضًا عن نقلِ البياناتِ عبر الإنترنت، تحتوي غالبيةُ السياراتِ التي بيعت في الولايات المتحدة على جهازٍ لتسجيلِ بياناتِ الأحداثِ، يُدعى بالصندوق الأسود (كما في الطائرات)، ويقوم هذا الجهازُ بتسجيلِ البياناتِ لفحصها فيما بعد في حالِ حصولِ حادثٍ ما.

لكن تبقى طريقةُ تسلا هي الأفضل، فغالبيةُ هذه الأجهزة لا تسجّلُ تفاصيلَ كثيرة كتلك التي تسجّلها تسلا أو ترسلها عبر الإنترنت. لذلك فإنّ طريقة تسلا تزدادُ شعبيتُها يوماً بعد يوم، وشركاتُ السياراتِ تحاولُ زيادةَ البياناتِ التي تستطيع جمعها من السيارة.

تحتوي اليوم حوالي ربعُ السياراتِ الجديدةِ على هذه التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تصبحَ موجودةً في 90% من السيارات بحلول العام 2020. شركةُ (General Motors) وغيرها صرّحت باهتمامها بزيادةِ التفاصيلِ المُسجّلة عما يقوم به السائق.

إلى جانبِ كشفِ مُسبّب الحادثِ المروري، هل توجد فوائد أخرى لجمعِ البيانات؟

بالطبعِ فالفوائدُ كثيرة، ولعلّ شركاتِ التأمينِ المستفيدُ الأكبر، فالكثيرُ من البشرِ يقومون بخداعِ شركاتِ التأمينِ عن طريقِ حوادث مرورية مُفتعَلة بهدف قبضِ أموالِ التأمين، ولكن هذا الأمر سيذهب إلى غير رجعةٍ مع تكنولوجيا نقلِ البياناتِ عبر الإنترنت، حيث سيصبح تزييفُ الحوادثُ أمرٌ مستحيلُ الحدوث. في سبيل استخدامِ الجميعِ لهذه التكنولوجيا تخفّض بعضُ شركاتِ التأمينِ من أسعارها إذا وافق الزبون على تركيبِ جهازٍ في سيارته لتسجيل أسلوبه في القيادة، وأبرز مثال على ذلك جهاز (OnStar) الذي تصنَعُه شركةُ (General Motors)، والذي تعتمد عليه عدة شركات تأمين.

أحد الأسباب الأخرى التي تدفعُ شركاتِ السياراتِ إلى تسجيلِ البياناتِ هو الاستفادة منها في تصميم سيارات ذاتية القيادة، حيث إن البيانات التي سجلتها تسلا حققت لها نجاحًا سريعًا في هذا المجال. أخيرًا ربما ستستفيد الجهات الحكومية من البيانات في أثناء التحقيق بالجرائم.

هل تُرضي هذه التكنولوجيا الجميع؟

إنّ تسجيلَ كلّ عملٍ يقوم به السائقُ من إدارة المِقوَد إلى الضغط على دواسة الوقود، لن يحظَ بترحيب الجميع كما هو الحال مع أيّ نظامٍ لتسجيل البيانات. حيث إنه سيشعرُ العديدَ من الناس-كالرجل الذي اصطدم بالبناء- أنّ نظامَ تسجيلِ البياناتِ قد ظلمهم. كما أن البيانات التي يتمّ تسجيلها يمكن أن تقوم شركاتُ السياراتِ أو شركاتُ التأمينِ باستخدامها بطرقٍ يراها الناس سيئة، كالتلاعب بالأسعار أو الترويج لنوع معين.

يهدفُ تسجيلُ البياناتِ إلى جعلِ القيادةِ أكثر أماناً، وتقليل نسبة الحوادث. حيث أظهرت عدة دراسات أن إضافة صندوق أسود بسيط إلى السيارة قلل من نسبة الحوادث، لا سيما أن السائق سيكون أكثر حذراً عند معرفته أن أي خطأ يرتكبه سيتم تسجيله. فما رأيكم هل أنتم مع هذه التكنولوجيا أم ضدها؟

المصدر:

هنا?